إبراهيم العيسى مثالاً !!

في فترة من الفترات كان اللاعب إبراهيم العيسى يلعب في الوسط الأيمن ( جناح أيمن ) ، وكان يملك لياقة عالية وسرعة عالية. ورغم ذلك لم يبرز بشكل جيد حيث كان في أغلب الأوقات يجري بالكرة بدون تركيز وفي النهاية تخرج الكرة منه للآوت من الجهة الأخرى وتنتهي الهجمة . لكن المدرب وأظنه الفرنسي فيرنانديز استطاع اكتشاف اللاعب إبراهيم العيسى في خانة الظهير الأيمن حسب طريقة لعبه 3- 5 -2 التي كان ينفذها بطريقة جميلة جداً تبدو في البداية أنها دفاعية برجوع الأظهر للخلف عند الهجمة المعاكسة ليشكل الدفاع بخمسة أفراد . لكنه يبني الهجمة من العمق بهجمات مرتدة منسقة كان بطلها في أغلب الأحيان هو اللاعب إبراهيم العيسى من خلال موقعه الجديد ( ظهير أيمن ) فتصبح الخطة 3-5-2 حيث استطاع المدرب الذكي استغلال سرعة اللاعب ولياقته العالية في نقل الكرة بسرعة من حالة الدفاع إلى الهجوم المعاكس السريع ثم عكس الكرة في المنطقة الخطرة أمام خط الـ 18 فيستغلها المهاجمون في تسجيل الأهداف وعندها يكون دفاع الفريق المقابل مشتت الذهن ولا يستطيع التمركز السليم . وهذا هو المطلوب من تنفيذ الهجمات المعاكسة بالسرعة المطلوبة . والملاحظ الآن أن النصر يعتمد على طريقة تأمين المنطقة الخلفية لكنه لا ينفذ الهجمة بالسرعة المطلوبة لعدم وجود اللاعب المناسب لهذه الخطة في الفترة السابقة بالإضافة إلى أخطاء التمرير التي تقتل الهجمة قبل أن تبدأ .... إلخ
هذه المقدمة سقتها للتدليل على أن مهمة المدرب لا تقف على وضع خطط اللعب فقط بل عليه اكتشاف قدرات اللاعبين وتغيير مراكزهم حسب إمكاناتهم ومتطلبات اللعب . ولا يعني عندما أستلم التدريب أن أترك اللاعب حسب الخانة التي اختار اللاعب بنفسه اللعب فيها . فالمدرب من المفروض أن تكون لديه الخبرة أكثر من اللاعب فيوظفه في المكان الصحيح . فبعض الخانات وعلى سبيل المثال خانة الأظهرة يستطيع المدرب صناعة لاعب معيَّن من خلال توجيهه عن كيفية التمركز والتغطية السليمة وعندها قد يصبح لاعب الوسط أو المهاجم وخاصةً الأجنحة مبزراً جداً في خانة الظهير ، وكل ما في الأمر هو تطوير النواحي الدفاعية في اللاعب أي التمركز والتغطية السليمة ثم عند قطع الكرة من الخصم يصبح هو المهاجم الذي يستطيع تنفيذ الهجمات المعاكسة السريعة . وسأضرب مثالاً لذلك باللاعب عبدالرحمن القحطاني في فريق النصر . فهذا اللاعب لن يستفيد منه النصر شيئاً في خانة الوسط الأيسر لأنه لا يملك أي مهارات فنية تجعله يراوغ ويصنع هجمات لكنه يملك خاصية السرعة واللياقة العالية وقوة التسديد . وهذه المواصفات يحتاجها اللاعب المنطلق من الخلف في الهجمة المعاكسة كما كان يفعل الظهير المميز محمد عبدالجواد في الأهلي ، و ولذلك بودي لو يستغل المدرب ماتورانا هذه المواصفات في اللاعب الذي ذكرته ويعيده لخانة الظهير الأيسر وربما يستفيد منه أكثر من موقعه الحالي الذي لا أعتقد أن اللاعب يصلح له وبذلك سيظل حبيس دكة الاحتياط وسيصيبه الاحباط والسبب في ذلك عدم توظيفه بالطريقة الصحيحة . أرجو أن أكون قد قدمت لكم ما يفيد ... وقبل أن تحكموا على وجهة نظري المتواضعة هذه عليكم أن تعرفوا بأني لست مدرباً بل ولم يسبق لي لعب الكرة . لكني فقط متابع جيد وأهتم جداً بخطط اللعب . وأذكر أني راهنتُ على فوز إيطاليا على البرازيل وحصولها على كأس العالم 1982م بينما لم يكن أحد يصدق أن تنهزم البرازيل في تلك الفترة التي كانت فيها هي حديث الناس . فخطة اللعب الإيطالية كانت محكمة وعملية للدرجة التي لم يستطع أي فريق مجاراتها وقد كان .. هذا الكلام قلته حتى تكون على بينة من الأمر قبل أن تلقي اللوم على وتبدأ بتصنيفي يميناً ويساراً . فهذه وجهة نظر فإن أقنعتك فبها ونعمت ... وإلا فألقها وراء ظهرك ولا تبالي ...