رسالة ختامية من معلم ابني
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد التحية والتقدير
هذه رسالة ختامية وصلتني من معلم الابن ( ابو فيصل ) ( الصف الأول الإبتدائي بمدرسة أحد بمحافظة الرس ) ضمن رسائل متعددة كانت تصلني وتصل كل ولي أمر بشكل مستمر ومتواصل منذ بداية العام الدراسي لأسباب عدة منها ( عند الغياب ـ عند إيصال واجب مطلوب ـ عند التميز ـ عند أي أمر يعتري الطالب خلال وجودة بالمدرسة .... الخ
لذا أحببت أن أنقل لكم تلك الصور لتقديم الشكر وجميل العرفان له بعد شكر الله تعالى لعلنا نقدم له ولو جزء يسير مما قدمه لأبنائنا ولا نملك إلا أن نرفع أيدينا بالدعاء الخالص له بأن يحفظه الله ويوفقه ويكتب ما قدم في موازين حسناته ويسعده بالدنيا والآخرة .
آسف للإطالة وأترك التعليقات لكم . وفق الله الجميع ما يحبه ويرضاه .
نص الرسالة كما وصلتني حررتها هنا للتوضيحها وهي التي كانت بالصورة السابقة
وبالأمس كان التسجيل .........والتهيئة للدراسة....والمقابلة ........ والفرح بالقبول .........وإجازة مفعمة بتفاؤل
وخيال لأشبالكم كيف سيكونون ........وكيف هو معلمه ........كيف سيعتني به ست ساعات تقريبا يوميا.
وبدأنا أسبوعنا التمهيدي وما يعتريه من تقلبات نفسية لطفلكم من تقبل ورفض وتخوف وبكاء وقلق وما الى ذلك .
ثم بدأت الدراسة وأنتم تحاولون استقراء معلم ابنكم للاطمئنان فهو بالنسبة لكم لازال مجهولا
فماذا كتب ؟.......وماذا صحح؟.......وماذا يريد؟......وكيف سيعامل أبننا ؟........هل سيقسو ؟
هل سيعطف.؟...هل سيثقلنا بالطلبات والواجبات ؟
وهل ؟.........وهل ؟.........وهل؟ ...........
وكل يوم تسألون صغيركم عن المدرسة .......وعن معلمه.......وعن أصدقائه......بلا كلل ولا ملل ..
وذلك للاطمئنان ومشاركة ابنكم في عالمه الجديد وتشعرونه أنكم معه حتى في مدرسته .
ومرت الأسابيع وبدأت الرؤية تتضح وتعرفون كل يوم شيئا جديدا .
فكم استمتعتم وأنستم في يوم جاء ابنكم مسرورا من معلمه وزملائه يحمل هدية أو خبرا أو بقايا ضيافة صديقه .
وكم استأتم في يوم جاء ابنكم معاقبا أو متبرما مني كذلك ولا ألومكم..
وتصرمت الأيام كأوراق شجرة في ليلة خريف عاصفة .
وقارب العام على الوداع .... وهاهو يؤذن بطي صفحته .....وكذا نحن كل سنة
ولن يبقى إلا أجر صالح العمل ومخلصه .......
وسيبقى الذكر الحسن بيننا .....
فكل الشكر لكم على بذلكم ....
وكل العرفان على تعاونكم .....
فما رأيت منكم إلا كل خير يحفزني إلى بذل المزيد لأبنائكم الذين هم أبنائي أيضا....
فقد حاولت جهدي وبذلت ما بوسعي فعله مستعينا بالله ثم بخبرتي المتواضعة ....
وذلك احتراما وتقديرا لطرح ثقتكم في شخصي ...
مؤمنا بأن أمانة التربية والتعليم ليست كأي أمانة وما أثقلها .....
وما أبرئ نفسي – راجيا منكم المسامحة والدعاء بالمغفرة – فقد اعتراني من القصور ما هو من طبيعة بني ادم
وختاما
أسأل الله الذي ألف بين قلوبنا في دنياه أن يجمعنا في آخرته تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله لأنا تحاببنا فيه واجتمعنا عليه و افترقنا عليه وأن يلم شملنا في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار بجوار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أخوكم ومحبكم
فهد مناحي المطيري ( معلم صف أول في مدرسة احد الابتدائية بمحافظة الرس)
