هشتقوه !!

عبدالعزيز النهدي


هشتقوه


@ كان سهلا على الاعلام الجديد الذي اقتلع رموز وأنظمة العديد من الدول.. أن يعري ما تبقى من مستور الاعلام القديم التقليدي.


@ ذلك يسري على جميع أنواع ومجالات الاعلام وبمختلف تخصصاته.


@ في الرياضة التي هي ملعبنا هاهنا.. يجد الصحافي نفسه اليوم أمام مئات وآلاف المشجعين يحاسبونه على كلمة أو يشكرونه على أخرى.


@ هذا الأمر أربك قدامى الاعلام الرياضي.. قلة منهم عجزوا عن التأقلم والاندماج مع الوضع الراهن في جيل الانترنت والسرعة إما لجهل في تقنية أو لرضى واكتفاء بزاوية أو ظهور تليفزيوني.


@ كن الأكثرية تحلت بشجاعة التغيير والتعامل مع وسائل الاعلام الجديد.. وشكل ذلك لهم إضافة كبرى نوعية فوق بلاط صاحبة الجلالة.


@ قال لي أحد المحررين إنه لم يعترف سابقا بموقعي فيسبوك وتويتر.. وكان يكتفي بإرسال مواده الصحافية للمطبوعة التي يعمل لها.


@ لكن طفرة تويتر وفيسبوك في العام والنصف التي مضت أجبرته على خوض التجربة.. فتغيرت فكرته وتبدل انطباعه تماما عن الاعلام الجديد.


@ وقال: رأيت بنفسي كيف يتحول المحررون الذين تُخبز الصحف من عجينتهم إلى نجوم ومشاهير في تويتر وفيسبوك يتابعهم ويلاحقهم الآلاف من الجماهير والمتابعين.. بعد أن كانت النجومية الإعلامية في الثمانينيات والتسعينيات وبداية الألفية لكتاب الزوايا والأعمدة.


@ إنها البداية ليس إلا.


@لا تزال في صدر الإعلام الجديد قوة كامنة وكلمات مؤثرة ستقلب موازين الحراك الرياضي وتقتلع منه كل من لا علاقة أو صلة لهم بهذا المجال.


@ جماهير هذا الجيل ينبغي أن لا تستهين بآرائها وتوجهاتها وتطلعاتها وأحلامها.. ليس هذا كلامي فحسب بل حديث رموز ومشاهير ومفكري الإعلام فوق هذا الكوكب.


@ فقد تنبأ الكندي مارشال ماكلوهان قبل وفاته في نهاية السبعينيات بقدوم اعلام جديد يمنح القوة للجمهور الذي كان يكتفي بالفرجة والمطالعة.


@ وأعطى عنه انطباعا في قول مأثور له بقي محفورا في كتب ومراجع الاختصاص: (وسائل الاعلام الجديد لن تكون حيَلا ميكانيكية لخلق الوهم بواسطة أصحاب السلطة والقرار.. بل ستكون لغات وقوى جديدة وفريدة من نوعها للتعبير المؤثر).


@ وأنا أقول إن وسائل الإعلام الجديد لن تترك الإعلام القديم في سلام.. فإما أن تقمعه فيتجدد.. أو يكابر فتقضي عليه.


@ ـ كانت الجماهير في الأجيال الماضية تحت رحمة الاعلام.. فلو آمنوا جميعا أن المسؤول الفلاني فاشل ولا يجب أن يستمر في منصبه.. لن يزيلوه إلا بتأثير شجاع من مطبوعة أو كلمة جريئة من صحافي



@ أما اليوم.. فعبارة (هشتقوه) في موقع تويتر كافية لإزالة وزير أو سفير من منصبه.. وليس مجرد حتة مسؤول في نادٍ أو اتحاد رياضي.