هدية للشافعية: كتاب جديد للشيخ عبدالله العنقري بعنوان (عقيدة الشافعي)

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه .. أما بعد .

مرت بي سنوات عديدة , وأنا أكتب عن الإمام الشافعي وأصحابه , وتنقلت بين كتب المذهب , حتى قرأت فيها ما شاء الله أن أقرأ من الصفحات وشدني كثيراً ما قلته في أكثر من مناسبة مِن أن مَن قرأ سيرة هذا الإمام بتجرد , ووقف على ما أودعه في كتبه من الدُّرَر , إضافة إلى المنقول عنه بالأسانيد , فلا بد أن يجد محبة هذا الإمام الموفَّق تأخذ بقلبه , وذلك لما عنده من تعظيم أمر النص الشرعي , والذود عن السُنَّة ذود الأبطال الأشاوس , مع حرص بالغ على الإنصاف ونشدان الحق .

وقد أخرجت بحمد الله الكتاب الأول: (جهود الشافعية في تقرير توحيد العبادة )وجمعت فيه مئات النقول عن الشافعية من كتب الاعتقاد والفقه وأصوله والتفسير وشروح الحديث وغيرها , وحرصت قدر المستطاع على النقل عن الإمام الشافعي ومتقدمي أصحابه , لأن كلامهم رحمهم الله هو الأصل الذي ينبغي أن يُنسب إلى هذا المذهب , إذ هو كلام المؤسِّس وخاصَّةِ أصحابه .

وقد يسَّر الله لي تجريد ما يتعلق باعتقاد الشافعي تحديداً في كتاب استللت كثيراً من مادته من الكتاب الموسَّع (جهود الشافعية) غير أني زوّدته بنقولات عثرت عليها لاحقاً بعد أن فرغت من طباعة كتاب الجهود , كما زودته بنقولات كانت بين يدي , لكن الوقت ضاق علي , فلم أتمكن من تزويد الكتاب بها .

وجعلت كلام الإمام بمثابة المتن , وكلام أصحابه بمثابة الشرح والتوضيح للمتن , ليكون الكتاب شافعيًّا محضًا لا يشارك الشافعية فيه أحد , حتى لا يقال : إن الكتاب أُرِيد به فرض اعتقاد معيَّن يُنسَب للإمام من قبَل مَن صَنَّفه .

وهدفي من الكتاب أن يقف كل مُنْصِف على اعتقاد هذا الإمام من خلال نصوص كلامه , لنبرز حقيقة كون أئمة الإسلام ـ لا الشافعي وحده ـ على اعتقاد سليم تلقَّوه عمن قبلهم من سلف الأمة , ولتتضح براءة أولئك الأئمة مما نسبه لهم أهل الضلالة وأهل الجهالة معاً من مقولات باطلة بلغ التسيُّب بأهلها حداً حكى فيه أحدهم أقوال الأئمة الأربعة في إحدى المسائل الكبار , فلما قيل له : أهذا نقله أحد عن الشافعي أو فلان أو فلان ؟ فأجاب بكل صفاقة : لا , ولكن هذا قاله العقلاء , والشافعي لا يخالف العقلاء ! (1)

فنسب للشافعي وللأئمة ما لم يتفوهوا به , بدعوى أنهم لا يخالفون من سماهم هو بالعقلاء , ممن حقيقتهم أنهم أهل الأهواء المدعون لأنفسهم عريض الدعاوى .

وكتاب عقيدة الشافعي الذي ينزل اليوم إلى الموقع لم ينزل الأسواق بعد , وقد حرصت حتى لا يتأخر صدوره على إيداعه في هذا الموقع , لينتفع به مَن أراد مِن خلال هذه الشبكة , وآمل أن يكون قريبا في متناول الجميع , والنية معقودة على ترجمته لأكثر من لغة , حيث طلب عدد من طلبة العلم ترجمته إلى لغات بلدانهم , ليصل إلى إخواننا من الشافعية الذين لا يحسنون العربية .

رحم الله أئمة الإسلام وجزاهم عنا أحسن الجزاء .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .


لتحميل الكتاب (إضغط هنا)

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

(1) نقله ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل 8/59 ولم يُسمّ قائله .