كيف أتخلص من سماع الأغاني
أخيتي الحبيبه هُناكَ ثمانيةَ أُمور لابُدّ أن تضعيها نُصبَ عينيكِ إذا أردتِ
بالفعل التخلص من سماعِ الأغاني وهذهِ الأمور هيَ :
أولاً:إخلاص النيّةِ لله
نعم ياأخيتي لابُدّ أن تفتحي صفحةً جديده معَ نفسكِ وتعاهدي ربكِ
بعز يمةٍ وارادةٍ قويّه على أنكِ تودّينَ منَ الآن التّغير,مثّلي لنفسكِ وكأنكِ في طر يقٍ تُريدينَ الوصول الى نهايته معَ العلم أنّ هذا الطر يق
سيكون ُ مليئاً بالصعوبات وثقي أنهُ متى ماأخلصتِ النيّةَ الى ربكِ
ستصلينَ الى نورٍ يُضيءُ دربكِ.
لقول الرسول إنما الأعمالُ بالنيات وإنما لكلِ امرءٍ مانوى
ثانياً:مُحاسبة النفس وحثها على التــوبه
لقد جرت العاده أن تحِن النفس لما كانت مُعتادةً عليه ولكن ياأخيتي
تذكري دوماً أنّ هُناكَ من يراكِ فلا تكوني كمن تسرقُ نفسها بنفسها وتنافقُ ربّــها ومن حولها فالبعضُ منَ الفتيات هداهُنّ الله تُظهر التوبه وعندما تخلو معَ نفسها تراها تسعى لتشغيل شر يط الأغاني وتخفض صوتهُ مخافةَ أن يسمعها أحد وتناست قول الشاعر ابن المُبارك:
رأيتُ الذنوبَ تُميتُ القلوب وقد يُورثُ الذلُ إدمانُها
وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوب وخيرٌ لنفسكَ عصيــانها
فتوبي الى الله توبةً نصوحا جسداً وعقلاً وقلباً وروحاً♥
وحاسبي نفسكِ قبلَ أن تُحاسبي وانقذي نفسكِ قبلَ أن تُعاقبي واصلحي علاقتكِ بربكِ بتوبةٍ تُطهرُ قلبكِ.
ثالثاً:أحبّي الخيرَ لنفسكِ
قد تقولونَ إخوتي ومن منّا لايُحبُ الخيرَ لنفسه؟فأجيبكم أنّ من علمت أنها تسلكُ طريقَ المعاصي ولم تتركهُ فهيَ لاتُحبُ الخيرَ لنفسها
فكثيراً ماأسمعُ أنّ فتاةً إتصلت بصديقتها كي تُهدي لها أغنيةً في الراديوا أو التلفز يون معَ أنها كانت تُذاكر ,أو أنّ فتاةً غيرّت البرنامج الديني لتبحث َ عن أغنيه شبابيه ,أو أنّ فتاةً أصابها الحزن ُ والهم لأنّ كلماتَ الأغنيه مؤثّره فسالت دموعها وللأسف هذهِ الفتاة تُشبهُ البصيرَ الذي لايرى والعاقل الذي لايُميّز ومن أعجبِ مارأيت أنّ هُناكَ من يُجاهربالذنوب ولايستحي من علاّمِ الغيوب فكم من فتاةٍ ترفعُ صوتهابالغناء بدونِ استحياء وتتفنن بالتلحينِ من
حينٍ الى حين وتبلغُ فيها الجراءه أن ترقُصَ أمامَ الجميع بشكلٍ مُلفتٍ
وفظيع وتعظم المصيبه إذا كانَ المكان الموجوده فيه مكانَ عِلم
فأسألكم بالله ياأخوات هل هذا حبٌ للنفس أم بُغضٌ لها وأيّهما
تُفضلين أن تكوني من الممدوحات أم المذمومات؟من التقيات أو العاصيات؟معَ أنكِ لو فكرتِ قليلاً لرأيتِ أنّ هذهِ الأغاني لاتفيدكِ
إلاّفي تضيع الأوقات وزيادة الآهات ولاأدري لماذا ترمونَ بأنفسكم الى الهلاكِ دوماً وهذا الأمر لايقتصر على الغناءِ فقط بل على كل مايعود بالضرر فكم أحزنني مارأيتهُ وقتَ الإختبارات من غشٍ وتهاونِ في نفوسكم ياأخوات ألهذهِ الدرجه
هانت عليكِ نفسكِ ورضيتِ أن تكونَ منبوذه!!
لقول الرسول من غشنا فليسَ منّا•
أوما علمتِ أنّ نجاحكِ الذي سيعتمدُعلى الغش سيُحرمُ عليكِ كُلّ
مبلغٍ تكسبينه إذا حصلتِ على وظيفه لأنهُ مالٌ كُسبَ بالحرام
مالٌ ستحصلينَ عليهِ من دونِ تعبٍ وشقاء .
فهلاّ حاولتِ أن تكوني ممن قيلَ فيهم:
إنّ للهِ عباداً فُطـــــــــــنا تركوا الدنيا وخافواالفتنا
نظروا فيها فلماّ علموا أنها ليـــــــــــــــست لحيٍ وطنا
جعلوها لُجةً واتخذوا صالحَ الأعمالِ فيها سُــــــــفنا
فسارعي أخيتي لحبِ الخيرِ لنفسكِ وانقاذها من طرقِ الظلام وتذكري أنكِ ستُحاسبينَ يومَ القيامةِ لوحدكِ لن يكونَ معكِ لاحبيبَ ولارفيقَ ولاقريب.
لقولهِ تعالى يومئذٍ يصدرُ الناسُ أشتاتاً ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقالَ ذرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقالَ ذرةً شراً يره
القلبُ أعلمُ ياعذولُ بدائهِ ماغيرُ داءِ القلــــــبِ من أدوائهِ
ياربِ ثبــــــــــــتنا بقولٍ ثابتٍ عند امتحان العبدِ تحتَ ثرائهِ
رابعاً:خوفي نفسكِ بذكرِ الموت
إنّ منَ المُحزنِ أن يموتَ الناسُ على نُطقِ الشهاده وتموتينَ أنتِ وعلى لسانكِ الحاناً ترددينها بكلِ سعاده ,منَ المحزن أن يدخل العباد الجنه وتدخلينَ أنتِ النار معاذَ الله أعلمُ أنكِ تتسائلين بينـــكِ وبينَ نفسكِ أيُعقل
أن أدخُلَ النار بسببِ ذنبٍ صغير وغيري يزني ويسرق ويقتل ويقترفُ الذنبَ الكبير ؟الإجابه نعم ياعزيزتي يُعقلُ ذلك فالرسول
كانَ أكثر الناس تطبيقاً للحلال وتركاً للحرام ومعَ هذا كانَ
يقول دوماً لن أدخُلَ الجنه إلاّ برحمةِ الله فمن شاءَ الله عذّبه ومن شاءَ غفرَ له فلا تستصغري ذنبكِ وإن كانَ كحبة التراب فالحبةُ فوقَ
الحبّه ستوصلكِ الى طر يقِ العذاب يقول الشاعر:
فما لكَ ليسَ يعـــــــملُ فيكَ وعظٌ كأنكَ قد خُلقتَ من جمادِ
أترضى أن تكونَ رفيقَ قومٍ لهـــــــــم زادٌ وانتَ بغيرِ زادِ
خامساً:استعملي اسلوبَ التدرج وأوجدي البديل
في الحقبقه يصعبُ على النفس الإنسانيه أن تــــتركِ مااعتادت عليهِ بسهوله فلو أنكِ أخيتي تركتِ الإستماعَ الى الأغاني دُفعةً واحده لوجدتِ شوقاً كبيراً للرجوعِ إليها بشكلٍ أقوى منَ الماضي لذلكَ
اجعلي التدرجَ هُوَ الحل الأمثل لتركِ هذهِ المشكله
1-فإن كُنتِ ممن يستمعونَ الى الغناءِ يومياً ابدئي بتقليل الأيام حتى تصلي الى يوم أو يومان في الأسبوع وطبعاً لواستطعتِ ذلك سيكون في ذلكَ انجازٌ عظيم.
2-عندما تُعجبكِ كلمات أغنيةٍ ما اكتبي كلماتها لتقرئيهابدلاً منَ الإستماع لها وبذلكَ تُعتقينَ نفسكِ من لحنٍ لايفيد بشكلٍ حضاري وجديد.
3-لوبحثتِ في جوانحِ نفسكِ لوجدتِ أنّ بداخلكِ طاقةً كامنه تودُ
الخروجَ فأمسكي بورقةٍ وقلم وعبّري عن احساسكِ وماتشعرينَ
بهِ ومن يدري ربما تكونينَ صاحبةَ موهبه كشعرٍ أو نثرٍ وأنتِ لاتعلمين.
4-ثقي أنهُ لكلِ شيءٍ ضار بديلٌ نافع يرجعُ بالفائدةِ والخير وهاقد وصلتِ الى المرحلةِ المهمه فاستبدلي الكلمات التي كانت تُعجبكِ
من الأغاني بكلماتٍ أجملَ وأطهر في القرآن واستبدلي الألحانَ التي كنتِ تسمعيها بسماعِ تلاوةِ القرآن أو سماعِ الأناشيد وتذكري أنّ
حُبّ القرآن وحُبّ الألحان في قلبِ امرءٍ لايجتمعان.
5-فكرّي بعقلكِ واستبعدي عواطفكِ وتصوري نفسكِ واقفةً أمامَ
ربكِ وأصيا خٌ منَ الحديدِ تدخلُ أذنكِ وقتها ستتمنينَ العودةَ الى الدنيا للتكفيرِ عن ذنبكِ ولكنّ الماضي لن يعود ولو أعطيتهِ قصوراً مُحكّمة القيود فتوبي الى اللهِ الآن ودعي عنكِ جملةَ(سوفَ أتوب)
لأنّ سوفَ تز يدُ من شقاءِ وضياعِ القلوب .
مضى أمسُكَ الماضي شهيداً مُعدلا
وأصبحتَ في يومٍ عليكَ شهيدُ
فإن تكن بالأمسِ اقترفتَ إساءةً
فثنِ بإحــــــــــــسانٍ وأنتَ حمـــــــيدُ
ولاتُرجِ فعلَ الصالحاتِ الى غـــــــدٍ
لعـــــــــلّ غــــــــــداً يأتي وانتَ شــهيد
سادساً:تخلصي منَ الماضي
من أهمِ الأسباب التي تُساعدكِ على التوبه التخلص من كُلِ مايذكركِ بالماضي ولو كانَ غالياً عليكِ ولاتتعذري بصعوبة الأمر فغيركِ تُقطعُ رجلهُ ويصبر ويتبرعُ بكليتهِ لينقذَ غيرهُ ويُساعد ويضحي بحياتهِ ويُجاهد وانتِ واقفةٌ مكانكِ كصنمٍ يُشاهِد
فابتعدي أولاً عن رفيقات السوء اللاتي كُنتِ تُعاشر ينهم
فصدقَ الشاعرُ حينَ قال:
إذا لم أجد خلاً تقياً فوحدتي ألذُ وأشهى من غويٍ أعاشره
وأجلسُ وحدي للعبادةِ آمناً أقرُ لعيني من جليسٍ أحـاذره
وأحسني اختيارَ الإخوان تعيشي في خيرٍ وأمان واعلمي انهُ من ذكركِ بحقِ اللهِ عليكِ وأعانكِ على طاعته وجنبكِ معصيته لهُوَ خيرُ
الإخوان وأصدقُ الأخلاء وأوفى الرفقاء.
ثانياً:لاتدعي الشيطان يخدعكِ ويحبب لكِ اشرطةَ الغناء بل اكسريها وارميها وبنارِ توبتكِ احرقيها واجعلي هاذهِ الأبيات في ذهكِ دوماً
دع عنكَ مافاتَ في زمنِ الصبا واذكُرذنوبكَ وابكها يامُذنبُ
لم ينسيا المكانَ حينَ نســــيتهُ بل ســــــــــجلاهُ وانتَ لاهٍ تلعـــــــــبُ
وغُرورُ دنيــــــــــاكَ التي تسعى لها دارٌ حقيقتها متاعٌ يذهـــــــــــبُ
والليلُ فاعلم والنهارُ كلاهُما أنفاسنا فيها تُعدُ وتُحـــــــــــسبُ
سابعاً:كافئي نفسكِ
غاليتي عندما تُقدمُ لكِ فتاةً معروفاً فإنكِ تشكرينها بل وتبحثينَ عن هديةٍ جميله لتهدينها لها شُكراَ وامتناناً على ماقامت بهِ فلا مانعَ أيضاً
أن تُقدمي هديةً لنفسكِ كُلما لاحظتِ تقدماً وتغيراً للأفضل ولاتنسي
الدعاءَ لنفسكِ في كُلِ صلاةٍ قائلةً(اللهمّ اكفني بحلالكَ عن حرامك وأغنني بفضلكَ عمن سواك)
ومن عظيمِ رحمةِ اللهِ بنا أنهُ حينما تدعينَ لغيركِ يكونُ عندَ رأسكِ
ملكٌ يقول (ولكِ بالمثل يافلانه) فياسبحانَ الله يُعطينا ونجحد وقليلاً مانشكرُ ونحمد.
ثامناً:لاتيأسي من رحمةِ الله
يقول قُل ياعباديَ الذينَ أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمةِ الله إنّ اللهَ يغفرُ الذنوبَ جميعاً إنهُ هُوَ الغفورُ الرحيم•
هذهِ الآيه تذكرني بقصةٍ سمعتها منذُ أيامٍ قليله فقد كنتُ مُجتمعةً
معَ مجموعةٍ منَ الأخوات وإذا بواحدةٍ منهن جزاها الله ُ خيراًتروي لناهذهِ القصه العجيبه قائلةً:أنّ فتاةً ممن يُحبونَ سماعَ الأغاني أصابها مرضٌ في أذنها وعندما ذهبت الى الطبيب أخبرها بأنّ صُرصاراً دخلَ في أذنها ولايستطيع اخراجُه لأنهُ يعضُ بأسنانهِ على طبلةِ أذنها ولكنهُ سيضع محلولاً يساعد على تفتيت هذا الصرصار ومن ثمّ سيقوم الطبيب بغسل أذنها وطلبَ منها أن تُراجعهُ بعدَ خمسةِ أيام واللهُ هُوَ الشافي في هذهِ اللحظه أحست الفتاه كم كانت ضائعه ولاهيه وكم كانت تملكُ نعمةً عظيمه ربما تفقدهاخلال الأيام القادمه
وأخذت تلومُ نفسها فبكت وتندمت وتضرعت الى ربها خاشعةً تائبةً
عازمةً على تركِ الأغاني وعندما ذهبت الى الطبيب أجرى غسيلاً لأذنها وهكذا كانَ هذا المخلوق الصغير سبباً في هدايتهاورجوعها للحق لذلكَ أقولُ أخيتي لاتُرخي الحبلَ لنفسكِ وفي نفسِ الوقت لاتستعجلي عليها فاللهُ يهدي من يشاء ولكن بعز يمتكِ
واصراركِ وجمودكِ ثقي أنكِ ستصلينَ لنتيجةٍ تفخر ينَ بها وسيأتي يومٌ بإذنِ الله تر وينَ فيهِ لأبناءكِ قصتكِ معَ الغناء بعدَ أن هداكِ الله وقتها ستقولين بكلِ فخر هكذا كُنت وهكذا أصبحت.
إن كُنتَ تغدوفي الذنوبِ جلـــيدا وتخافُ في يومِ المعادِ وعيدا
فلقد أتاكَ منَ المهيـــــمن ِ عـــــــــــــــفوهُ وأفاضَ من نعمٍ عليكَ مز يدا
لاتيأسنّ من لطفِ ربكَ في الحشا في بطنِ أمــــــــكَ مضغةً ووليدا
لوشاءِ أن تصلى جهــــــــــنم خالداً ماكانَ ألهمَ قلبكَ التوحيدا
وأخيراً أودُ أن أضيفَ كلماتٍ من كتاب( هكذاعلمتني الحياة)
للدكتورمصطفى السباعي قالَ رحمهُ الله:
من سمعَ القرآنَ فلم يخشع ..وذكرَ الذنبَ فلم يحزن ..ورأى العبرةَ فلم يعتبر وسمعَ بالكارثةِ فلم يتألم وجالسَ العلماءَ فلم يتعلم وصاحبَ العظماءَ فلم تتحركَ همته فهوَ حيوانٌ يأكلُ ويشرب وإن كانَ إنساناً ينطقُ ويتكلم.فلا تــغرنّكِ أختاهُ الدنيا ومتعها فالدنيا حلمٌ والقبرُ يقظه ويومَ القيامةِ تفسيرُ الأحلام.تمنياتي القلبيه أن يكونَ في هذا البرنامج هدايةً لكثيرٍ منَ الناس فلقد كتبتهُ بقلبٍ يُحبكم ويريدُ الخيرَ لكم فإن أخطأتُ فمنَ الشيطان وإن أصبت فمن فضلِ الله ولاتنسوني من صالحِ دعائكم لأنني واللهِ ثمّ والله أحتاجهُ مثلكم.
لاتنسوني من دعواتكم0
ملكة الإحساس
