اغنام - ابل - دواجن - طيور
رجل الأمن السعودي.. الصورة الناصعة أقوى من كل تشويه
لأن الأمن حاجة أساسية للأفراد كما هو ضرورة من ضرورات بناء المجتمع، ومرتكز أساسي من مرتكزات تشييد الحضارة، فلا أمن بلا استقرار ولا حضارة بلا أمن. ولا يتحقق الأمن إلا في الحالة التي يكون فيها العقل الفردي والحس الجماعي خالياً من أي شعور بالتهديد للسلامة والاستقرار. من أجل ذلك تتجلى قيمة ومكانة رجل الأمن أياً كان دوره في تحقيق هذا المقصد النبيل.
لقد مثّل رجل الأمن السعودي دوماً فراسة المؤمن الحق الحريص على دينه، الغيور على وطنه، المخلص لولي أمره، ومثّل أنموذجاً فريداً قدّم من خلال الروح والمنصب والمكانة فداء لكل لحظة ينام فيها المواطن آمناً مطمئناً، لا يخشى إلا الله.
ومنذ البداية هيأت القيادة الحكيمة رجل الأمن السعودي من خلال التدريب المتقدم، تهيئة ليكون بإذن الله ممن ينطبق عليه الحديث النبوي العظيم الذي يزكي لنا عظم مكانة رجال الأمن، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (عينان لا تمسهما النار، عينٌ بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)، بل إن المملكة العربية السعودية جعلت من المواطن السعودي ليس فقط هو المحور الأساس للتنمية وإنما تجعله أيضاً العين الساهرة على الأمـن والاستقرار في المجتمع، ولعل ذلك تجسد في مقولة رجل الأمن الراحل -تغمده الله برحمته- الأمير نايف أن المواطن هو رجل الأمن الأول، إذن لقد كان الهدف والغاية.
إن ما يحدث في بعض أجزاء الوطن النبيل من صورة مشوهة لنماذج نادرة وقليلة وشاذة من اعتداءات على رجال الأمن هو إحدى تلك الصور المشوهة التي لا تحترم مكانة وقيمة رجل الأمن السعودي الذي لا يقابل ذلك إلا بما تقتضيه حكمة الموقف، مغلباً روح الإسلام وقاطعاً الطريق على كل دعاة الفتنة، لاسيما وأنه يمثل حكمة الدولة وقوة حفظ الأمن وليس كل أمان يفرض بالقوة. هذه الحكمة التي يغفل عن جوهرها أعداء هذا الوطن لا تقلل أبداً من كون رجل الأمن السعودي مقداماً فاعلاً، ذا هيبة وقوة.
لقد حقق رجل الأمن السعودي مكانة عالية من الاحترام والتقدير والاعتراف عالمياً بمهارته الرائدة وحرصه وغيرته وتصديه لكل أشكال الجريمة، ودفع الكثيرون من رجال الأمن أرواحهم في سبيل نبل الغاية والمقصد وأمانة الواجب، وهو ما تقدره القيادة ويعتبر جميلاً في عنق كل مواطن.
بل لقد تجاوز رجل الأمن السعودي المنتظر منه، وتخطى كل التوقعات حتى أصبح يقدم المعونة للأشقاء والأصدقاء بالمعلومة لتنفيذ كل التحركات الاستباقية التي تعترض كل صور الإرهاب والإجرام.
يقول الدكتور عبد الله بن عبد العزيز اليوسف: "يمكن القول بأن مقولة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز (المواطن رجل الأمن الأول) إنما تعكس منهجية احترافية عالية في وجوب توجيه جميع جهود مكافحة الجريمة نحو تقزيم الإرادة الإجرامية لدى الأشخاص. فعندما يصبح المواطن هو رجل الأمن الأول فإنه لن يخرق هذا الأمن الذي يجب أن يحافظ عليه لمصلحته ومصلحة أبنائه من بعده".
هذا فيما يقول الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري: "ليس هناك رهبة يقف الإنسان أمامها أكبر من رهبة الموت, وليس هناك عمل يقدمه الإنسان لوطنه أقدس وأطهر من حياته.. هذه المشاعر وغيرها تزاحمت في خاطري وأنا أتابع الإنجازات العظيمة التي قدمها رجال الأمن.. إن تقديم النفس والمال والولد فداء للوطن هو أعظم عمل يقدمه الإنسان وخير إرث يتركه لأبنائه وأبناء أبنائه بعد موته".
لقد بقيت وما زالت صورة رجل الأمن هي صورة ذلك الساهر على أمن الوطن في مهنة من أشرف وأجمل المهن، وهو ما جعل كل من يحاول تشويه تلك الصورة هو أول الخاسرين. إن رجال الأمن هم الأساس في النظام وحفظ الحقوق والأمن والأمان. صورة رجل الأمن ستستمر بيضاء وناصعة ولن تهتز وجديرة بأن يتم التصدي وبكل حزم لأي محاولة للإساءة لها بغير حق وبلا سند.
إن استحقاق الوفاء ومظاهر لرجال الأمن الذين يضحون بأنفسهم ويسهرون لياليهم يستحق الكثير من العطاء وفي مظاهر كثير من التعاون معهم. ولعل من أنبل المشهد مشهد متكرر لرجل الأمن كمثال في موسم الحج، حيث يتحول رجل الأمن ليد من الوفاء والعطاء والمساعدة لكي يطوع شخصيته لتحاكي الظروف التي وجد فيها، فمن عين ساهرة حادة ترقب أي إخلال بمنظومة الحج وأمن الحجاج، إلى يد حانية تساعد حاجاً تائهاً، أو تدفع عربة آخر عاجز طاعن في السن.
يقول اللواء سعد الخليوي مساعد قائد قوات أمن الحج لإدارة وتنظيم المشاة وإدارة الحشود، يقول: "من أهم المفاهيم التدريبية التي نغذيها في عقول رجال أمننا البواسل، طبعاً بعد طاعة الله ثم ولاة الأمر، كيفية التعامل مع ضيوف بيت الله الحرام سواء من المعتمرين أو الحجاج، وبالتالي لا بد أن تنعكس تصرفات رجال الأمن على تجسيد الصورة الحسنة والإسلامية السمحة على محيا كل من يدخل إلى مكة المكرمة".
لقد أثبت رجل الأمن السعودي في أشد اللحظات حساسية وحاجة للتصرف السريع السليم فراسته المعهودة، وفهمه الصحيح لظروف المرحلة، هذا بالإضافة إلى الشجاعة والتروي والذكاء وحسن التصرف والتكيف مع كل البيئات، والقدرة على التلاؤم مع مختلف الظروف، والقدرة على التفكير المنظم.
إن من تقدير رجل الأمن واحترام جهوده أن يجسد المواطن قمة العون له، والتعاون معه وهي النتيجة التي يجب أن تكون مثالية من خلال دور مؤسسات الدولة في التركيز على تعزيز الثقة بين المواطن ورجل الأمن ومد جسور الثقة والتعاون بين هاتين الركيزتين، وذلك لتطبيق مبدأ أساسي وتعزيزه ألا وهو الشراكة المجتمعية الفعلية.
إن رجل الأمن يستحق من المواطن دوراً كبيراً وهاماً في دعمه ومساندته، فالأمن ليس مسؤولية جهة معينة، بل مسؤولية الجميع، الأب في أسرته، والمدرس في مدرسته، والموظف في عمله. وتقديم التحية لرجل الأمن يجب أن تتخطى القول بالشكر والامتنان والعرفان لكل العيون الساهرة إلى مساهمة فاعلة في تطبيق القول سلوكاً وتعاوناً، والحديث عملاً والتزاماً، ما يتمم إطار الصورة الرائعة لبلد الأمان في زمن العطاء.. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
فالأمن ليس مسؤولية جهة معينة، بل مسؤولية الجميع
منقول
