العقد الثمين للفاسي

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


فيما يلي أقدم تعريفا بكتاب الفاسي أخذته من كتابي ( التعريف بتراث الإسلام ) :
وكتاب العقد الثمين موجود في المكتبة الوقفية ، على الرابط : http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3462
***
العِقْد الثَّمِيْن في تاريخ البَلَد الأمين ( تصـ ) / التَّقِيّ الفَاسِيّ (1) ( - 832 هـ / 1429 م )
يُعد كتاب "العِقْد الثمين في تاريخ البلد الأمين" لتقي الدين الفاسي المرجع الأوفى لتراجم أعلام أهل مكة ومن سكنها أو مات بها من الرواة والعلماء والفقهاء والولاة والأعيان وغيرهم في مدى ثمانية قرون .
نهج فيه مؤلفه نهج من سبقه من العلماء الذين أفردوا مصنفات خاصة لتراجم أهل بلد بذاته كالخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" وابن عساكر في "تاريخ دمشق" وأبي نَعيم في "أخبار أصبهان"، وغيرهم .
وللفاسي عناية خاصة بالتأريخ لمكة المكرمة وترجمة أعلامها ومَنْ حَلَّ بها مِن أهل العلم مُستكملا ما بدأه عُمدة مُؤرخي البلد الحرام أبو الوليد الأزْرَقِيّ ( المتوفَّى حوالي سنة 250 هـ ) صاحب كتاب "أخبار مكة" ، وأبو عبد الله الفَاكِهِيّ ( المتوفَّى حوالي سنة 280 هـ ) صاحب كتاب "تاريخ مكة" ومن تبعهما من المؤرخين في هذا الموضوع حتى عصر المؤلف .
وقد استفاد الفاسي ممن صنف قبله من المؤرخين، ومما تلقاه من الأخبار عن الثقات، وما شاهده مُسَجَّلا على الرُّخَام والأحجار والأخشاب وغير ذلك(2)، وقد أمكنه أن ينسق هذا التراث تنسيقا علميا مرتبا بدا فيما خلفه لنا من مصنفات في تواريخ مكة وهي: «شِفَاء الغَرَام بأخبار البلد الحَرَام»(3)، و«تُحفة الكِرَام بأخبَار البَلَد الحَرَام» (وهو مختصر شفاء الغَرَام)، و«الزهور المقتطفة من تاريخ مكة المشرفة»، و«العِقد الثمين في تاريخ البلد الأمين»، و«عُجالة القِرَى للراغب في تاريخ أم القُرَى» (وهو مختصر من العِقد الثمين)، و"العقد الثمين" أعظم هذه المؤلفات وأكبرها، وقد جعله المؤلف أساس كتبه الأخرى في هذا الشأن وهي منه بمثابة المختصرات أو المستخرجات.
وقد خَصّ الفاسي الكتاب بتراجم أعيان مكة، لكنه قدم له بمقدمة وافية مطولة استغرقت نحو مائتي صفحة من القطع المتوسط بسط فيها - عبر أربعين بابا - الكثير من المعلومات والفوائد المتعلقة بمكة المكرمة وتاريخها وتاريخ الحرم والكعبة المشرفة وعمارتها والأماكن المباركة بها وجغرافيتها وما كان بها من أصنام في الجاهلية وولاتها إلى زمنه، وقد لخص هذه الأبواب من كتابه "شفاء الغرام"، كما افتتح التراجم بالسيرة النبوية التي استغرقت أكثر من ستين صفحة من المطبوعة(4)، ثم بالمحمدين(5).
وقد ضمن الفاسي كثيرا من التراجم التي ذكرها بالإضافة إلى المعلومات المتعلقة بالشخصيات أحاديث وآثار وحكايات وأشعار على نهج من سبقه من المؤلفين في كتب التراجم، وقد بدأ بتراجم الرجال المعروفين بأسمائهم، ثم المعروفين بكناهم، ثم من اشتهر بلقب مضاف إلى لفظ "الدِّيْن " (مثل عز الدين، مجد الدين، ...)، ثم من اشتهر بالنسبة إلى أبيه أو جده (مثل : ابن عبدان، ابن فيروز، ...)، ثم من اشتهر بالنسبة إلى قبيلة أو بلد أو لقب مفرد ، ثم النساء، فتمَّ الكتاب في 3548 ترجمة (وفق ترقيم المطبوعة )(6).
وقد قام بتحقيق الكتاب الشيخ محمد حامد الفِقِي الذي أنجز تحقيق بعض الجزء الأول – على نسخة خطية واحدة - ثم لحقته المنية، فاستكمل تحقيق الأجزاء من الثاني إلى السابع فؤاد سيد، ولما كانت وفاته أثناء تحقيق الجزء الثامن فقد أتمه محمود محمد الطَّنَاحِيّ، وصدر عن مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة على نفقة محمد سرور الصبان (وزير المالية والاقتصاد الوطني بالمملكة العربية السعودية)، في أكثر من أربعمائة صفحة ، وبهذا تم الكتاب في ثمانية أجزاء ، من القطع المتوسط طبع بين عامي 1378 هـ / 1958 م : 1388 هـ / 1969 م، عن عدة نسخ خطية بعضها تام وبعضها ناقص بدار الكتب المصرية ومكتبة الشيخ محمد نصيف بجدة وغيرهما استخدم في التحقيق منهج التلفيق لعدم وجود نسخة راجحة معتمدة .
والطبعة جيدة التحقيق اقتصر فيها على فهرست للأعلام توزع بين أجزاء الكتاب المختلفة، ولا نعلم للكتاب طبعات أخرى كما لا نعلم له نسخة إلكترونية .
ولابن فهد كتاب : « الدر الكمين في الذيل على العقد الثمين »
وكتاب "العقد الثمين" كتاب جامع كثير الفائدة، فيه من التراجم ومن المعلومات المتعلقة بالحياة العلمية والفكرية للأمة عبر ثمانية قرون الكثير، وفيه تراجم لأكثر من مائتين وخمسين من النساء من أعلام الأمة عبر القرون مما يفيد المهتمين، كما أن في الملخص التاريخي الذي صُدِّرَ به الكتاب من الفوائد عن مكة المكرمة ما يهم الكثيرين، لذا فقد اهتم الباحثون من قديم بالكتاب فنقلوا عنه وأحالوا إليه واستفادوا منه .
** الحواشي :
( 1 ) هو محمد بن أحمد بن علي ، تقي الدين ، أبو الطيب ، المكي ، الحسني ( 775 هـ / 1373 م – 832 هـ / 1429 م ) : مؤرخ ، عالم بالأصول ، حافظ للحديث . أصله من فاس بالمغرب ، ومولده ووفاته بمكة . ولي قضاء المالكية بمكة مدة ، قال فيه المقريزي : "كان بحرَ عِلم لم يخلف بالحجاز بعده مثله"، وقد اشتهر بكتابه "العقد الثمين"، وله مؤلفات أخرى في تاريخ مكة، ومختصر "حياة الحيوان" للدَّمِيْرِيّ و"سمط الجواهر الفاخر" في السيرة النبوية، وغيرهم . ( الزِّرِكْلِيّ : الأعلام 5 / 331 )
( 2 ) شفاء الغرام 1/ 3 أيضا ( ط : القاهرة 1956 )
( 3 ) طبع في القاهرة سنة 1956 في مجلدين
( 4 ) 1 / 218 : 279
( 5 ) 1 / 281 : 2 / 419 ( التراجم 1 : 508 )
( 6 ) وقع خطأ في تسلسل ترقيم الكتاب بعد رقم ( 2099 )، لكن استُدْرِك في الجزء التالي.