عدة المحاورة في آداب البحث والمناظرة:

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هذه أرجوزة في آداب البحث والمناظرة نظمها الشيخ العلامة محمد يحيى المعروف "آمدي" بن الشيخ حمدا -رحمه الله- الحسني الإدريسي الجلالي ت 1431هـ وذلك عام 1988م
والأرجوزة كالتالي :
باسم الإلاه وبه استعانه ** في كل مطلوب له الإعانه
نحمده علي توالي النعم **علي العباد وانجلاء النقم
ونستزيده من الئالاء **في حالة النعماء واللأواء
ثم الصلاة والسلام السرمدي **كلاهما علي الرضى محمد
والآل والصحب ومن به اقتدي **
وبعدذا فالعلم ذوفنون **يعني بها من ليس بالمغبون
ومن أجل مابه المبادره **تليق،فن البحث والمناظره
فيما أتي له من الآداب **مع الشروط من أولي الألباب
فهوالذي يفيد إيضاح الحجج **ويبطل الشبه من شخص مرج
وفيه تمييز الصحيح من سقيم **وفيه تنبيه النديم للنديم
وغيرذا،لكن من الذكي **مع الذكي ليس بالغبي
من أجل ذااعتني بها جل الفحول **وكثروا في ضبطه جلب النقول
فبعضهم بذكر أركان أتي **مع الذي قدكان هنا مثبتا
وبعضنهم أطنب فيما قد سطر **وبعضهم أوجز فيه واختصر
وحينما اطلع بعض الطلبه **عن نثر اختصره من كتبه
دعا إلي نظم يفي بالمنتظم **مدعيا لضبطه إذا نظم
فلم أزل علي اشتغال البال **أحاول التنظيم بالمقال
والله أسأل الإعانة علي ** إتحافه بنظم نثر من خلا
فحين إذ أتحفته برجز **مسهلا له بلفظ موجز
سميته بعدة المحاوره **لمن يروم البحث والمناظره
مرتجيا مثوبة الإخلاص ** في عملي وأرتجي خلاصي
وأن يكون نافعا للراغب **فيه مسهلا لكل طالب
هذا أوان القول في المقصود **فورا بعون الملك المعبود
من رام مايجوز في المناظره **وسميت للعلما مذاكره
فليعتبر بهاشروطا تذكر **في ضمن آداب بكتب تسطر
شروط المناظرة:
أما الشروط فهي خمسة ترد **إن لم تحزها بالتمام لم تفد
أولها ضبط القوانين التي **بحسن أنظار القدي استنبطت
من صورة الإيراد قل للأسئله **مع الجوابات لكل أمثله
أو اعتراضات مع الترتيب **بوفق مايرى ذوو التنقيب
والثاني علم المتناظرين **مايثبتان متخالفين
اي علم كل منهما ماوقعت **فيه المناظرة علما قد ثبت
وثالث صونهما الكلام عن **فحش وتخطئة خصم بالعلن
وربعن بالصدق فيما نسبا **لنفسه أو غيره من وثبا
وخامس طباق كل مايقول **لما تبدى في اعتقاده يجول
الآداب:
وأما الآداب فمامنها اشتهر **مع الشروط قل ثلاثة عشر
منها تجنب اضطراب واضح **لغير مقول من الجوارح
والاعتدال في ارتفاع الصوت **وخفضه ولو بشطر بيت
وحسن إصغاء لمن قد ناظره **مادام خصما في فنون حاوره
وجعل كل ما جري مناوبه **بينهما من دون ما مناهبه
ثم الثبات إن يكن مجيبا **عما ادعي ولم يكن مريبا
كذلك الإصرار عن سوال **إن كان سائلا فصيح القال
والاحتراز عن تعنت وعن **تعصب لغير حق حيث عن
وقصد الانتقام عنه يحترز **أيضا أشد مايراه المحترز
وعدم الكلام فيما لايكون **محققا لغيره من الفنون
وعدم الكلام في مواضع **مهانة لغير عذرساطع
أوفي جماعة ذوي غرور **تشهد قول خصمه بالزور
كذا تجنب لضحك والريا **واذكر مباهاة تكن مستوفيا
وحيث تلفى هذه الآداب في **مناظرات من أولي العلم تفي
وجدتها مفيدة من الخصال **خمسا بغيرماهنا ليست تنال
إيضاح حجة مع الأبطال **لشبهة من مدع بطال
ورد مخطئ إلي صوب الصواب **ورد من ضل لرشد في الجواب
وزائغ لصحة اعتقاد **حتي يصير ثابت السداد
ومع ذا الذهاب للتعليم **وطلب التحقيق والتفهيم
هذا الذي اختصره من اختصر **والبسط مذكور بكتب من نشر
وثم ألفاظ يجيئ الالتباس **في فهم مايعني به من الأناس
فينبغي لطالب تحقيق **معناتها كلا كما يليق
ألفاظ تلتبس على بعض المتناظرين:
وهي المعاندة والمكابره **مع المجادلة والمناكره
ثم المغالطة والمشاغبه **وكلها تفي بمعني ناسبه
أما المكابرة فالمقام عن **إنكار شيئ بعد علم غير ظن
كذا المعاندة قل هي النزاع **إن كان في مسألة بها يذاع
من دون علم مابه يخاطب **خصما ومايفي به المخاطب
ثم المجادلة فكر ياتي **من جانبين قاصدي ثبات
من نسبة من بين ما شيئين **ليظهر الصواب رأي العين
كمابهذا عرفوا المناظرة **وعرفو به سمى المذاكره
لاسيما مناظر يناظر **مع نفسه ولم يكن يناكر
بعكس هذا الحكم من يجادل **فمع غيره كمن يقاول
وفي المناكرة قالوا لا تكون **إلا مع النفس التي كانت تخون
من غيرما تلفظ فلامقال **يجدي ولامستخرج عذب المنال
أما المشاغبة عرفا ** فالنزاع ** بينهما يدنيهما من الصراع
مناظر ين لا لإظهار الصواب **ولا لإلزام لخصم في الجواب
ثم المغاطة في العرف اطلاب **إلزام خصم لا لإظهار الصواب
هنا انتهي مختصرا منظوم **في سلك مايعني به منظوم
دونكه موافيا بالمرتضي **والمبتغي علي وفاق المقتضي
قربته للمعتني بالضبط**والمنتآي عن جهل أوعن خبط
ولاعلي لو روي بعض الرجال **أبسط مما سقته في ذا المجال
فربما يوجد في المضبوط **مختصرا ماريم في المبسوط
وأسأل الله لمن به اعتني **تفقها في الدين خير المقتني
والحمد لله علي إكماله **نظما مرونقا علي إجماله
ثم السلامان على المختار **هادي الورى ومرشد المحتار
والآل والأصحاب والأنصار **تعاقب الأحوال والأعصار
ومن يرم عدا وجد جده **فضعف ميعاد الكليم عده