ماذا لو كان الملك فيصل خليفةً عباسياً

ماذا لوكان الملك فيصل رحمه الله خليفة من خلفاء الدولة العباسيه؟

وماذا لوكان أبو جعفر المنصور يحكم دولة في عصرنا كالسودان مثلاً؟

هناك أمر يغفل عنه الكثير من الناس حين يوجهون سهام نقدهم لشخصية قيادية أو زعيم سياسي
وذلك لأنه قصر في عمله ومسؤوليته حسب رأيهم،
دون أن يستحضروا حين نقدهم أمراً في غاية الأهمية كي يكون الحكم على هذا الزعيم أو ذاك منصفاً

هذا الأمر هو الظروف المحيطة بهذا الزعيم والقدرات الإقتصادية والعسكرية والسياسية المتاحة له

فليست قدرات ملك البحرين مثلاً كقدرات ملك السعودية

إن الإنسان رهين محيطه الذي يعيش فيه ، وليس من العدل أن يلام أحد لتركه عملاً لا يستطيعه

كثير ممن يوصفون بالعظماء لم يخلّد التاريخ ذكرهم إلّا لأن الظروف التاريخية والسياسية التي وجدوا فيها تتيح لهم أن يستخدموا ما وهبهم الله من دهاء وحنكه فسطر التاريخ سيرهم وأعمالهم

أعود فأقول أجزم بأن الملك فيصل رحمه الله أعظم من بعض خلفاء بني العباس ،
ولكن الله قدّر أن يحكم دولة ليس لها ثقل الدولة العباسية في زمانها

ومن يقرأ التاريخ الإسلامي يرى نماذج لرجال قدّر الله لهم أن يظهروا في مرحلة ضعف ووهن ولم يهيئ لهم الظروف الملائمة كي يُذكروا في التاريخ كغيرهم من الزعماء