محمد حوى والطعن بالصحابة وصحيح البخاري... د.عطا الله المعاية

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


محمد حوى والطعن بالصحابة وصحيح البخاري

بقلم د. عطا الله المعايطة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم اجمعين الى يوم الدين وبعد
كنت اتمنى على الدكتور حوى ان يرجع الى الحق ويعترف بأخطائه القاتلة في حق الصحابة وصحيح البخاري ، ولكنه تمادى وأخذته العزة بالإثم وانزل ردا على مقالتي السابقة يبدي فيه الاصرار على منهجه الشاذ الذي لم يسبقه اليه الا طوائف الرافضة والمعتزلة وفرق الضلال والمستشرقين من اعداء هذه الامة على مر تاريخها وقد رضي ان يكون هو ضمن هذه الحلقة المشبوهة التي كتب علينا ان نعاصرها ونكتوي بنار حقدها من خلال الاساءة للصحابة والتطاول عليهم بتخطئتهم بصورة فجة لم يعرفها احد في اطار اهل السنة والجماعة والدليل على قولي، هذا الاقتباس الذي اضعه بين يدي القارئ بعد تعهد الدكتور لقسمه بجامعة مؤتة ان لا يعود لمفترياته التي يروجها على طلابه حيث يزعم انها اجتهادات لم يسبقه اليها احد قال الدكتور :' ثامناً- أمّا أن يكون هنالك بعض الأحاديث التي قد تنتقد علميا ونحن وأنتم متفقون على أن الصحيحين ليسا بمعصومين مع اتفاقنا على جلالة مكانتهما ودقة اختيارهما فهل نقد بعض الأحاديث وإن اختلفت الأراء فيها يدل على الطعن فيهما( ولامانع لدي بأن يكون هناك حوار علمي إن شئت حول بعض هذه الأحاديث) .

تاسعاً- وأما الصحابة فلا أحد يتكلم في عدالتهم وفضلهم لكن لم أسمع أن أحدا من العلماء قال إن الصحابي معصوم فلا يخطأ في حفظ حديث أو ضبطه أو حكم ما أو فتوى ولذلك وجدناهم اختلفوا' .

هذا هو قوله في مقالته وهو تماد وإصرار عجيب على منهجه الشاذ الذي لا اعلم ان احدا من زملائه في جامعته او في الاردن واغلب انحاء العالم الاسلامي كله يوافقه عليه لان تفصيلات هذين الرأيين عنده ترجعنا الى المربع الذي نمت اشواكه في قلبه العليل ويحاول ان يروج هذا المنهج الشاذ بمثل هذه العبارات الخادعة التي اصر عليها في منزل العلامة الكبير الدكتور عمر الاشقر شافاه الله عندما نصحه مشفقا عليه من هذا المرتقى الصعب الذي سلكه ويريد ان يدخل فيه طلبة العلم في منبر التعليم الذي هو فيه ولا يستحقه لأنه يريد تأسيس مذهبه الشاذ على كاهل هؤلاء الطلبة الذين خدعهم بأساليبه الماكرة في الطعن واللمز بالصحابة وكتب الصحيح

ولكن هل هذا المنهج الذي يروج اليه الدكتور في نقد الرواية لم يسبقه اليه احد ؟ اقول له ان منهجك مغموس بنبرة الحقد على الصحابة وكتب الصحيح وقد سبقني في كشف اضاليل هذا المنهج الشاذ المنحرف الامام الكبير ابن قتيبة في كتابه تاويل مختلف الحديث فانظر اليه لترى منهج الخير والنصرة للصحابة ولسنة النبي الخاتم وقارنه في منهجك الشكي القاتل ؟ حيث كشف اضاليل المعتزلة سلفك في هذا المنهج الضال .

اما الزعم بان هناك احاديث تخالف عقلك انت فقط ولا تخالف عقول عامة الامة فهذه مشكلتك لعجزك عن البحث عن فهمها من خلال كتب العلماء الثقات الذين تشربت قلوبهم حب السنة ووقفوا امامها باجلال فما لم تفهمه عقولهم تركوا الخوض فيه لأرباب العقول التي فهمته وبقيت هذه السنة يتلالا نورها وجئت اليه لتطفئه بشكك وشذوذ فكرك ؟

هلا كلفت نفسك قليلا يا دكتور الحديث !! الاطلاع على كتاب 'مشكل الاثار 'للامام الطحاوي ليريحك من عناء الشك والحيرة التي تغلي مراجلها في قلبك العليل؟ ام كلفت نفسك ان تطالع تأويل مختلف الحدبث لابن قتيبة ، او كتاب مشكل الحديث لابن فورك ، او الجهد الكبير الذي بذله الامام النووي في شرح صحيح مسلم ، او المباحث العلمية العميقة التي وقف صاحبها ابن حجر بإجلال وإكبار للسنة ورواتها في فتح الباري وغيرهم كثير من ائمة الهدى والخير الذين سمت نفوسهم النبيلة ان يسلكوا مسالك الشك والريبة التي تنثر شرها بين طلبة العلم الذين وهبوك محبتهم وأنت تجرئهم على نقلة كلام المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم .

ان شفاءك يا دكتور من هذا الوبال الذي تعانيه ان تجلس لطلب العلم من جديد وتقرا كتب هؤلاء العلماء الافذاذ خير لك من ان تطل من نوافذ اهل البدع الحاقدبن على الصحابة والسنة، لقد انخدع بهؤلاء الحاقدين الدكتور احمد الكبيسي عندما ظن ان نجم اهل السنة قد افل فأراد مغازلة الشيعة بازدراء معاوية رضي الله عنه على الهواء مباشرة فأذله الله ، واني اخشى عليك من هذا المصير !! وانخدع بهم صهرك الشيخ عذاب الحمش الذي يطبق قواعد علم النفس على الصحابة ليعرف كيف كانت نفسياتهم وهم يروون الاحاديث ليرد احاديث البخاري ، واسالوا عن عذاب الحمش الشيخ المجاهد الدكتور حارث الضاري عندما رد رسالة عذاب لما تحويه من سخف وافتراء ، فهذا منهج ضال مكشوف اربأ بإخواني من طلبة جامعة مؤتة ان يناصروه او ينخدعوا به

واطمئنك يا دكتور بان هذا الزيف سيذهب ويبقى عاره على قائله الا ان يتدارك الله اصحابه بتوبة صادقة مبللة بالدمع لتغسل عنهم عظيم هذا الجرم الذي سلكوا سراديبه المعوجة فسلط الله عليهم من كشف سوءة حقدهم قبل ان تستفحل نار شرهم فتحرق امننا واستقرارنا؟؟

لقد كشفت مقالتي التي نشرتها حقائق مهمة وخطيرة بل جروح غائرة في جسد اهل السنة والجماعة ولقد ازددت يقينا بما نبهت عليه من الفتنة التي يروج لها الدكتور حوى فقد رأيت ورأى القراء معي حجم التأثير الذي احدثه الدكتور في طلبته من خلال تطوعهم بالرد عنه بل ان بعضهم نقل مجموعة من اباطليله الفاسدة وبضاعته الرديئة واني احمد الله على ما صرح به هؤلاء الطلبة الذين هم ضحايا هذا الفكر الشاذ كما اخبرني معظم الاخوة اساتذة الكلية الذين يتبرمون من هذا المنهج الضال ، وكما اخبرني الدكتور احمد عبدالله الذي شاركه في مناقشة الرسالة التي طعن بها في الصحابي الجليل ابي هريرة رضي الله عنه
اذاً نحن امام منهج جديد يؤسس في الاردن لفرقة ضالة تؤسس على يد الدكتور حوى ، فهؤلاء الطلبة انبروا للدفاع عن منهج لا يعرفون مدى خطورته بعد عشر سنوات حيث سيكون عشرات من امثال محمد حوى ، عندها تشيع فتنة عمياء ارجو من المسؤلين في الجامعة ان يتداركوها ويكفونا شرها قبل ان يستفحل خطرها وتنتشر شرارتها ؟

يركز الدكتور المفتون بمنهج الشك على ان الصحابة ليسوا معصومين والبخاري ليس معصوم كلام صحيح ولكن هؤلاء الصحابة هم نقلة كلام المعصوم والبخاري ناقل لروايتهم عن المعصوم صلى الله عليه وسلم فلا تجعل من هذه المقدمة بابا لتلج منه الى الطعن والكذب والافتراء تحت مسمى العقل الذي تحمله في راسك ، بل انك جعلت عقلك انت وتحكمك بالأحاديث هو المعصوم الذي لا تقبل رأيا غيره ، كيف غاب هذا الراي عن علماء وتفتقت عنه قريحتك العليلة يا دكتور ، تواضع قليلا ولا تفتح على الامة ابواب الشر فانها في غنى عن هذه الترهات الباطلة .

وأخيرا سنبقى على الدوام ننافح عن صحابة نبينا وسنته ونستمر في فضح هذا النهج الضال فلا تستثير طلابك لينافحوا عنك وكان الاولى بهم ان يتوقفوا عند الحق ، ودعك من كلمة الضيف فاذا كان كل ضيف اذا اخطا لا يرد عليه خطاه فهذا ماسمعنا به الاولين ولا في الاخرين ، فنحن نرد على ابناء بلدنا اذا اخطاَوا، ونرجو على الدكتور ان يرعوي وينصاع الى الحق فهذا خير لنا وله ولطلابه والا فان ان ابعاده عن هذه الجامعة مطلب ننادي به لوقف فتنته المرتقبة التي يطبخها على نار هادئة .

والله من وراء القصد.

(منقول من موقع زاد الأردن الإخباري http://jordanzad.com/index.php?page=article&id=82884 )