"
حين تصبح الفكرة أو العمل الفني سفيراً يتنقل بين الشعوب ويغير من سلوكياتهم نحو الأفضل، سنقول بأن من يشعل تلك الأضواء الفنية فينا، هم رسل محبة وسلام والفن بحد ذاته رسالة متى ما سخرت لخدمة الناس، وهو ما وجدناه حين التقينا بالمصممة السعودية الشابة ماجدة محمد المطيري، والتي تناولت البدايات والطموح والفكرة التي تزرعها في تصاميمها لتجني التغيير نحو الأفضل لقاء البساطة والفن في لحظات إبداع وتميز نقلناه في هذه.
حاورها / علي علوي
*حدثينا عن بداياتك الفنية في مجال التصميم؟
لكل إنسان قوة داخليه.. ولكن البعض منا استطاع اكتشاف موهبة أو نقطة التغير بداخله.. والبعض تؤجلها..
ومن الأمثال التي أثرت فيني وجعلتني ابحث عن نقاط الإبداع لدي هو المثل الياباني (في اليابان يقاس عمر الفرد بما قدم).. لذالك قررت أن ابحث عن موهبة ماجدة محمد وهو ما تم حتى الآن من أعمال أفخر بأن قدمت موهبتي ومقدرتي في تجسيدها على الواقع وطبعا بدياتي كانت في سنة 2008.. حيث اكتسبت الخبرة من بعض الصديقات في المدرسة, عن برنامج الفوتوشوب وقمت بالبحث عنهَ وتم تحميل البرنامج بالبداية لم يستهوني البرنامج.. لكن مع مرور الوقت والتجارب, اكتشفت عشقي لهذا المجال (التصميم) والفضل يعود لله ثم لأصدقائي وأشقائي.. كان لهم الدعم الكبير في إبراز موهبتي وقد كانت هي انطلاقتي الأولى والتي عملت على تقديم العديد من القضايا في قالب فني ومهني متميز والحمد لله رأيت أني بدأت أحقق ذاتي عبر أعمالي..
*من أين تستوحين التصاميم التي تقومين بها؟
غالباً استوحي تصاميمي من الفكر والخيال, والكثير منها أقوم بنقله عبر فكر فنية على اللوحات التي تنقلني لعالم آخر يتجسد فيها الإلهام والحزن والطموح، فأشكل تلك القوالب وأناجيها لتصبح كالطفل أضعه للجميع حتى يروه عملاً فنياً مجسداً ما كنت أريد أن أقوله أو يقوله الآخرون، فأعبر أنا على لسانهم أو أقوم بمناقشة القضايا الاجتماعية أو الإنسانية بواسطة التصميم.
*يغلب على تصاميمك أنها تناقش قضايا اجتماعية هامة فهل تعيشينها في محيطك؟
ليس كل ما أصممه يمثلني.. ربما مواضيع ذات أهمية في مجتمعنا لا بد أن تفعل على هيئة تصميم أو رسم.. لكي يستجيب لها المتابع أو المواطن وأنا جزء من هذا العالم المحيط بي ولذا فإني أعايش تلك الأحداث وليست بالضرورة في منزلي أو في حيي، لكن قد تكون متواجدة في المجتمع المعاش وفي أغلب المجتمعات العربية دون استثناء، وقد تكون مستوحاة بعضها من خلال مناسبات مختلفة، لكنها في النهاية جاءت من رحم الواقع المعاش.
*كيف استطعت كسب شهرة في وقت بسيط وماذا يميزك عن الآخرين؟
الحمد لله الموهبة نعمه عظيمة من الرب.. ولكل مجتهد نصيب.. وهذا ثمار اجتهادي وحصادي واطمح للمزيد.
لأن الإنسان بطبيعته طموح والطموح ليس لهُ حدود وكان لمن هم محبون لي الدور الأساسي كأهلي وأصدقائي في نقل أعمالي إلى الآخرين وبدأت تشهد تجاوباً واهتماماً حتى أصبحت لها حضور والحمدلله ولازلت أسعى كي تزداد انتشاراً.. أسأل الله التوفيق..
*هل سبق وشاركتي في مهرجانات خارجية؟ وما هو جديدك؟
شاركت ولكن ليست مهرجانات إنما استضافات من بعض الصحف والقنوات الفضائية.. مثل صحيفة عرب نيوز وصحيفة بريدة والقناة الثقافية السعودية وصحيفة المجلس الرياضي، وعندي أمل أن أكون متواجدة خلال الفترة القادمة في المعارض التي تقام والتي تناقش أو تقدم القضايا الاجتماعية المختلفة وخصوصاً وفي كل يوم نجد العديد من القضايا التي يمكن أن تطرح. جديدي هو بين يديكمَ..
*ما هي أصعب اللحظات التي أثرت فيك ومن خلالها جسدتي أعمالك؟
لحظه وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. هي لحظة مؤثرة للغاية.. أثرت بي كثيراً وجسدتها في أعمالي.
*هل ترين أن هنالك تجاوباً واهتماماً لهذا النوع من الفن في معالجة العديد من القضايا؟
بكل تأكيد تجاوب وتفاعل جبار مع التصاميم الاجتماعية.. لأن التصاميم لها دور كبير في توعية المجتمع والعديد من الناس يعتبرون ذلك توعية لهم ويغيرون من بعض السلوكيات الخاطئة في المجتمع.
*ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهك؟
عدم تقبل عائلتي فكرة جلوسي على الانترنت لفترات طويلة, التفريق بين وقت الدراسة والجلوس على الإنترنت كانت عائقاً كبيراً بالنسبة لي خصوصاً واني أعشق هذا العمل، لكن بالنسبة للمجتمع أراهم أكثر تفهماً وإعجاباً.
*إلى ماذا تطمحين؟
أطمح أن افتتح معرضاً لدعم المصممين ودعم مجال التصميم بشكل عامَ.. لأن حق المصممين بكل صراحة مهضوم في بعض المعارض التي تقام للمصورين والرسامين.. أليس للمصممين أي حق!! كما أطمح أن أتجاوز حدود محيطي لأصل لكافة الأقطار العربية وأجسد واقعهم المعاش بحيث تكون أعمالي سفير وبطاقة هوية لجميع العرب وأعمل أشياء تخدم الناس أينما يكونون.
*كيف تنظرين لمستقبل هذا النوع من العمل الفني؟
بحكم إني إنسانة طموحة فأطمح لمستقبل باهر ومميز, والتوفيق بيد الله، ولكن يراودني شعور بأن مستقبل هذا النوع من العمل سيكون مفتوحاً ورحباً نظراً لأنه يناقش قضايا وواقع الناس وهو سعي نعمل للوصول إليه والأمل يراودنا كثيراً.
*بالنسبة لك كأنثى هل تجدين صعوبة بالتعامل مع الآخرين في فهم أعمالك؟
بالعكس التعامل واضح ومفهوم للجميع.. لأن الفكرة التي أصممها واضحة جداً، وقد سعيت حتى تكون قريبة من هموم ومعاناة الناس وواقعهم وكنت في كل فترة وأخرى أبحث عن القضايا التي يعاني منها المجتمع وهي عديدة وفي قالب فني بالرغم من أن هنالك أعمالاً عدة.
*كلمة أخيرة؟
أشكركم على هذه الاستضافة الأكثر من رائعة.. وتخصيصكم لي مقابلة في صحيفة "الغد" اليمنية.. كما أشكر كل من دعم موهبة ماجدة محمد، والتي تعتبر ما عملته جزءاً منكم أنتم ولكافة الناس الذين أسعى بإذن الله أن يصل عملي لهم.
//
رآبط الصحيفة
