أعذار الفريدي ومن يبحث له عن أعذار جميعها تحت سقف واحد!
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
كتبت هذا الموضوع وحفظته قرابة الشهر لأني وجدت من كفّى و وفّى من الهلاليين ولكن للأسف مازال البعض يستخدم اسلوب المماحكة .. عنزة ولو طارت !
لانحتاج إع لاميين أو مستصحفين أو متمصدرين لكي نستشف منهم موقف الفريدي أو نعرف من هو وماذا يدور في ذهنه فالكتاب بيّن من عنوانه كما يقول المتنبي : و ليس يَصِحُ في الإفهام شئ إذا احتاج النهار إلى دليل !
فمسألة "ماندري وش الصدق من الكذب" "ويمكن شي خافي علينا" أو "نحطها في البطانة" وإلا "الضعيفين الإداريين" أو "وكيل أعماله" أو "يبي يشوف الجو ربيع وعليها مطر وإلا لا" هذه الأعذار لاتنطلي على عجوز في التسعين !
...
قبل أن أتطرق لأحمد الفريدي لابد أن أستهل موضوعي بأحد المآخذ على الإدارة الهلالية وهذا المأخذ نراه يتكرر في أكثر من موقف و مقال مما يجعل السكوت عنه غير محمود، و حتى تكون الصورة أقرب يقول سمو الأمير " نضطر في بعض الأحايين لإقالة المدرب ليس بسبب ضغط جمهور أو غيره بل لأن اللاعب قد يبذل جهده ولكن في عقله الباطن عذر المدرب موجود" ولا أدري يا سمو الأمير مالفرق بين ما تعمله و تقوله وبين مسألة المدرب ..
البيت الهلالي -ولله الحمد- من أبرز مميزاته هو البيئة الطيبة و الجو العائلي؛ بيئة و جو تسودهما الألفة و المحبة و الإخاء، وهذا الامر قطعاً ينبغي المحافظ عليه بشرطين متوازيين :
* أولهما : عنوانه القول المأثور " لا تكن لينا فتعصر ولا تكن قاسيا فتكسر" متوازياً مع قول الشاعر :
من يصنع المعروف في غير أهله* يكن حمده ذماً عليه ويندمُ
* ثانيهما : المحافظة على هذه البيئة بإبعاد من يحيد عن هذا المسار بعد استيفاء الشروط و انتفاء الموانع !
وهذا المأخذ يحتاج إلى موضوع منفصل ليس هذا مجاله.
...
قبل الدخول في المعمعة؛ الموضوع بالنسبة للفريدي هو مادي بحت و يبدو أنه لم يروق له العرض المقدم من قبل الإدارة الهلالية و يطمع في المزيد وسأبحث هذا الموضوع وغيره من جميع جوانبه مع ظني بأنه سيبقى في الهلال هذا هو الموضوع باختصار ولاشك أنه يوجد لدى "البعض" شبهات يرددونها بين الحين و الآخر
وقبل التطرق للشبهات لابد من ذكر شيء مهم وهو أن هذه الشبهات قد تصدر من كارهي الهلال، ومن مُحبّي هذا اللاعب دون غيره، ومن الهلاليين المخلصين لديهم تساؤلآت، ومن يريد استخدامه كورقة تشغيب ..
...
الشبهة الأولى؛ هذا عصر الإحتراف :
سبحان الله؛ هذه الجملة لا تأتي إلاّ عند توقيع العقود و حتى الجماهير أيضاً فعندما يتغيّب أو عندما تكون الإنتاجية ضعيفة نرى مقولات " لاتشددون يا ناس خلّوه يغيب" و من نوعية " معليش يمكن اللاعب نفسيته مضروبة" إلخ من الإزدواجية و الكيل بمكيالين و يتناسون أن هذا الإحتراف المزعوم مقيّد بشروط و واجبات.
الشبهة الثانية؛ اللاعب لانستطيع الحكم عليه فلم يعطَ الفرصة كاملة :
وهذه قد تكون لها وجهها، ولكن في نفس الوقت مر على اللاعب الكثير من المدربين كوزمين، قيريتس، كالديرون، دول، سامي/بونان وأخيراً هاشيك ولم نرى ذلك الإعتماد عليه حتى وإن مرت عليه فترة إصابة أو لعب محور أو صانع ألعاب، وإن كانت الرؤية بأنه أُعطي فرصة أو لم يعطى فرصة هي سيان فالاعب الرائع يفرض نفسه و تبقى له بصمة قوية بصرف النظر عن قصر أو طول/كثرة مشاركاته.
الشبهة الثالثة؛ اللاعب موهبة :
لاشك عندي في موهبته، ولكن الموهبة إذا لم تقترن بمجهود و إنتاجية لاتسمن ولاتغني من جوع.
الشبهة الرابعة؛ بلا ولاء بلا خرابيط هذا عصر الإحتراف :
مع أن هذا الإحتراف المزعوم لايظهر إلاّ عند "الدراهم" إلاّ أنه أيضاً في الإحتراف و توقيع العقود الشخص المُتعاقد معه له حقوق وعليه واجبات، غير الحد الأدنى من الإنتاجية هو الولآء للمنظومة التي يعمل بها، فالولآء مطلوب و حتمي بصرف النظر عن كوننا في عصر هواة أو محترفين .. وأتحدث عن نفسي شخصياً وقد يكون هناك الكثير من الهلاليين أيضاً يرون بأن الولآء هو أساس ويأتي قبل كل شيء، والغريب أنك تجد من يبرر لهذا اللاعب بانه يحترق من الداخل و أنه يعشق الهلال و "شوفوه صابغ سيارته" في حين يخرج لنا في أكثر من لقاء وموقف ما ينقض هذه التبريرات، والغريب في الامر أننا نجد أندية متقدمة كروية جداً قد كانت مواقف لها تجاه لاعبيها كـ المان سيتي و تيفيز حيث قامت المدرب و الإدارة بإبعاده و الجماهير بحرق قميصه كل هذا من أجل رفض عملية الإحماء والشواهد كثيرة !
الشبهة الرابعة؛ صانع ألعاب :
هذا اللاعب لم يفرض نفسه في التشكيلة الأساسية فحتى من يعشق هذا اللاعب جداً ! يرى أنه لاينبغي الإعتماد عليه كصانع ألعاب و قلب للفريق فهذه المسألة منتهية.
الشبهة الخامسة؛ الراحة النفسية :
وهي كذبة وكرت انحرق يرددها مريدي هذا اللاعب و اللاعب المعار سابقاً/الفشّار حالياً، فنجد رئيس النادي يتحدث عنهما بما لايصدقه عقل أو تراه عين، والقشة التي كان يتعلّق بها "المشبوهين" بأن سامي الجابر كذا و كذا سقطت وانكشفت سوئات هؤلآء، فاللاعب المعار لم يترك ذلك النادي إلاّ بعد أن أبعده العين وبطريقة غير مؤدبة حتى مع محاولات الإستجداء و "القردنه" التي كان يقوم بها تجاه ذلك النادي وجماهيره، وهذا اللاعب الوافد من الأنصار كل يوم والآخر تتساقط أوراق التوت عنه .. وبالمناسبة ألاحظ مناوشات بين جمهور هذا اللاعب والآخر ولا أعلم مالسبب فالإثنين وجهين لعملة واحدة.
الشبهة السادسة، مقارنات مع لاعبين سابقين :
يُقارن بعض محبي هذا اللاعب وهم -ولله الحمد- قليل، بلاعبي الهلال المخلصين من أمثال الجابر والتيماوي والثنيان والتمياط وابوثنين وغيرهم ممن كان لهم كبوات كالحضور و الغياب أو في توقيع العقود، و المقارنة هنا باطلة جملة و تفصيلاً ولا أظن من يعشق الهلال على الحلوة و المرة يطرح مثل هذه الخزعبلات التي لايقبلها عقل ولامنطق وإن سلمنا جدلاً بالمقارنة بين اولئك اللاعبين المخلصين و الفريدي فإن ما قاموا به لايعدوا أن يكون سيئة في بحر من الحسنات وليسوا كغيرهم ممن تعتبر حسنتهم في بحر من السيئات ..
المقارنة بين " جيل سنة السبلة" الذي لايعرف فيه اللاعب "كوعه من بوعه" حقوقاً و واجبات و ثقافة و إلمام وأجواء و منغصات حتى الكثير منهم بالكاد يلقى كفاف عيشه، و "جيل الإحتراف المزعوم" المنشار، الواعي المُطّلع على كبيرة وصغيرة من واجبات أو حقوق حتى مع كمية المبالغ المهولة التي يقومون "بلهطها" لا زالت الأعطيات و "الشرهات" تنهال عليهم من كل حدب و صوب .. كيف تُقارن .. وبأي وجه تُقارن .. من عرفنا عنهم الولآء و الأدآء و العطاء و الوفاء .. جلبوا البطولات بكل سخاء فجعلوا الهلالي يتمخطر بكل خيلآء وهو مايحكم عليه العقلاء ..و بضع سيئات تُغمر في بحر من الحسنات فما فات مات .. لا أستطيع المقارنة .. إنّي أشعر بالحياء .. وقد قيل إذا لم تستح فاصنع ما تشاء .. باختصار من يقارن هذا بذاك ابحث عن "السر و السبب".
الشبهة السابعة؛ العرض و الطلب و أسعار اللاعبين وهذه تحتاج إلى تفصيل :
1- مقيّدة بالأداء و الإنتاجية
2- أن لاتؤثر على التعاقدات القادمة خاصة اللاعبين المخلصين من أمثال العابد و عبدالعزيز الدوسري
3- أن يكون اللاعب مؤثر
4- أن لا يتوفّر له بديل
5- اللعب للشعار بصدق و روح وقتالية
وكل هذا لايتوفر في أحمد الفريدي.
وقد وضع الأخ "ابو فهد الهلالي" في شبكة الزعيم موضوعاً تفصيلياً احتوى على أرقام هذا اللاعب خلال السنوات الماضية، وقد يكون للبعض العذر في أن "الهجوم" سيء فالأرقام لاتعكس الحاصل ولكن الأرقام هي الفيصل والمحك في أغلب الأحوال ولاشك أن التنازل عن الأرقام لابد أن يقترن بأشياء ذكرتها بعاليه وأُضيف إليها مسألة عظيمة نفتقدها كهلاليين مؤخراً وهي "الحسم" فقد نتغاضى عن الأرقام متى ما تواجد حسم مقروناً بجدية وإخلاص وعمل.
الشبهة الثامنة : مقارنات اللاعبين المحليين بالاعبين الأجانب !
مع ظني بأن من يطرح مثل هذا الكلام يعلم في قرارة نفسه الفرق بين اللاعب الأجنبي و المحلي إلاّ أن هذا لايمنع من ذكر بعض الأشياء المفصلية في هذا الموضوع :
1- اللاعب الأجنبي تحتاج في كثير من الأحايين رفع المبلغ لكي يحضر إلى ربوع بلادي
2- اللاعب الأجنبي في الغالب صاحب إنتاجية عالية لايمكن مقارنتها بغيرهم من المحليين
3- اللاعب الأجنبي في الغالب صاحب عقلية احترافية ولعب مقرون بجد و اجتهاد
4- اللاعبين الأجانب على حسب ما أعلم يتكفّل بهم الرئيس من جيبه الخاص والمحليين إن لم يتكفّل بهم الرئيس أو أحد أعضاء الشرف فهي من ميزانية النادي "فنعم دافع من جيبي شي" !
5- اللاعب الأجنبي في الغالب تستطيع أن تستفيد منه في بيع أو إعارة أو تسويق وبمبالغ مجزية ولو نظرنا لبعض الأجانب المبدعين الذين مثلّوا الفريق .. مثلّوه بالمجان!
الشبهة التاسعة : الحفاظ على المكتسبات
من حق البعض أن يُطالب ببقاء الفريدي وأن يعدوه أحد المكتسبات ولكن أيضاً لاتحرمونا من حقنا المشروع كالمطالبة بابعاده وعدم عده من ظمن المكتسبات أو عدم تبديد وتبذير أموال النادي ومكتسباته المادية والمعنوية والعناصرية خاصة أن من يزعم الإكتساب لايستند على مايدعم توجّهه.
هذا ما يحضرني الآن من أعذار أراها هنا وهناك ..
خاتمة :
تحدّث الكثير من الهلاليين عن مسألة "الدلع و الدلال" تجاه اللاعبين وقد ذكرت في مقدمة الموضوع أن هذا الشيء مطلوب ولكن بشروط، كذلك ألحظ على الرئيس تقريب و تفضيل كبير للفريدي يقابله ما نرى، ولاشك للأمير عبدالرحمن بن مساعد رأيه الشخصي وله كامل الحق في ذلك شرط أن لايضر بالنادي أو بالاعبين الآخرين وهذين الضررين نراهما بين الفينة والأخرى ما استمرت هذه السياسة العقيمة ..
المطلوب الآن بعد أن أخذ هذا اللاعب وقته هو سؤاله هل ترغب بالتجديد وبمبلغ معقول قال نعم .. كان بها ! قال لا .. يُعرض على قائمة الإنتقال وبأسرع وقت مع إعادته من المعسكر الخارجي، وأكبر الظن أنه لن ينتقل في هذه الفترة إن كان سينتقل أو تأتيه عروض بيد أن الأندية قد تُحجم عن القبول به في هذه الفترة الصيفية طالما أنه سيكون حر في فترة الإنتقالات الشتوية.
معلومة مغلوطة :
تتردد بين الحين و الآخر معلومة مغلوطة بأن بندر بن محمد هو من جلب هذا اللاعب، وهذا غير صحيح :
"أوضح الأمير عبدالله بن مساعد أن الفريدي تم استقطابه في وقت رئاسته للنادي بـ 300 ألف ريال، تكفل هو والأمير فهد بن محمد والأمير خالد بن محمد وعضو شرف رابع بالصفقة" أو هي 400 ألف من المذكورين و 100 ألف ريال من شيخ الرياضين رحمه الله .. والحال كذلك بالنسبة لعبدالعزيز الدوسري و نواف العابد وسالم الدوسري وعبدالله الزوري وسلمان الفرج وسلطان البيشي جميع هؤلآء لم يجلبهم بندر بن محمد، ووضع الفئات السنية المزري يحتاج إلى وقفة في موضوع آخر ليس هذا وقته.
متأخرات
* مسألة تجديد العقود قبل الدخول في فترة الستة شهور بفترة طويلة تحتاج إلى أشياء كثيرة لانملكها في رياضتنا ومع أن الإدارة وعدت وأظنها تورطت كما تتورّط في بعض الأحايين في تصاريحها فوعدت بتصحيح هذا الامر؛ الذي شخصياً لا أعتبره خطأ لأنه يرتبط بعوامل كثيرة مادية وإدارية وغيرها كـ تأثيرها على بقية اللاعبين ونوعية اللاعب وطريقة تفكيره باختصار ستصدم بعوائق كثيرة.
* أتفق مع من يُطالب بصانع ألعاب ولكن ليس على حساب مهاجمين إثنين، فصناعة اللعب بالتأكيد لن تكون مطية "للبعض" لكي يتواجد لاعبهم المفضّل أساسياً ولو كان الامر بيدهم لجعلوا جميع الأجانب محاور و مدافعين !
* محمد الشلهوب -بحول الله وقوته- هذا الموسم أو الموسم القادم سيقوم بتحطيم الرقم 24 صعوداً للمنصات ولعل هذا يُفسّر بعض الحملات عليه ولكن بالتأكيد يوجد من الهلاليين من يرى استخدامه كورقة رابحة أو وضعه في المكان المناسب له وهؤلآء لاخلاف معهم .. كان الأجدى بك محاربة الشلهوب يا سامي .. سامحك الله !
* الحزم الإداري و المشورة مطلوبان، وهما لايتعارضان مع بعضهما البعض فالمشورة يُستأنس بها وليس شرطاً أن تُنفّذ والحزم الإداري مطلوب وإلا لما احتاج النادي إلى رئيس فالقرارات "التجميعية" "البشتية" تضر ولاتنفع.
* منذ عشر سنوات تقريباً والبعض لا زال يُفكّر ويدور حول الخطط الباكيتية و الثقافة الكوزمينية و اللعب المتوازن واللعب على الإمكانات و 5 وسط 0 هجوم ومع أن كل هذا هي شواهد على فشل هذا الفِكر، فالهجوم ولاغير الهجوم هو السبيل -بإذن الله- فالماضي وحاضر الأندية التي حقّقت هذه البطولة هي باعتمادها على الهجوم وتواجد مهاجمين بقيمة عالية .. ولايصح الإستشهاد ببرشلونة لأنه سيجعلنا نضحك على حالنا وحال كثير من لاعبينا !
* الوقت الآن يحتاج اجتهاد جد إخلاص عمل بذل تنقية تصفية تربية .. سرعة لا تسرّع .. إقفال ملفات .. الآسيوية قريبة .. نشعر بها قريبة وهي معك يا أبا فيصل أقرب .. لك مكانة في النفس ولكن الهلال قبل كل شيء.
* ذهب سامي الجابر فسقطت "شمّاعة" ضخمة كان يتعلّق بها الكثير ومعها تهاوت وستتهاوى الكثير من الأعذار وسيكون الكثير تحت المجهر والبعض بلا واجهة والأمثلة نراها حاضرة وبكثرة .. أراقبها مبتسماً فهناك من ينتقل من كرت لآخر .. وآخر يبحث عن شمّاعة وواجهة ! :d
* وفّق الله سامي الجابر في القرار الذي اتخذه .. قلب الطاولة على الجميع ومزّق الواجهة وأحرق جميع الكروت وخرج من سم الخياط .. ولي بإذن الله موضوع يتحدث عن هذا "الفصل" في مسيرته ووقفة أيضاً مع لقاءه في صدى الملاعب .. سدّد الله خطاك ومنها لأعلى.
