حتى لا يتكرر سيناريو الأراضي الكندية من جديد !

حتى لا تضرب الصفوف ببعضها ياشبيه الريح !

قبل أكثر من خمسة قرون وصل المستعمرون الفرنسيون بعد أن عبروا المحيط إلى مناطق شاسعة عرفت فيما بعد بالأرضي الكندية , وبعد أن مكثوا فيها ردحا ً من الزمن عادوا إلى أوروبا بحكايات خيالية وأساطير وهمية , عما وجوده في تلك الأرض من معادن وخيرات وفراء لا مثيل لها ومصايد أسماك فيها من كل لون ٍ بهيج .

زادت المطامع الأوروبية حينها بغزو تلك الأرض ونهب وسلب خيراتها , فكان لهم ما أرادوا حينما بدأت تتوافد المراكب المحملة بالألوف من أبناء تلك القارة على الأراضي الجديدة فوجدوا فيها أقوام تعيش بسلام , ولكي لا ينشب بينهم صراع مباشر بدأ المستعمر الأوروبي بإغراء صاحب الموطن الأصلي بالسلاح والذخيرة والخناجر والبنادق مقابل الحصول على الفراء والمعادن , بحجة أنها ستسهل عليه عملية الصيد والقنص واقتناء الثمين من الفراء ومن ثم مبادلته بما أراد من السلاح .

شعرت بعد ذلك كل قبيلة بقوتها بسبب ما تملكه من عتاد وسلاح , فبدأت تحارب كل قبيلة الأخرى طمعا ً في الانفراد بالصيد الثمين ومبادلة ذلك ببضاعة المستعمر الأوروبي , حينها وجد المستعمر الفرصة فشق الصفوف وتوغل في الأرض حتى وصل إلى أماكن كان يحلم أن يصل إليها سابقا ً !

المشاهد للوضع الهلالي مؤخراً بدأ يشعر ويرى بوضوح تام ما وصل إليه المشجع الهلالي وكذلك صاحب القرار في البيت الأزرق من انحدار رهيب في العلاقة ووصولها إلى مراحل سيئة جداً تنذر بكوارث إن لم يتم تداركها بأسرع وقت ممكن قد تأتي على الأخضر واليابس وتزيد معها المعاناة وهذا ما لايتمناه كل منتمي إلى هذا الكيان الكبير .

الأسباب التي أدت إلى ذلك كثيرة وكثيرة جدا ً يتحملها الطرفان بالتساوي , فالمشجع العاشق يرى من منظوره أن الإدارة لا تلبي تطلعاته وطموحه ورغباته , وتسير بعكس ما يرى هو بأنه صحيح .
في الجانب الآخر ترى الإدارة أن المشجع لايملك الرؤية الواضحة والثاقبة ولايدري بما يدور خلف الكواليس من صراعات وحروب من أطراف خارجية هدفها السعي لإيقاف المد الأزرق بأي طريقة كانت .

كل ذلك أدى في النهاية إلى اختلاف حاد في وجهات النظر حتى وصلت العلاقة في كثير من الأحيان إلى فتور تطور لاحقا ً إلى صدام قوي وصل إلى مطالبة الكثير بتسريح بعض اللاعبين وإقصاء الإدارة والبحث عن إدارة جديدة تتوافق تطلعاتها مع مايتطلع له الجمهور .

لا شك أن الإدارة ارتكبت أخطاء واضحة في الموسم الماضي أو حتى من خلال فترتها التي قضتها , ومما لاشك فيه أيضا ً أنها لم ترتكبها متعمدة أو من باب التنكيل بالمشجع الهلالي , وقد يكون أبرز تلك الأخطاء من وجهة نظري :

• مد يدها للكثير من الإعلاميين الذي يتصيدون الأخطاء على كل مايخص الكيان الأزرق لاعبين جمهور إدارة ... الخ وفرد المساحات الواسعة لإظهار ذلك وكأنه أم الكوارث حتى تقع العقوبة على الفريق , ومن أولئك بتال القوس الذي كلما زادت وتيرة هجومه كلما كان له السبق والإنفراد بما يخص الفريق , في حيان أن مقاطعته هي أقل ما يمكن أن يكافئ به .
• تدليل اللاعبين وصرف مبالغ خيالية عليهم لو تم مقارنتها بما يقدمونه للفريق من عطاء لكان الميزان غير عادل أبدا ً .
• تقديمها مصلحة بعض اللاعبين على مصلحة الكيان , ولنا في تعاملها مع أسامة هوساوي خير مثال , فلاهي التي حسمت التوقيع معه , ولاهي التي عرضت عقده للبيع حتى يستفيد النادي ماديا ً .
• طريقة تعاملها مع أحمد الفريدي , رغم اساءاته المتكررة للكيان والجمهور بمباركة مدير أعماله إلا أننا لانجد الحزم الكافي بما يضمن حقوق النادي , والحفاظ على مشاعر العاشق الهلالي , الذي لم يتعود تلك الطريقة .
• تأخر الحسم مع مدرب كفؤ يقود الدفة الفنية للفريق الموسم الماضي وأظن أن المشهد يتكرر للمرة الثانية على التوالي .
• التعاقد مع لاعبين أجانب أقل من طموحات المشجع وبمبالغ خيالية , ولو تم مقارنتها بأعوام مضت لوجدنا أن النادي استقطب لاعبين على مستوى عال ٍ وبمبالغ ضئيلة وكانت فائدتهم أعم وأشمل .

استغل المتربصون تلك الأخطاء ففردوا أشرعتهم لتبحر في عمق المدرج الأزرق وتنشر في أوساطه السموم والمكائد , لتضرب الصفوف بعضها ببعض , ولتنقلب تلك الجماهير على إدارة النادي حتى تتحقق أهدافهم الدنيئة بإيقاف السطوة الزرقاء بعد أن عجزوا عن إيقافها بالطرق السليمة والمنافسة الشريفة , وحين توترت العلاقة وجدوا في ذلك ماكانوا يمنون به النفس فدخلوا إلى العمق الأزرق وأصبحت بعض الجماهير أدوات في أيديهم يحركونها كيفما أرادوا حتى أصبحنا في بعض الأوقات لانستطيع التفريق بين مشجع هلالي وآخر يتقمص دوره لأهداف ينشدها .
وأخشى ما أخشاه أن يصل بنا الحال إن لم يكن قد وصل فعلا ً , إلى ما وصل إليه صاحب الموطن الأصلي في الأراضي الكندية حينما أغراه المستعمر بالسلاح فأنفلبوا على بعضهم قتلاً وتنكيلاً .


فـتـات
• كلما تأخر حسم ملف المدرب كلما زادت الإدارة من غضب المشجع الأزرق وبالتالي زيادة حدة الإنتقاد ومن ثم توتر العلاقة ووصولها إلى ملايحمد عقباه .
• إدارة شبيه الريح رفعت سقف الطموح لدى المشجع الأزرق على مستوى اللاعبين الأجانب بإستقطابها لاعبين أفذاذ كـ رادوي ونيفيز وويلهامسون , لذلك عليها أن تعي جيدا ً أن المشجع لن يقبل بلاعب أقل من فايف ستار .
• الخطأ الذي ارتكب مع أسامة هوساوي نتمنى كجمهور أزرق عاشق أن لايتكرر مع لاعبين آخرين , وإن كان يلوح في الأفق تكرار ذلك مع الفريدي .
• ما قدمه شبيه الريح في أربع سنوات مضت لم تقدمه إدارة سابقة من حيث الصرف المادي أو صفقات من العيار الثقيل , وهذا شيء لا يمكن أن نغفله كجمهور وتكفير العشير ليس من سمات جماهير الأزرق .
• ترويض آسيا من جديد أظنه اقترب أكثر من أي وقت مضى , ولذلك لابد حسم أمر المدرب والجهاز الفني واللاعبين بأسرع وقت ممكن , حتى يتم العمل بتركيز شديد , وكل ما تأخر ذلك كلما كانت العشوائية حاضرة .
• يشهد الله لم أكتب من أجل الإنتقاد أو لأقول هأنذا , ولكن هذا أفضل وقت يمكن للمشجع الغيور أن يبدي فيه وجهة نظره بعد أن حط الدوري أوزاره وذهب كل طير بما في حوصلته .


ودمتم في رعاية الله :smilie47::rose: