رحلة الأسهم نحو القاع شارفت على الانتهاء

استطاع السوق السعودي امتطاء موجة صاعدة ساهمت في تحقيق الكثير من الارباح وبوقت قياسي وشكل متواصل من بداية مطلع العام الجاري 2012 وحقيقة كانت موجة رائعة سبقها ايضا صعود من بعض الشركات بمختلف القطاعات .

هذه الموجة والتي جاءت اعلانات الشركات بنهاية الربع الاول من 2012 مؤيدة لذلك الصعود ومبررة له مع معطيات اخرى اقتصاديا وسياسيا بشكل متوازن ، حيث كانت نتائج القطاع البنكي والبتروكيماوي والاسمنتي والاتصالاتي وغيره رائعة وربما اكثر من المتوقع في بعض منها ونسبة قليلة منها جاءت مناسبة رغم ظروف تغير الاسعار كمنتجات سابك وغيرها .. الا ان هذه النتائج لمجمل الشركات وخاصة المؤثرة منها كانت ممتازة للغاية.

ومنذ مطلع شهر ابريل الماضي دخل الصعود بموجة تصحيحية كسر الترند الصاعد الفرعي وكسر متوسط 50 يوما ايضا وكسر حاجز ال سبعة آلاف واغلق تحته وتناقصت احجام التداول مع زيادة الهبوط حتى وصلت السيولة الى حدود الخمسة مليارات تقريبا بعدما كانت قد حققت في وقت سابق مايقارب عشرين مليارا ، أي ان هناك هبوطا يفوق 70% من قيم السيولة اليومية.

الان السوق يتداول عند متوسط مئتي يوم موزون ولعل هذا المتوسط يشكل دعما كبيرا للسوق خاصة اذا علمنا ان السوق الان قريب من نسبة 61% فيبوناتشي والتي يطلق عليها اغلب المحلليين النسبة الذهبية لانه في الغالب مانجد ارتدادا منها وانتهاء لموجات الهبوط ، وسأرفق شارتين الاول يوضح متوسط 200 يوم عند 6960 تقريبا ، والثاني منطقة 61% فيبو ضمن متتالية فيبوناتشي العالم الشهير .

خلاصة القول ان منطقة 6900 منطقة دعم قوية ولا يوجد أي مبرر حاليا لكسرها بما يتعلق بالسوق محليا ، فمن ابرز المؤثرات على السوق والتي ساعدت على استمرار موجة التصحيح الحالية اخبار اليونان والازمة في منطقة اليورو بشكل عام مما ساهم بكسرها لحاجز السبعة الاف نقطة .

ولكن جاءت تصاريح كثيرة من منطقة اليورو بدعم اليونان والتمسك بكونها ضمن منطقة اليورو واعتقد ان هذه التصاريح ان لم تكن كافية لاخذ انطباع آمن وايجابي للأزمة الا انها على الاقل ستولد صدى كبيرا من شأنه تأثر الاسواق العالمية باتجاه الشمال او الاعلى تفاعلا مع هذه التصريحات الايجابية التي ادلى بها ميركل قبل ايام .
لذلك اعتقد ان السوق يبحث عن قاع صاعد للعودة للصعود مجددا وتأسيس منطقة دعم مهمة لذلك ارى ان انسب المناطق الفنية حاليا والتي تتوافق مع اخبار منطقة اليورو الايجابية بشأن اليونان هي 6900 وباذن الله يكون هنا نهاية الهبوط .

وحتى لا نبحر كثيرا او نفرط في مجال التفاؤل وتحسبا لأي طارىء من شأنه ان يكسر هذه المنطقة فلابد من القول ان هذه المنطقة تحت السبعة آلاف وماحولها مناسبة جدا لكبار المحافظ والتي يكون دخولهم غالبا مجزأ على دفعات حتى لايكون مؤثرا بالسوق او يقتفى اثرهم على الاقل ، لذلك لو تم الضغط اكثر على السوق اسفل هذه المنطقة فذلك سيزيد نسبة الأمن الشرائي بشكل كبير.
ولن يكون المهم بالنسبة لنا عدم كسر هذه المنطقة بقدر ماهو الاهم ان تكون هذه المنطقة مناسبة جدا للشراء .
ولذلك لو تم ضغط أي شركة قيادية بالسوق للاسفل سيكون ذلك بشكل محدود ولن تبتعد كثيرا عن اسعارها الحالية وستجد الكثير من الصناديق والمحافظ وكبار المضاربين في انتظارها .
كل العوامل المحلية تشير الى الايجابية خاصة بعد سنوات عجاف مر بها السوق اتى بعدها زخم ربيعي كبير تلخص بنتائج ايجابية كبيرة وتحسن حتى بمستوى ثقافة المتداول البسيط .
ماجرى هو حديث فني وليس ابدا توصية ببيع او شراء وانما وجهة نظر تحتمل الخطأ والصواب . ( بسام العبيد )