والقصة تتكرر بين ابن زيدون و اخريات
التحق بن زيدون الأندلسي بالمعتضد بن عباد ، أمير إشبيلية ، فولاه الوزارة وفوض إليه أمور دولته ،كان أديبا بارعا ، وشاعرا مجيدا محسنا وناثرا مقتدرا ،و قد أحب ولادة ، وهي الأميرة الأندلسية بنت المستكفي المرواني ، أمير المؤمنين ... وكانت ولادة شهيرة بالجمال ، شاعرة ، تساجل الشعراء وتجادل العلماء . وكان أسبق المتنافسين إلى قلبها ، فأحلته من نفسها مكان المحب :يمه: ، وبادلته هذا الحب ، وقد نظم في حبها أروع قصائده. ثم ساءت العلاقة بينهما وهجرته، فأخذ يستعطفها بقصائد مؤثرة، منها قصيدته النونية المشهورة وهي من عيون الشعر العربي أقتطف منها هذه الابيات:
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا ...... وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ان الزمان الذي قد كان يُضحكنا........أنساً بقربهم قد عاد يبكينا
غيظ العدى من تساقينا الهوى فدعو..بأن نغص فقال الدهر آمينا
بالأمس كنا وما يخشى تفرقنا..... فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا
يكاد حين تناجيكم ضمائرنا ...... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت ...... سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا
ولا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا... اذ طالما غير النأي المحبينا
دومي على العهد مادمنا محافظةً..فالحر من دان انصافاً كما دينا
أولى وفاءً وان لم تبذلي صلةً.. ... فالطيف يقنعنا والذكر يكفينا
