مخمس الحبيب مثل أكل الزبيب
يا ربيييييييه .. لقد طار النوم من عيني خلاص .. وكرد اعتبار رفعت يدي
بهدوووووووء وخرشت جبهة اخي بكل حنان وعفوية .. فقام من نومه مذعورا
وعلامات الاستفهام تحوم فوق راسه .. لكنه سرعان مانقلب على بطنه واستسلم
للنوم ..
ليس من عادتي النوم بجانب اخي ( فشله الله ) .. لكن نوبات التقلب بالاضافة
الى انه ليس عندنا اسرة ( جمع سرير ) يجعل التنقل اثناء النوم سهلا
ومريحا .. ( بلى فشكلك )
نظرت الى الساعة الجدارية <----- جات مع حليب النيدو
وقد كانت تشير الى التاسعة صباحا ..
ترى !! ماذا سافعل في هذا الوقت المتاخر من الصباح .. وفي يوم الخميس
بالذات .. لم اطل التفكير .. ونزلت الى ملجأي الرسمي ( التلفزيون ) ..
قمت اقلب القنوات ما بين ( سنشيرو ) و ( قراندايزر ) و ( عدنان
ولينا ) .. واخذ الحماس مني ما اخذ .. ومرت خرمة الكراتين بسلام ..
لم يلفت نظري ان ذاك .. سوى كومة السجائر والتي برزت منها ( زقارة ) لم
يستهلك سوى نصفها .. فقلت محدثا نفسي ( اياالظاااالم نصها .. والله يبا
منتب هين .. شكلك مطخطخ من جد ) ..
وانتزعت اصبعي من خشمي واللذي لا ادري ماذا كان يفعل هناك <----- يصيد
سمك يمكن
وسحبت الزقارة التي سبق ذكرها وقربتها من فمي شيئا فشيئا وابليس ينغزني
بشوكته ( الله يرجه ) فاحسست بنشوة قرمزية حادة .. وصرت اجوب انحاء
المنزل بعثا عن قداحة ( لايطر يعني ) او حتى عود ثقاب ( شخاط ) ..
لاتمكن من تحقيق امنيتي رقم 37 في اللستة .. واجرب المربولو ..
يمين شمال .. لا يوجد ولاعة .. فوق تحت .. هم لا يوجد .. ( طيب جرب اكس
ومربع ) .. وفي حين غرة لمعت في راسي فكرة جهنمية فدحجت نفسي قائلا (
اخخخخخ يالمنتهي ) .. نعم لقد تعلمنا في درس العلوم عن العدسة المكبرة
والتي تحرق الاشياء بواسطة شعاشيع الشمس .. وجريت نحو غرفتي واخرجت
العدسة من تحت السرير .. ( توك تقول ما في سرير ) .. وخرجت من البيت
بعد ان تأكدت من شخير اهلي كل ابيهم ( حشا نغمات جوال ماهو مشاخر
هذا ) ..
مرت ربع ساعة حتى ارتفع اول خيط دخان من السجارة .. فقمت بتشفيطها
وشفشفتها حتى اشتعلت فاصبت بالتشقق المصحوب بالوضع الهزاز .. واخذت نفسا
عميقا .. كحححححححححح ( هذي لازم منها ) لكني لم اتراجع وقمت باخذ مزة
اخرة .. يا ربييييييييييييه .. لقد قام راسي باخذ جولة ( فرة ) على
الحارة واحسست ان شاربي ( شنبي ) بدا يطوول .. وجسمي يتراقص على نمط 220
.. ولم يفقني من سكرتي سوى صوت سليمان ولد جيراننا ويدعى كروش لا بارك
الله فيه .. احبه ياناس .. قال كروش .. مخ مخ .. وش تسوي .. الله الله الله ..
تتن
يرحم والديك ابي اجرب .. فقلت له اها بس .. ولا تسلمة .. قال اجرب
قال .. تراك بزر واخاف تموت علينا .. ( تكفى يا كبييير ) ..
لكنه هددني باخبار والدي ان لم ادعه يتتن معي .. فاخذت نفسا عميقا ثم
ذببتها من يدي واتجهت كروش لاباغته بركبتن في البطن فسقط ارضا وقام يتأوه
ويصيح بشدة ..
وقلت له .. هيه لو اسمع انك مقرب لجرس بيتنا بافقع وجهك .. وتركته بعد
ان فهم ان في الموضوع ترفسن بالبطن ..
وما ان اعطيته قفاي الا وتلك الحصاة تمر بجانب اذني ( اليمين ) ..
فالحقت قفاه بتلك الزبيرية التي يحبها قلبك .. فصاح بشيء من الالم .. مخ
مخ .. والله لا اوريك .. تندم يا تسلب
فقلت له بتهكم .. انزلع .. ودخلت بيتنا ولم اخرج الا بعد صلاة العصر بعد
ان تغديت ذلك الغداء الذي يرقص له الخاطر دسكو .. كبسة من اعداد
وتقديم .. اطال الله في عمرها .. خادمتنا بطريشيا الحنونة ..
المهم .. ما ان خرجت من باب البيت الا وعجرة كروش تهوي على هامة راسي بكل
سلاسة ورشاقة .. وقد صاحبها صوت كروش قائلا .. أعععععععععع .. ومن ثم
انقطع الخط ..
فتحت عيني وامي تنوح عند راسي .. حسبي الله عليك يا سليمان يا ولد خضرا
بنت ناير .. فرفعت عيني لامي قائلا صباح الليل يا بنت معجل وش بلاتس <-----
مطيح الميانة مع ست الكل
فمغطتني بقبلة غجرية .. وتبعها كف حلاقة من طراز ( لا عاد تعيدها ) ..
وقالت .. يا وليدي ترى سليمان هذا شراني وانا امك لا عاد تلعب ويااه ..
مسكينتن هي امي لا تعلم ان كروش هو الذي يعاني الامرين .. بل الثلاثة
امور .. من عمائلي السوداء المقلمة بالاحمر وعليها شوية نجوم ظهر ..
فقلت لها ابشري .. وقمت صوب المرآة لا لاغسل وجهي .. وانما لارى لمسات عجرة
سليمان على ديكور دمجتي الرومانسية ( كل تبن بلى فشكلك )
فاذا براسي قد طلعله راس صغير .. وشانت معي الاخلاق .... فنصيت باب البيت
لاجد ابي قد عاد توا من صلاة العشاء .. فوقفت على رؤوس اصابعي ومجغت جبهته
وقلت مساك الله بالخير طال عمرك .. يبه ما شفت كروش ولد جيراننا .. فابتسم
وهو ينظر الى صعروري وقال .. توني شايفه يلعب مع البزران عند المسجد ..
فقلت له .. يعطيك اللعافية طال عمرك .. ( سلملي على الادب والاخلاق )
وخرجت من البيت مسرعن لامتطي دراجتي الـ BMX .. ذات النسافة السوداء
والتي تم انتزاعها من ددسن احد الضيوف اللي جونا قبل اسبوعين ..
واتجهت مهويا الى المسجد لكني لم اجد كروش .. فسالت الدلخ ابو وفلة
راعي السوابق .. فقال انه ذهب مع طلال الاطخم لكي يلعب معه بعض الاتاري ..
فاسرعت الى بيت طلال وانتظرت امام بيتهم بعد ان ركنت سيكلي بجانب
التسعاوي تبعهم ..
وبعد ساعة مضت كانها الدهر .. خرج كروش والسعادة تلعب بوجهه كيرم ( لعبة
شعبية تجيب الهم بس احلى من الشطرنج ) .. لكنه عندما استوعب اني احتريه
صار وجهه يعطي الوان .. وهم بالهجيج .. لكنه ما ان راني اقترب بسرعة 180
ما يمديك في الساعة .. حتى استسلم للامر الواقع ..
* ما يمديك <------ بنت عم كيلو متر
طبعا المقطع كان مزالن من قبل الرقابة لما يحتويه من مناظر عنيفة ...
مر يومان ولا احلى ..
كنت ساعتها مطرحن امام التلفاز اتابع مسلسلي المفضل ( كالميرو ) .. حين
دق الجرس بشكل مفاجئ ( قل قسم ) .. فربتت امي بحنية على راسي مستخدمتن
طرف رجلها وقالت .. مخ مخ قم شف الباب .. فقلت لاخي رح انت انا قاعد
اتابع حلقة مهمة مرة .. قال لا رح انت .. قلت تكفى تراها مساله حياة او
موت .. فقال لا يعني لا .. فسحبت قدمي الى الخلف لاعطيها الاندفاع المطلوب
في اقناع اخي بالانصياع الى اوامري .. وبعد برهة جاء اخي وقال .. هذا
كروش الزلابة يبي يتاسف منك .. فقلت له وعيناي لم تفارقا التلفاز .. قله
طيب يفكر .. قال لا الولد يقول جايبلك هدية .. فانكشفت اساريري ونصيت
الباب بكل ثقل ورزانة ( ابد ما كنت اركض ) .. وفتحت الباب وانا اقول
هاااه .. لكني رايت منظرا مفجعا جفت له سعابيلي .. كروش .. ومعه ابو
وفلة راعي السوابق .. ودحوم ابو خنافر .. .. ومرت الاحداث بسرعه
البرق .. اي والله كانت علقة ليس بها يا امي ارحميني .. .. ونجوت باعجوبه
حيث اني تركت الباب مفتوحا وتمكنت من الفرار ..
والادهى من ذلك .. اني خرجت بعد خمس دقائق .. واحمل في يميني ( الملاس )
لكني لم اجد احدا فقلت .. ربي رحمكم يا تسلب انت وياه .. ان ما
وريتكم .. <---- كانت الجملة مصحوبة بوضع الابهام والسبابة على الدقن
في اليوم التالي قابلت كروش في المدرسة وقلت له .. هين يا كروشوه ان ما
وريتك بالهدة ..
وتمشقت فرحا عندما رايت الرعب في عينيه ..
وعندما انتهى الدوام .. انتظرت عند بوابة المدرسة .. واضعا الشماغ على
الكتف .. ومرسلا الحقيبة المدرسية مع احد العيال ..
وخرج جميع الطلاب لكن كروش لم يكن احدهم .. وسالت الدافور نويصر عنه فقال
انه قد استاذن من الحصة الخامسة ..
فقصدت منزل كروش على عجلة من امري .. ورعصت الجرس رعصة بدا منها مدى
غضبي وهمجيتي .. .. لكن كروش اجابني من خلف الباب .. انقلع يا مخ مخ
مانيب فاتح لو تموت .. فتطاير الشرر من خشمي .. وقلت خير ان شالله ..
عندها كانت سيارتهم المازدا التركوازية اول ما وقعت عليه عيناي .. فقمت
امخش .. واخربش .. واحكحك .. واخدش .. واجرح .. حتى انني طننتني امثل في
فلم من الدراما الهندية الاصيلة .. ثم قمت بجمع زبايل الحارة ونثرتها
امام بيتهم مشكلا بذلك بروازا انيقا تفوح منه ريميكسات من الروائح
الخلابة ..
ثم اجتزت السور الخارجي .. واخذت اخرب حوشهم .. واقزقز في كل نافذة في
بيتهم .. حتى خرجت امه بمظهر لا استطيع شرحه رايت ناو ( قل خايف على
اليوزر ) .. وصرخت قائلتن .. اطلع برا واذا جا ابو سليمان له تفاهم
ثاني مع ابوك .. فمددت لساني وقلت طيب سلام ..
في الليل ..
كنت العب الاتاري بحونشيى بحتة .. وهزمت اخي المرة تلو الاخرى .. وبدون اي
مقدمات .. جائني شعور بالرغبة في التلوي والصراخ .. نعم انه العقال
الملكي ..
كانت المحطة الاولى بمثابة عنوان لقصة شاعرية .. وتتابعت الاحداث .. ..
بعد ساعتن تقريبا انتهى برنامج ( اخر مرة ) .. فاتجهت الى غرفتي واحتضنت
وسادتي واخذت اجهش بالبكاء .. والبكاء يجهش بي .. وانا اجهش بالبكاء ..
والبكاء يـ ... <---- من جد ما ينعطى وجه
بكيت بكاءا مريرا وغرفت الدمع فوق الدمع ( الظاهر انه رز ماهوب
دمع ) .. وبكيت .. وبكيت .. واحيانن كرز .. وبكيت .. وبكيت .. لا من اجل
التلزيخ والتوبيخ .. ولكن ابي اخبرني بان كروش وعائلته سوف ينتقلون من
بيتهم غدا .. .. .. واني قد سودت وجه ابي بتصرفي الشين ..
لاااااااااااا
سوف يرحل كروش عن حياتي .. يا حياتي ..
كيف يتركني ويذهب .. ..
ومن لي من بعده امارس معه طقوسي اليومية <------ الهواش وحركات المبزرة
اكتشفت اني ..
اني ..
اني ..
احب كروووووووووش
نمت نوما عميقا ولم اصحو الا عندما شرقت بدمعتن من الدماميع .. لاني قبل لا
انام نسيت افصل نظام التدميع المستمر .. .. ماصل
جريت نحو الخارج لاودع كروش حبيبي .. لكنهم كانو قد رحلو خلاص ..
وبكيت مرة اخرى .. تدرون ليش ..
لان في شريط حق الاتاري مارجعلي اياه
لم يمض يومان الا والجيران الجدد قد اتو ..
وليس عندهم اولاد كبري انفخ عليهم ..
ولكن .. عندهم بنت لها من الجمال ما يسدح عيال حارتنا والحواري
المجاورة ..
اقولكم سالفتها بعدين
اللي كنت ابي اقوله :
اول شي لا احد منكم يتتن اذا كان ولد جيرانهم اسمه سليمان
ثاني شي لا .. افكر .. يمكن اكتب لكم شي ولاش
ثالث شي نسيت اقولكم افصلو النت
رابع شي خلاص يلا .. وش تبون .. شيل قشك انت وياه
