[ بلاد قبيلة الحجر (الأزدية) وفروعها ] بقلم العلامة والمؤرخ/ حمد الجاسر -رحمه الله-

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

بسم الله الرحمن الرحيم


بلاد قبيلة الحجر وفروعها - حمد الجاسر - مجلة العرب

(كان ممن استجاب لدعوة هذه المجلة للمشاركة في وضع معجم جغرافي شامل لجميع أجزاء بلادنا الأخ الأستاذ عمر غرامة العمروي. فوضع مؤلفا عن بلاد قبيلته الحجر، وذكر فروعها ومنازلهم في السراة وفي تهامة (1) وقدم مؤلفه هذا لصاحب المجلة، فأبدى له ملاحظات سار على أساسها حتى أصبح الكتاب معدا للنشر، وهاهي ذي المقدمة التي وضعها صاحب المجلة "العرب" لذلك الكتاب).


منذ ما يقرب عشر سنوات وأنا الفت نظر مثقفي بلادنا إلى شدة الحاجة إلى وجود مؤلف جغرافي يتضمن جميع اسماء المدن والقرى ومناهل البادية والمواضع التاريخية المشهورة من أودية وأمكنة مسكونة أو مواضع أثرية، ولقد استجاب عدد من أبناء هذه البلاد فاتجهوا لتأليف كتب كل عن منطقته مما يبعث الأمل بأن الرجاء قد تحقق وان القارئ سيجد بين يديه نواة صالحة لتكون أساسا لهذا المعجم الجغرافي الشامل.

فقد كتب الأستاذ محمد بن أحمد العقيلي عن منطقة جيزان.

وكتب الأستاذ علي بن صالح الزهراني عن بلاد غامد وزهران.

وقد قامت دار اليمامة بنشر كتابهما.

وقام الأستاذ الشيخ محمد العبودي بكتابة مؤلف عن "بلاد القصيم" أكلمه وهو الان معد للطبع.

وكتب الأستاذ عبدالله بن محمد بن خميس عن "بلاد اليمامة" إمارة الرياض التي تشمل وسط المنطقة الوسطى من المملكة وقد نشرت "العرب" بعض مباحثه ... ومثله كتاب الأستاذ سعد بن عبدالله بن جنيدل عن "عالية نجد" وكتاب كاتب هذه المقدمة عن شمال المملكة.

وهاهو ذا الابن الكريم الأستاذ عمر العمروي يكتب عن قبيلة الحجر بلادها ونسبها مما يدخل ضمن المؤلف الجغرافي.

والجق أن مغرفة البلاد وأحوال سكانها لن تكون تامة مالم يتصد لتدوينها أناس من أبنائها ممن تأهل للكتابة وقديما قيل : (أهل مكة أدرى بشعابها) والذين كتبوا عن بلادنا قديما وحديثا كثيرون، ومع ما للمتقدمين من فضل السبق وتدوين معلومات تعتبر الأسس القوية بكل ما يتعلق ببلادنا من النواحي التاريخية أو الجغرافية أو غيرها إلا أن جميع الكتابات بحاجة إلى إعادة النظر بالتصحيح والزيادة ومواصلة اليحث، فالعلم يتجدد بتجدد الزمن، والحياة بحاجة إلى ان يتلاءم وصفها بحسب تغيره، ولا يتسع المقام لإيراد شواهد مما كتب عن بلادنا فجاء مخالفا للحقيقة وليس معنى هذا أن كل ما يكتب أبناؤها يكون قائما على أساس الصحة من جميع الوجوه، فمقدرة الإنسان محدودة، وصدق الله العظيم حيث يقول : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه أختلافا كثيرا) .

ولن نفوت المناسبة عند ذكر القدماء بأن نشير إلى عالم جليل، سجل جانبا من المعلومات القيمة عن الجزيرة وعن سكانها ومنهم قبيلة الحجر التي كتب عنها الأستاذ العمروي مؤلفه هذا.

لقد أورد العالم النسابة أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني في كتابة "الإكليل" و "صفة جزيرة العرب" أسماء من فروع قبيلة الحجر – أوردها استطرادا وهو يتحدث عن بلادهم ومن تلك الفروع على سبيل التمثيل لا الحصر – فهو قد ترك فروعا كثيرة.

1- بنو أثلة من بني نصر بن ربيعة بن شهر، هم رءوس بني نصر، وهم أصحاب مدينة الجهوة اكبر مدينة في السراة.
2- بنو الأسمر من شهر.
3- بنو الأصبغ من الحجر أصحاب قرية نضة تلي بيشة بجانب السراة.
4- بنو ثعلبة من بني مالك بن شهر.
5- بنو ثور بن شهر – ذكرهم الهمداني في كتاب "الأكليل"(2)
6- الحارث بن ربيعة بن شهر بن الحجر وسماهم الهمداني أيضا (بالحارث بن شهر) وذكر أنهم في أعلى وادي تنومة.
7- ربيعة بن الحجر.
8- بنو عامر بن الحجر، كذا سماهم الهمداني ولا أستبعد أن يكونوا المعروفين الآن باسم (بني عمرو).
9- بنو عبد من بني عامر من الحجر، أهل قرية الأشجان.
10- بنو الغمدة(3) : ذكر الهمداني أن قريتي الباحة والخضراء لبني مالك ابن شهر وبني الغمدة ولكنه لم يذكر إلى من ينسب هؤلاء.
11- بنو قاعد من العذمة من بني شهر وورد في المطبوعة (العدمين) ولاشك أنه تحريف.
12- بنو مالك بن شهر.
13- بنو مروان من بني مالك بن شهر.
14- بنو نازلة من بني مالك بن شهر.
15- بنو نصر بن ربيعة بن شهر.
16- بنو يسار – في أسفل تنومة كذا ذكر.

ولقد ذكر العلامة الهمداني في كتاب "صفة جزيرة العرب" بلاد قبيلة الحجر، وعدد كثيرا من مواضعها وذلك في أول القرن الرابع الهجري، ومع مرور اكثر من ألف عام لا يزال كثير من المواضع التي ذكرها معروفة وإن تغير سكانها بسبب اتساع فروع القبيلة وامتزاجها ومن المواضع التي ذكرها :

1- الأشجان : قال الهمداني : الأشجان قرية كبيرة، ليس في السراة أكبر منها بعد الجهوة، وساكنها بنو عبد من بني عامر من الحجر.
2- أيد – أو أبد(4) : قال الهمداني بعد أن ذكر الجهوة وزنامة العرق : (ثم بعدها أيد، فيه نبذ من قرى وزروع وأهل أيد جيرة الحجر، من قريش وخليطي حضر، من ورائه واد فيه الجيرة القرشيون).
3- باحان(5) : فيه القرى والزرع، ساكنه بنو مالك وبنو ثعلبة وبنو نازلة من بني مالك بن شهر.
4- الباحة : من قرى بني مالك بن شهر، وبني الغمدة؟
5- بهوان – وادي زرع وأعناب ساكنه بنو شهر.
6- تنومة – عدها الهمداني من قرى ربيعة بن الحجر وقال في موضع آخر بعد ذكر سدوان (ثم تنومة واد فيه ستون قرية، أسفله لبين يسار، وأعلاه لبلحارث بن شهر).
7- الجهوة : قال الهمداني بعد ذكر نحيان والأشجان والحرا : (ووراء ذلك الجهوة مدينة السراة : أكبر من جرش وصاحبها الجابر بن الضحاك الربعي من نصر بن ربيعة بن شهر بن الحجر، من بني أثلة رءوس بني نصر بن ربيعة بن شهر بن الحجر).
وقد ذكر الأستاذ عبدالله بن علي بن حميد أن الجهوة درست، وأن موضعها معروف في بلاد بني لام من بني شهر، بقرب جبل منعا، في أعلى تنومة ولكن الأستاذ عمر العمروى مؤلف هذا الكتاب الذي أقدمه للقراء يقول(6) : (الجهوة قرية تقع إلى الشرق من مدينة النماص على بضعة أكيال وآثارها موجودة، منها أخدود بطول 300 متر، بحيث عنه رجل معروف عند أهل تلك الجهة).
8- الحرا : عده الهمداني بعد ذكر نحيان والأشجان والحرا من بلاد بني عبد بن عامر من الحجر.
9- حضر(7).
10- حلبا : قال الهمداني : (وحلبا قرية لبني مروان من بين مالك ابن شهر).
11- خاط : وقال (خاط واد ساكنه بنو عامر الغورية من الحجر، وبخاط نخلات).
12- الخضراء : قال الهمداني بعد ذكر أيد : (ثم الباحة والخضراء قريتان لمالك بن شهر وبني الغمرة).
13- ذبوب : لبني الأسمر من شهر.
14- رحب : قرية لبني مالك بن شهر في وادي سدوان.
15- رنما(8) : واد ذو عيون كثيرة هو من صدور ترج.
16- الرهوة : رهوة بني قاعد من العذمة(8)، بلاد بني شهر على رأس السراة.
17- زنامة : قال الهمداني : (ووراء الجهوة زنامة العرق لجابر بن الضحاك قرية فيها زروع) وجابر هو صاحب مدينة الجهوة، وهو من بني ربيعة بن نصر بن شهر.
18- زيد(9) : قال الهمداني : (زيد من الحجر به ساكنة إلى تهامة).
19- ساقين : قال الهمداني : (وادي ساقين إلى تهامة فيه محجة الحجر التهامية، وساكنة جبهة،جبهة الحجر).
20- سدوان : واد.
21- سراة الحجر : قال الهمداني (وبسراة الحجر البر والشعير والبلس والعتر واللوبياء واللوز والتفاح والخوخ والكثميري والإجاص، والعسل في غربيها والبقر وأهل الصيد وشرقها من نجد أهل الغنم والإبل وخيل للأصابغة)(10) لا غير).
22- صبح : وادي زرع، وباطنه بهوان وادي زرع وأعناب، كذا قال الهمداني.
23- الصحن : مراعي لبني شهر، نجديها ما يلي بيشة حيث تتبطح هي وخثعم وغوريها شامي، ويمانيها(عنزي).
24- عاسرة : ورد الأسم في مطبوعة صفة جزيرة العرب : (وعاشرة العرق) ولكن الأستاذ عبدالله بن علي بن حميد أخبرني أن عاسرة-بالسين المهملة في بلاد بني عمرو وأن العرق قرية في بلاد بني شهر.
25- عبل : واد فيه الحبل، ساكنة بنو مالك بن شهر.
26- العديف(11) قال الهمداني (العديف عقبة تنصب مياها إلى خاط، واد ساكنة بنو عامر الغورية).
27- العرق : قال الهمداني (وعاسرة والعرق وأيد وحاضر) وقال لي الأستاذ عبدالله بن علي بن حميد : العرق قرية كبيرة في بلاد بني شهر.
28- فرشاط : قال الهمداني (ومن أوديتها الغورية فرشاط، وأصادره حجرية وأسافله عبيدية من كنانة).
29- قرب : قال الهمداني : (وقرب واد أهله من الحجر).
30- مدة : قال الهمداني : (والذي يلي تيه من غوائر الحجر مرة، واد ينصب إلى الكفيرة).
31- نحيان : قال الهمداني : (نحيان واد مستقبل القبلة فيه التفاح واللوز والثمار، وصاحبه علي بن الحصين العبدي، من بين عبد بن عامر، وابن عمه الحصين بن دحيم وهم الحكام على نحيان،والأشجان والحرا).
32- نضة(12) : قال الهمداني (وجوانب بيشة التي تلي السراة، فيها قرية مما يلي بيشة يقال لها نضة لبني الأصبغ من الحجر).
33- يمح قال الهمداني : (أقصى حد الحجر، وأهلها الحارث ابن ربيعة).

والحقيقة أن كل ما كتبه الهمداني بحاجة إلى الدراسة العميقة وإنني لآمل من الأستاذ العمروى أو من غيره من أبناء قبيلة الحجر من يقوم بذلك.

وينبغي أن نلاحظ أن عالما يفصل بيننا وبينه ما يزيد على عشرة قرون قد نجد في كتاباته من الاختلاف والتغير الشئ الكثير ومع ذلك فقد أمدنا بمعلومات ينبغي أن نقدرها حق قدرها.

إننا نعتبر النص القصير في وصف بقعة من بلادنا من عالم متقدم نعتبره معلما، فالنصوص المتعلقة بتحديد مواضع بلادنا شحيحة، والمؤلفات عنها نادرة إن لم تكن معدومة، ولولا ما نجده مبعثرا في معجمات الأمكنه مثل "معجم البلدان" و "معجم ما استعجم" و "صفة جزيرة العرب" وأمثالها من المؤلفات، لولا ذلك لما استطعنا أن نتبين من ملامح بلادنا في عهودها القديمة شيئا،فطيب ثرى اؤلئك العلماء وروح أرواحهم.

ولقد شاركت قبيلة الحجر في الفتوحات الإسلامية في صدر الإسلام، فاستوطن بعض الحجريين خارج الجزيرة، ومن مشاهير من عرف منهم ممن استوطن مصر :

* الصحابي الجليل / عقلمة بن جنادة بن عبدالله بن قيس الحجري، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد فتح مصر، واختط به خطة، وخطته في الجيزة وقد ولي البحر في عهد معاوية بن أبي سفيان.

* الطحاوي : الإمام المحدث الفقيه أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي (239/321هـ) الذي انتهت اليه رياسة الحنفية في مصر، وصاحب المؤلفات المعروفة في الفقه وغيرها.

* الشيخ سعيد بن علي الحجري الفرضي، له في الفرائض مصنفات.

* الشيخ عبد الغني بن سعيد بن علي الحجري الإمام الحافظ المحدث شيخ علماء الحديث في مصر في عهده والنسابة المعروف، ومن مؤلفاته "النسبة" و "المؤتلف والمختلف".

* ومن شعراء الحجر الشنفرى الشاعر الجاهلي المشهور، صاحب لامية العرب، وهو من بني سلامان من بني شهر(13).

وبعد : فإن من حسن حظ مؤلف هذا الكتاب أن قبيلته التي تحدث عنها هي من أعرق قبائل الجزيرة وأصرحها نسبا، وأنها لا تزال في بلادها التي جاء الإسلام وهي تحلها لم يطرأ عليها تغير إلا مانشأ عن اتساع فروع القبيلة اتساعا كان من أثره امتداد منازلها حتى انساحت في سهول تهامة، كما نفهم من هذا الكتاب الذي بين أيدينا والذي يعتبر بحق أول كتاب شامل عن هذه القبيلة الكريمة.

ولا يخفى أن كل أمر في أوله قد يعتوره بعض النقص مما يمكن تداركه ولو لم يكن للمؤلف الكريم سوى أنه فتح الباب ومهد الطريق ووضع الأسس لمن جاء بعده.

إن قبيلة الحجر - كغيرها من قبائل الجزيرة - بحاجة إلى أن ندرس جميع أحوالها فندرس أنسابها وندرس لجتها وندرس تاريخها ومثل كل ذلك لا يتسع له مؤلف قصد منه أن يكون جزءا من معجم جغرافي.

إننا نريد أن نعرف الكثير عن ماضي هذه القبيلة كما نعرف عن حاضرها ونخطئ إذا تصورنا أن سكان بلادنا من مختلف القبائل وليس لهم في الماضي المجيد ما يستحق المعرفة والدراسة بل إذا لم نعن بهذا الجانب من حياة أمتنا في ماضيها، فإننا نقطع الصلة بين ماضينا، إذ كل أمة لا ماضي لها لا يكتب لها البقاء لا سيما ونحن نعتز بديننا وبمكارم أخلاقنا وبعاداتنا وتقاليدنا الكريمة.

لقد تصفحت هذا المؤلف . وأوضحت لمؤلفه الفاضل بعض الملاحظات التي تفضل مشكورا بقبولها بل إنني قرأت الكتاب كاملا واستفدت منه في مقدمتي لكتاب المعجم الجغرافي ولهذا فإنني أرى أن عمل الأستاذ العمروي جدير بالمؤازرة والتشجيع .

وأرجو أن أجد من أبناء بلادنا من يسير على هذا النحو في كتابة كل ما يتعلق بأجزاء بلادنا حول القبائل ومنازلها أو المناطق المختلفة وسكانها حتى تتكامل مواد المعجم الجغرافي وحتى يصبح كل قارئ يستطيع أن يفهم بلادنا فهما صحيحا ولن يتم ذلك إلا بأمرين اثنين أحدهما : أن يقوم بالأمر ذوو المقدرة من أبناء البلاد أنفسهم وثانيهما أن يتم هذا بالتعاون بين المثقفين المختصين بمعرفة هذه الجوانب معرفة تامة .

والله سبحانه وتعالى هو الموفق.
14 / 5 / 1397 هـ
حمد الجاسر
الرياض

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ
الهوامش :
1- نشرت "العرب" فصلا منه عن أشهر أودية الحجر وجبالها في الجزء العاشر من السنة الحادية عشرة.
2- ج 1 ص 56 .
3- لعل الصواب العمرة بالعين المهملة فهم لا يزالون معروفين.
4- وتعرف الان باسم قرية آل ابدي من جبهة من بلحارث (عمر العمروى).
5- يعرف باسم بيحان.
6- مجلة العرب س 10 ص 746 .
7- وهو من أشهر الأودية ، وسيأتي في الكتاب تحديده.
8- في المطبوعة (ريما) ولعله تصحيف .
9- في المطبوعة (العدمين) ولعله تصحيف.
10- هو وادي زيد الذي سيأتي ذكره في أشهر الأودية.
11- يقصد بني الأصبغ من الحجر الذين يسكنون في أسافل السراة قرب بيشة.
12- الصواب العريف بالراء لا بالدال وسيأتي ذكرها في بني عمرو تهامة (العمروى).
13- تسمى الآن المضة بالميم بدل النون (العمروى).
14- الأغاني ج 21 ص 92 طبعة الساسي.