حكومة الجبالي في تونس تخصص ثلث الميزانية للقضاء على البطالة

حاوره من تونس: عبد الباقي خليفه
وصف وزير التكوين المهني والتشغيل التونسي عبدالوهاب معطر، مساعي حكومته التي يقودها رئيس الوزراء حمادي الجبالي، بأنها تخوض معركة لا تقل أهمية عن معركة الاستقلال الحقيقي التي حققها الشعب التونسي في ثورة 17 ديسمبر - 14 يناير، بما يمثله ذلك من حرية وكرامة.فعندما اندلعت الثورة كان هنالك أكثر من نصف مليون عاطل عن العمل، وقد زاد على الاحتقان الاجتماعي غياب الحرية والكرامة،بعد انتخابات 23 أكتوبر، وجدنا هذا الجرح كبيراً، واليوم لدينا نحو 800 ألف عاطل عن العمل، بينهم قرابة 260 ألفاً من حملة الشهادات العليا، نصفهم تقريباً ممن قضوا فترة طويلة في البطالة، وبعضهم فقد كفاءته ودراسته،لذلك لا بد من تحالف وتعاون جميع الجهات المعنية لتوفير مواطن العمل والقضاء على البطالة. - قلتَ: إن توفير الوظائف للعاطلين عن العمل يوازي مطلب الاستقلال؟

وكان من ضمن الاسئلة
ما المقاربة التي توصلت الحكومة لها للتخفيف من حدة البطالة؟
العهد البائد كان فيه النمو بعيداً عن التشغيل، فقد كان النمو هو رأس المال الفاسد، وتبييض الأموال وغير ذلك،كذلك يجب تغيير بعض العقليات السائدة حول العمل في تونس، حيث أصبح العمل مهمشاً، ولم يعد ذا قيمة، وأصبح البحث عن المسالك الملتوية لكسب المال، لذلك لا بد من الرفع من قيمة العمل مهما كان، وفي أي قطاع ممكن، فهو قيمة إنسانية وقيمة وطنية وهذا ما يجب أن نؤسس له من الآن. إن هدف الحكومة تشغيل أكبر عدد من الناس، جعلنا ثلث ميزانية الدولة لقطاع التنمية، والأشغال الكبرى في البنية التحتية، وذلك لتحقيق هدفين؛ توفير العمل للعاطلين، وتمهيد الطريق للاستثمارات في المناطق المحرومة لتوفير مواطن العمل الدائمة.
كم عدد مواطن العمل التي يمكن أن توفرها المشاريع المزمع إقامتها قبل نهاية 2012م؟
على مستوى السوق الداخلية سنوجد 100 ألف موطن عمل، وهذا لم يسبق أن تحقق في تونس، وقد تم توفير 50 ألف موطن عمل خلال الأربعة أشهر الأولى من تولي الحكومة مهامها. –
ما المجالات التي تم استيعاب 50 ألف موطن عمل بها؟ - في جميع المجالات؛ كالبناء، والميكانيك، واللحام، والخدمات.. حيث شجعنا العديد من المستثمرين لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة، وذللنا الصعوبات التي كانت تعترض المستثمرين، وأوجدنا ما وصفناه بالاستثمار الأصغر، وشجعنا المؤسسات الصغرى على انتداب عمال وموظفين جدد، من خلال مشاركة الدولة في الرواتب، وإعطاء محفزات جبائية لكل مؤسسة تنتدب أكثر من 3 موظفين، وهذه الحزمة من الإجراءات أدت إلى إحداث 50 ألف موطن عمل حتى 12 مايو 2012م.
هل يمكن أن تعطونا أسماء بعض المؤسسات التي استوعبت هذا الكم من العاطلين عن العمل في الشهور الأربعة الماضية؟ - 7 آلاف عامل تم استيعابهم في المجمع الكيميائي، في قفصة والسخيرة وصفاقس، وهناك أعداد استوعبتها الشركة التونسية للكهرباء والغاز، وغيرها من الشركات التابعة للدولة والتي نسميها عمومية استقبلت موظفين جدداً، بالإضافة إلى مستثمرين من الخارج أقاموا مؤسسات اقتصادية استوعبت حتى الآن 7 آلاف موظف وعامل. - ما جنسيات المؤسسات الاستثمارية القادمة من الخارج؟ - من السعودية وقطر وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وغيرها.
كان هناك حديث عن استعداد السوق الليبية لاستقبال أعداد هائلة من التونسيين.. أين وصلت هذه المساعي؟ - وقَّعنا اتفاقات مع الجانب الليبي، توفر فرص عمل لنحو مليون تونسي؛ أي أكثر من عدد العاطلين، ولكن الترويج الإعلامي لهذه الفرص يكاد يكون معدوماً، ومن المفارقات الأخرى مطالبة عدد من رجال الأعمال بتراخيص لجلب عمال من الخارج؛ نظراً لعزوف شباب تونس عن ممارسة بعض المهن كالزراعة، والبناء، والأعمال الحرفية الأخرى، لذلك يجب على الخريجين البحث عن مشاريعهم الخاصة، وعدم المراهنة على الوظيفة العمومية. - ما المجالات الأخرى خارج إطار الوظيفة العمومية التي يمكن للشباب العثور على فرص عمل داخلها؟ - هناك 13 حرفة يمكنها استيعاب 150 ألف فرصة عمل جديدة، وهي: الجلود والأحذية، وصناعة الخشب أو النجارة والأثاث، والمكيانيك، والزراعة، والصيد البحري.. وغيرها، ولدينا تذمر من رجال الأعمال لعدم توافر الأيدي العاملة؛ مما حدا بالبعض لطلب جلب عمال من الخارج.
http://magmj.com/index.jsp?inc=5&id=10101&pid=2684
مجلة المجتمع العدد (2007) 26 /7/1433هـ الموافق 16/6/2012م