منوعات & عام أنا عندي حنين ! غريب

غريب أمر هذا الحنين لا سيما حينما لا تعرف لمن ولم بالتحديد . في هذه الأيام يشطرني حنين عبيط جداً لأيام بالغة العبط هي الأخرى لا علاقة لها بسعادة عظيمة أو بحب كبير وكل ما أنا متيقن منه أنها كانت أياماً شديدة الصلة بعبط كبر البحر ! نحن للأيام التي حوت لنا في طياتها متع كبرى ، تلك التي تأتي كسحب مارقة ، تلون سمائنا ببياض لطيف وترحل لتبهج غيرنا تحت سماوات بعيدة عنا ! في هذه اللحظة ، لدي حنين لا يقاوم لأيام سالفة لم يكن يشغلني حينها شوي نقر عنوان محدد على كيبوردي ليدخلني لدنيا من المقالب والمشاكسات والصخب أحياناً، وأحيانا دنيا من الصراع والغضب حد اتمنى امكانية اختراق شاشتي بيدي لشد شعر إحداهن وجذب لحية آخر ! أيام عبيطة بلا شك ، أدرك ذلك وتدركونه أنتم أيضا ، فهي أيام كانت ردة فعلي فيها أقرب ما تكون لبدائية الإنسان الأول حين هبوطه للأرض . مجنون جنون رجل الكهف حال رؤيته للديناصور أو صيده لأول سمكة في حياته . مذهل بذهول أول من امتطى دراجة هوائية و قطار وسيارة وسمع وجيب قلبه وهو يمخر طبقات الجو بأول طائرة شراعية قبل أن تهل علينا بركات التكنلوجيا والمخترعات من كل شكل ولون حتى لم يعد للبهجة إلينا من سبيل ! إنها أيام الإنترنت الأولي ، حينما كنا نتحمس لكل مقال ، و تفزنا كل سطر ، ونصدق كل معرف ومن يختبئون خلفه من خفافيش وفراشات والذين غالباً ما كانوا يتقمصون الأدوار ويتبادلونها ببراعة تخدع حتى الشيطان نفسه ! ا أعرف لماذا أكتب لكم كل هذا ، لكنني حقاً أعبر موجة حنين هائلة لتلك الأيام الشقية العصية على العقل وربما تذكرتها بعدما سمعت أصواتكم وأنتم تحاولون قلب نظام الإفتراض للواقعية ، التي كان جحيمها سبباً للجوئكم للعالم السايبري ، ومع ذلك أبارك ثورتكم المجيدة ، متمنيا لكم أياماً جميلة مفعمة بحنين عبيط جداً كحنيني هذا ! :tongue2:

أعبرلكم في يوم غريب جداً ، من لحظة أشد غرابة ، وبودي أن تكونوا جميعكم بلا حنين قارس لشيء
أو شخص مفقود أبداً ، بمعني وأنتم سالمين تماماً من الحنين الموجع . :redface2: