حالة غير طبيعية تصيب الأوردة.والأوردة هي تلك الأوعية الدموية التي تنقل الدم الفاسد(عدا الوريد الرئوي) الى القلب لغرض دخوله في الدورة الدموية القلب ـ رئوية من أجل تنقيته ومن ثم إعادته نقياً ـ محمّل بالاوكسجين ـ بواسطة الشرايين(عدا الشريان الرئوي) الى كافة أنحاء الجسم. تمتاز الاوردة بجدران أرق عمّا في الشرايين،وتنضغط هذه الأوردة بتقلص العضلات المجاورة لها فيندفع الدم الذي يجري بعكس الجاذبية الارضية باتجاه القلب لذا فان الصمامات التي تحتويها تمنع رجوع الدم الى الخلف أو الى أسفل بعد ارتخاء العضلات ذاتها. والاوردة نوعان من حيث موقعها من الجلد: سطحية وعميقة، والعميقة هي المهمة وبينها وبين السطحية شبكة من الاتصالات، وأن أي خلل بعمل هذه الصمامات يسبب تراجع وتكدس الدم وبالتالي أحتقان الوريد ومن ثم تمدده.
إن مظهر الدوالي يختلف باختلاف طبيعة الوريد أو الاوردة المصابة فمنها ماتكون شعيرية تحت الجلد وقد تكون حمراء رفيعة أو خطوط زرقاء أو مائلة الى اللون البنفسجي، وقد تكون زرقاء مستعرضة ومتعرجة. كل الاوردة معرضة للاصابة بهذا المرض ولكن الاكثر شيوعاً من بين الاصابات هو في الاوردة الطرفية أو المحيطية، ويمتاز الوريد المصاب بالتعرج، والتوسع والاستطالة مع عدم كفاءة الصمامات التي يحتويها الوريد المعني.أن حالة الدوالي غالباً ما تصيب الوريد الصافيني أو الوريد الصافن(أي وريد الطرف السفلي) القصير أو الطويل أو أحد تفرعاتهما علماً ان الحالة تصيب الوريد الصافن الطويل أكثر مما تصيب القصير.
إن من طبيعة الاوردة بما يميزها عن الشرايين هو عدم وجود تطابق في أماكن وجودها (تشريحياً)والترابط بين السطحية منها مع العميقة(يوجد 200 حالة عدم تطابق)، لذا قسّم العلماء أماكن الدوالي في الوريد الصافني الى ثلاثة أماكن ،وهي:ـ
1. فوق الركبة من الجهة الخلفية.
2. في منطقة عضلات الطرف الاسفل.
3. فوق مفصل الكاحل بقليل.
إن الدوالي ممكن أن تكون أولية أو ثانوية، بمعنى إما هناك خلل في الوريد ومكوناته أو أن الدوالي قد حصلت بسبب تجلطات دموية ناشئة من ألتهابات جرثومية مضاعفة أدت الى هذه الحالة كما يحصل في بعض العمليات الجراحية التي تجرى في البطن.
أسباب الدوالي:ـ أن كل مؤثر يؤدي الى تلكؤ سريان الدم باتجاه القلب يسبب الصفات الرئيسة الثلاث وهي التعرج والتمدد والاستطالة.ومنها:
1. الحمل: حيث أن محتويات الرحم تؤدي الى نشوء ضغط (بسبب الوزن)على مجرى الدم الوريدي الى المجرى الرئيسي وهو (الوريد الأجوف الاسفل).
2. أورام داخل الحوض.
3. تخثرات دموية عميقة(تصيب عقدة الاتصال بين وريد الحوض ووريد الطرف الاسفل).
4. وجود ناسور شرياني ـ وريدي يؤدي الى الدوالي السطحية.
5. وهناك عوامل تساعد على حصول الدوالي منها، العامل الوراثي، المهن التي تتطلب الوقوف فترات طويلة، السمنة، تقدم العمر(فمن المعروف أنه بتقدم العمر يحدث ضعف بجدران الاوردة بسبب خلل في بروتيني الكولاجين والاليستين اللذين يمنحان الاوردة المرونة)،وكذلك الملابس الضيقة في منطقة الحوض والبطن(حيث تسبب تلك الملابس تلكؤ برجوع الدم باتجاه القلب).
ومن الناحية العلمية فأن ضغط الدم في الدوالي يكون مرتفع،بسبب من تراكم كميات الدم غير الاعتيادية في وريد ذلك الجزء من الجسم.
الأعراض والعلامات:
أضافة الى مظهرها والذي يسبب حالة انزعاج نفسي(خصوصاً النساء)فأن المصاب يعاني من:ـ
1. آلام بالمنطقة التي تظهر فيها اضافة الى آلام عضلة الساق الخلفية والتي تدعى(الربلة)
2. آلام بالظهر والشعور بالتعب.
3. تورم الساق.
4. حكة بجلد المنطقة المصابة.
التشخيص:ـ
1. الكشف السريري.
2. الدوبلار (وهو السونار الملوّن).
العلاج:
يختلف من مريض الى أخر، وهناك عدة طرائق للعلاج:ـ
1. ممارسة الرياضة + ارتداء الجوارب الطبية الخاصة بالدوالي(يجب رفع الرجل فوق مستوى القلب لمدة ربع ساعة قبل النهوض من الفراش ومن ثم ارتداء تلك الجوارب ومن بعدها بأمكان المريض أن يغادر فراشه، ولا يُفضل خلع تلك الجواريب الا عند الركون الى النوم مرة أخرى أو الاحتياج الى الاستحمام وبامكان استخدام هذه الجوارب عدة أسابيع).
2. زرق إبرة علاج معيّن موضعياً(مادة كيمياوية تعمل على تصليب الأوردة).
3. التداخل الجراحي.
4. العلاج بالليزر:بعد تقييم حالة المريض صحياً بشكل عام يمكن استخدام هذه الطريقة لمعالجة الدوالي الرفيعة.
نصائح:
1. تخلص من الوزن الزائد، وامتنع عن الملح الزائد والدهون اللذين يسببان ارتفاع ضغط الدم الذي يسبب الدوالي أو يُفاقم الحالة، وكذلك فأن التدخين عامل رئيسي بأرتفاع ضغط الدم.
2. تفادى الامساك بتناول الخضروات والأغذية الغنية بالالياف، وكذلك ننصح بتناول الماء.
3. يُفضل رفع الساقين أثناء النوم بوضع وسادة تحتهما.
4. يٌفضل سكب الماء البارد على الساقين يومياً وحسب المناخ مع أجراء المساج لهما.
5. تجنب حمل الاشياء الثقيلة.
6. عدم الجلوس او الوقوف فترات طويلة والاستعاضة عنها بالمشي.
7. حبوب منع الحمل تكون عاملاً مساعداً في حصول الدوالي.
8. تجنب لبس الكورسيه أو الملابس الداخلية الضيقة أو الأحزمة المشدودة.
