][][ ... :: المحترفون وشماعة الإخفاق :: ... ][][
دائماً ما نقول بأن الإحتراف الرياضي بالمملكة مفقود الهوية والتطبيق وكان ومازال وسيظل مجرد مسميات يتم من خلالها الترويج لكسب المزيد من الرعاة .
اللاعب السعودي سيظل يبحث عن شماعة الأعذار ويبحث عن "القشة"كما هو حال الغريق لتحويل إخفاقاته إلى إدعاءات من الصعب تصديقها في وقتنا الحالي في ظل إنكشاف المستور إعلامياً .
خارجياً لم نسمع عن أي محترف تهجم على إدارة نادية ووصفها بعمل الاحترافية بعد استغنائها عن خدماته فالمحترف الرياضي يأخذ مقابل مستواه وما يقدمه ميدانياً ولن يأتي أحد الأندية العالمية ويقدم عشرات الملايين لأجل المحافظة على لاعب لم يقدم المستوى المأمول منه ولن تنتظر إدارات الأندية حتى تتعدل الحالة المزاجية والنفسية للاعب حتى يعود من جديد.
مالك معاذ من خلال القنابل "الصوتية" التي أطلقها خلال الأيام الماضية طالب إدارة الأهلي بالاحتراف بالعمل والعلاقة بينها وبين أفراد الفريق الواحد وبالوقت ذاته تناسى او تجاهل ماهو مطلوب منه كلاعب , بل بحث عن شماعة الأخطاء ولم يسأل أين كان مالك وأي مستوى وصل إليه .
كان الأحرى بمالك أن يسأل نفسه هذا السؤال وأن يعمل على معالجة أخطائه كلاعب قبل أن يجد لنفسه المبررات ليعود لسابق عهده ولكن يبدو أن من قال عن مالك "فقاعة صابون" كان لدية بعد النظر فموسم واحد لايشفع لمالك أن يطالب بأن يطول الصبر لسنوات طوال .
مالك كان نجماً سطع في سماء القلعة الخضراء كان الأبرز وكان أحد المكتسبات الأهلاوية التي طالبنا ببقائها والحفاظ عليها بشتى الطرق حتى وصل الحال بالجماهير العاشقة إلى الوقوف في وجه الإدارة لبقاء مالك , وكان لها ذلك.
ثلاثة مواسم قضاها مالك بعد توقيعه العقد الإحترافي الجديد ولكن كان تائهاً بعيداً عن مالك المرعب ليصل به الحال إلى أن أصبح شبحاً يٌكمل دكه الإحتياط بل تعدى ذلك إلى وجوده بالمدرجات .
وهذا من الطبيعي في عالم المجنونة فلكل زمان دولة ورجال يامالك , ولكن الكارثة تحولت من لاعب شارف على إنهاء مشواره الرياضي الطويل ركضاً بالملاعب والقصير مع النجومية إلى لاعب يرمي بشره يميناً وشمالاً للإبقاء على سيرته الرياضية كلاعب كشف المستور الأهلاوي وشتان بين النهايات .
تصريحات مالك لم تتجاوز كونها تفريغ شحنات الغضب والرمي بالتهم المستهلكة التي سبقه فيها وليد عبدربه وإبراهيم هزازي وبقية شلة الأنس ولكن في هذه المرة مرت أمام الجمهور الأهلاوي مرور الكرام ولم تأتي بأكلها يامالك , فجميع عاشق الراقي يعلمون كمية الدلال التي تجرعتها على أيدي الأهلاوية ومدى الدعم الذي كان لمالك ليعود كسابق عهده.
إضافة لذلك فحالة النشوة التي يعيشها الفريق الأخضر كان خير رد على مالك ومن قبلة الهزازي وعبدربه فبخروج "شلة الأنس" عاد الأهلي بطلاً ونافس بكل قوة على بطولة الدوري والتي كانت في زمن مالك ورفاقه لا يتجاوز الحلم البعيد .
طارق كيال والذي قيل عنه ما قيل أثبت بأن الأهلي لم يعد ملاذاً للمتخاذلين فالصرامة التي أغضبت البعض كانت بعد الله سبحانه تعالى وتوفيقه طريقاً لعودة هيبة الراقي ومادامت تلك الصرامة ستخرج لنا فريقاً كهذا فأهلاً وسهلاً بها فنحن بحاجة لمثل هذه العقلية للتعامل مع الفريق , فالجميع يعمل لأجل الكيان وليس للعائد الشخصي .
لن ألقى باللوم على مالك فما تفوه بت لا يعدو كونه ردة فعل على إستبعادة من الخريطة الخضراء ولن تتجاوز زوبعة بفنجان سرعان ما ستتجاوزها الجماهير الخضراء ولن يجني منها الباحثون عن الاصطياد بالماء العكر الا ملئ الصفحات الصفراء بكل ماهو غث وسمين .
شكراً يامالك على خذلانك لمن وقف معك وشكراً لك مرة أخرى على أنك أثبت لنا بأن هناك رجالاً يعملون لصالح الراقي وشكراً لك بأنك أكدت لنا بأن من يأخذ لابد أن يُعطي , فأنت أخذت ولم تعطي إلا القليل .
أحمد الغامدي
صحفي إقتصادي
TWITTER
@A_GHM
