شكرًا لك يا أخي .

بسم الله الرحمن الرحيم

في آخر ما يلفظه اليوم من الوقت قبل أن يأتي المنتصف لتعلن ساعات المدينة
أوان (منتصف الليل) الذي كان في عطلة نهاية الأسبوع, رجعت إلى البيت بعد
جمْعَة أقل ما يقال عنها (ممتعة) برفقة أصحاب اختارت النفس أن يكونوا بالقرب

وجهت تركيزي الباقي لأصل إلى الفراش في غرفتي العزيزة وأنا أقول (الباقي) لأن أصحابي
سامحهم الله أخذوا ما أخذوه من تركيز في أدبيات لا أصدّق أنّي خرجت منها سالمًا لأنها
كانت تتعلق في مواضيع حواريّة مللت منها أو عندما يتطرقون (للحب) فيشوّه أحدهم
ذلك المعنى بأن زمننا هذا لا وجود للحب فيه ...
عمومًا لا تثريب على أصحابي فأنا أيضًا لا أروق لبعضهم عندما أقول :
(لم يكن صدّام قامعًا للشيعة فقط بل قامعًا لشعب العراق جميعه)

امّا الآن فأنا على أعتاب الوصول لباب غرفتي لكنّي سمعت صوت قبل ذلك
يبدو وكأن الصوت قادمًا من الغرفة المقابلة تمامًا لغرفتي والتي كانت غرفة (أخوتي الصغار)
دخلت للغرفة وأنا أعلم ما تحويه حيث كانت جدرانها مزخرفة بما بين (بوستر لبطل أفلام كرتوني)
و (ملصق للحروف) لكّن هذا كلّه لا يهم المهم أين مُصدر الصوت ...

"دادا اوم اممم" كان هذا ما التقطته من آخر صوت قبل معرفتي بمصدره كان من السرير البنّي اللون
ذات الجوانب المُرتفعة الذي يشبه القلعة تمامًا ولكّن بالتأكيد بشكل (مصغّر) كي لا يسقط الطفل لا قدّر الله
كان هذا السرير لأخي الأصغر (إبراهيم) الذي لا يتجاوز سِنّه العامين ... يبدو أنه وِضِع في سريره بعد نومه
ولكّن حب الاستكشاف دعاه أن يستيقظ مرة أُخرى ليتعلّم شئ وأشياء جديدة ..!

جعلتُ أُداعبه وما أسهل أن تُضحك طفل بأن تكرر أي نغمة صوت مرتين أو أكثر كررها فقط وسيضحك
كنت أضع كفّي يدي على وجهي ثم أشرعها مرة ثانية فيضحك إلى أن عاودت العملية مرة أخرى ولكنني تفاجأت بصمته
نعم صمت ثم أغلق عينيه الاثنتين بتوازي ثم نام ...
نوم الهناء أخي نُم يا من يشابهني مرتاح نُم أخي وحمّلني كل همومك كل ما آلمك ولك مني أن أضحكك ولو عليّ يا حبيبي يا أخي...

أطفأت نور الغرفة وخرجت ولم أدخل غرفتي بعد فأنا على يقين أنّي لن أنم إلّا بشئ جديد أتعلمه
جلست كل كرسي في ردهة بين الغرفتين وفكرت فيما (تعلمته)
تعلمت منك يا أخي أن التعب سيتبخّر ما إن تشاركنا وسننسى كُل التعب إذا تصادقنا
وأن الألم بكل طياته يعني أننا نحيا فعلامة الحياة هي (الألم) ومسكنات أي ألم هي الحُلم بعد المنام

أصلحك الله يا أخي فأنا من تعلمت منك شئ جديد أو أشياء جديدة وليس أنت والدليل أنّي أغمضت عينيّ بشكل
(متوازي) بعد هذا التعب.