كتاب
رؤية شرعية في الطبقات الكبرى للشعراني
دراسة / أكرم مبارك عصبان
تقديم الشيخ / عبدالعزيز آل عبداللطيف
مقدمة الشيخ عبدالعزيز آل عبداللطيف
الحمد لله رب ا لعالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين .
وبعد : من المعلوم بداهةً أن الله تعالى أكمل الدين وأتم النعمة كما قال سبحانه (اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا) فما لم يكن يومئذ ديناً فليس اليوم بدين , فالمتعين الإتباع وترك الابتداع فقد كُفينا و الخمد لله .
لكن الإعراض عن هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وتنكّب سبيل المؤمنين, مع غلبة الجهل وخفاء السنة في أزمان و أمصار
أوقع ذلك في التعبد المحدث بما لم يشرعه الله تعالى, فاندرست السنة وظهرت الأوراد و العبادات البدعية, ثم تفاقم الأمر إلى بدع مغلظة و
مكفِّرة كالحلول والاتحاد و نقض أصول الدين و فروعه و الزندقة و الانحلال , وتأليه المجانين و المعتوهين .
ولا يغيب عنا ما قد يعتري النفوس من شهوات و حظوظ , فتؤثر التفلّت على الشرع المنزل , و التوثب على حرمات الله تعالى و شعائره , كما أشار إلى ذلك ابن تيمية في ثنايا حديثه عن مفاسد البدع : مسارقة الطبع إلى الانحلال من ربقة الإتباع وفوات سلوك الصراط المستقيم , وذلك أن النفس فيها نوع من الكبر , فتحب أن تخرج من العبودية والإتباع بحسب الإمكان كما قال أبو عثمان النيسابوري رحمه : (( ما ترك أحدٌ شيئاً من السنة إلا لكبرٍ في نفسه , ثم هذا مظنة لغيره , فينسلخ القلب عن حقيقة إتباع الرسول , ويصير فيه من
الكبر وضعف الإيمان ما يفسده عليه دينه , أو يكاد , وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً )) ( اقتضاء الصراط المستقيم 611-612 )
ولا يخفى النشاط المحموم لمتصوفة هذا العصر , إذ أنهم في كدح متتابع لأجل نبش التصوف و إحياء رميمه .. وهذا الصحو العارض للمتصوفة يوجب مدافعته ومجاهدته حسب الاستطاعة و الوسع.
كما قال القاسم بن أحمد (ت: ١٢١٧ هـ ):
فدع التصوف واثقاً بحقيقته ... واحرص و لا يغررك لمع سرابه
لبسوا المدارع و استراحوا جرأة ... عن أمر باريهم و عن إيجابه
فأولئك القوم الذين جهادهم ... فرضٌ فلا يعدوك نبل ثوابه
وأخونا الباحث الفاضل الشيخ أكرم بن مبارك عصبان له جهوده المشكورة في مقارعة التصوف ومدافعته , كمافي كتابه الماتع (سياحة في التصوف الحضرمي ) وكذا في هذا السفر ( رؤية شرعية في الطبقات الكبرى للشعراني ) إذ قد طالعت الكتاب, وانتفعت به, كما أوردتُ شيئاً من التنبيهات اليسيرة والتي قبلها الباحث الكريم, والكتاب جيد في مضمونه, جميل في أسلوبه , إذ كشف الشيخ أكرم − وبأسلوب علمي رصين − عما في طبقات الشعراني من الزندقة و التهتك و الفجور والشرك والصراح , و الكفر البواح , ومسخ العقل وطمسه ونحو ذلك من البوائق و الشطحات , فجزى الله الباحث كل خير وبارك في سعيه واحتسابه و الله حسبنا و نعم الوكيل.
تحميل الكتاب
http://www.soufia-h.org/up/uploads/13383922191.pdf
أو
http://saaid.net/book/13/5520.rar