هنـــآك .. في الجـآنب الآخر من الملعب .. توجد وردة رمــآدية !!

!



كان لقاء عابر قبل حوالي عقدين من الزمن في بداية التسعينات بين المخرج الكندي الكبير ( جيمس كاميرون ) وبين المخرج النيوزلندي الذي اصبح كبيرا هو الآخر ( بيتر جاكسون ) , ليهمهم (جاكسون) ووجهه مغطى بابتسامة خفيفة ساحرة في وجه صديقه كاميرون ويقول له سوف أسحب البساط من تحتك قريباً فـ زمانك انتهى يا عزيزي وهذا الزمان زماني , فقرب كاميرون شفتاه الصغيرتان في أذن جاكسون وقال له ( سـ أكون اول من يصفق لك .. إن استطعت ) ويرمي من عيناه الحادتين نظرة استفهامية في عيون صديقه الصغير جاكسون ويغادر المكان بكل هدوء ..
هذه النظرة البسيطة أثرت كثيراً في بيتر جاكسون ليلتحم الطموح العالي عنده مع الرغبة والاصرار وتحدي الذآت ( انا سـ اصبح المخرج الأول قبلك يا كاميرون في العالم مهما كان الثمن ) وبدأت رحلته الاخراجية الكبيرة وآضع نصب عينه سحب العرش الإخراجي من تحت قدمي جيمس كاميرون ليكون لشخصه فقط . كان جاكسون يعمل ويعمل ويفكر ويجتهد لطموح وهدف أرتبط بغيره ولم يرتبط لنفسه فقط , إزاحة العرش الإخراجي مت تحت قدمي كاميرو لصالحه , ليخرج للنور فيلمه الشهير المخلوقات السماوية ( Heavenly Creatures ) سنة (1994م) والذي رشح لجائزة الأوسكار لنفس السنة وضرب هذا الفيلم جميع الارقام القياسية وحقق شهرة واسعة للمخرج , وكان خطوة كبيرة لجاكسون في عالمه السنمائي ليعتقد أنه قد قطع شوطاً كبيراً للقضاء على شعبيه كاميرون لتكون لصالحه ناسياً أن كاميرون لم يصبح المخرج الاول في العالم بسهوله ..! فكيف يسحب منه الافضلية بهذه السهولة , مشت الأمور على خير وتطورت الأحداث واشتهر جاكسون أكثر وأكثر مع غياب غريب للمخرج كاميرون عن الساحة وعن المؤتمرات ليزيد هذا الغياب من غرور وغطرسة جاكسون ويعتقد بـ ان كاميرون أصبح في مهب الرياح , وما هي الا اكثر من سنتين ليحدث ما لم يكن في الحسبان وتكون الضربة القاضية لـ جاكسون , ليخرج المخرج الكبير كاميرون فيلمه الاسطوري ( تايتنك ) للنور ضاربا كل الأرقام القياسية بتاريخ السينما وحاصلا على أغلب جوائز الاوسكار من نفس السنة , لـ يلهم قلوب الناس ويربط الرومانسية بالخيال في أسطورة تواردتها الأجيال , وعند استلامه جوائز الأوسكار على خشبة المسرح مسك المايك بيده الهزيلتين وقال ( منذ أن كنت صغيراً كنت أفكر انه يجب ألا أكون غير هنــا , وهنا فقط ) وقد تكون هذه الكلمات كـ رسالة مبطنة لصديقه المكسور والمذهول جاكسون , والذي اصيب بخيبة أمل , لتكون الاضواء والاجواء والصخب خلف رجل واحد اسمه جميس كاميرون الذي ألهم العالم أجمع بهذا الفيلم .
في هذه الأثناء جلس جاكسون مع نفسه جلسة مصارحة وهو ينظر إلى ( المرآة ) بوجه عبوس تتخلله التجاعيد الخفيفة مع بعض الدقن الذي لم يحلقه من فترة ويكلم نفسه ويقول ( لماذا انا غاضب ؟ ) ( لماذا انا حزين ؟ ) ( لماذا انا مكسور ومنذهل ؟ ) وما شأني أنا بـ كاميرون اذا نجح او فشل؟ , هل سأبني كل مستقبلي عليه افرح لفشله وانكسر لنجاحه ؟؟... انا مخرج اصبح لي وزني وإسمي علي ان أفكر بنفسي وبمستقبلي فقط , و ليفكر بعدها ملياً وطويلاً ويكتشف أن كل ما كان يفكر فيه كان خاطئا من الأساس , ليضع نفسه في دوامة لا يستطيع الخروج منها بسهولة ويقرر في النهاية بعد فترة من الصراع والتفكير أن يهتم لنفسه ولشئونه وأن يفرح لنجاحاته فقط ويحزن لفشله هو فقط , وإذا نجح أو فشل إي مخرج آخر سوف يبادله نفس الشعور حتى لو كان المخرج كاميرون ., أي انه جعل لنفسه هدفاً معينا دون ان يضع في تفكيره فلان او كيف يصبح افضل من فلان , وبدأ مع نفسه رحلة تحد جديدة وجميلة وذاتيه ليخرج من خلالها عدد من الأفلام الناجحة والتي كونت له اسم كبير وليختتمها بـ سلسلة الافلام المذهلة ( ملك الخواتم ) والتي أذهلت العالم أجمع ليفوز بجوائز الأوسكار من نفس السنة رغم ان كاميرون اخرج فيلماً في نفس المدة إلا ان جاكسون فاز بالرهان الذاتي مع نفسه , ليجد المخرج الكبير جيمس كاميرون يأتي إليه ويهنئه ويقول له نفس الكلمة التي قالها له منذ عقدين (سـ اكون اول من يصفق لك .. إن استطعت ) ليصفق له ويهنئه , ولـيفهم بعدها جاكسون أن كلمات كاميرون لم تكن للإستهزاء او للتقليل منه إنما كانت كلمات تحتاج أن تفهم معانيها جيدا وتطبقها حتى لو كان ذلك بعد سنوآت .

لن أقول لكم خلاصتي وهدفي من هذه القصة , (فقط) افهمها بتمعن وستفهمني !! فهي من واقع تجربة لي بنفس الخط والمضمون وإن اختلفت الفكرة !! .




هنـــآك .. في الجـآنب الآخر من الملعب .. توجد وردة رمــآدية !!

:cry::cry::cry:
من المؤسف آن تقوم بحركة غريبة وتفقد كل ما كتبته :cry: , وتعبت فيه لسآعآت
سـ آحآول آن آجمع مآ فقدته وأكتبه من جديد رغم طول الفكرة وعمق الموضوع :cry:
أعتذر .. برب سأحاول إعأدة ما يمكن أعادته :cry:



:mad::ranting::mad::ranting::mad::ranting::mad::ra nting::mad::ranting::mad::ranting:

((:rose:))