مقال من انا

*ﻣﻦ ﺃﻧﺎ ؟*
*ﺍﻹ*ﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﺠﻬﻞ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻷ*ﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺇﻻ* ﺟﺒﺮﺍً ﻭﺣﺘﻤﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ؟ ﻫﻮ ﻓﺠﺄﺓ ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺪّﻣﺎﺕ ﺃﺩﺭﻙ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ! ، ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻳﻦ ﻛﺎﻥ ؟ ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ؟ – ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻺ*ﻧﺴﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ! – ﻭﺇﺫ ﻳﻄﺎﻝ ﺍﻟﺸﻚ ﺍﻟﺬﺍﺕ ، ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻚّ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺤﺪﺙ ﻟﻮﻻ* ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻚ ﻋﻴﻨﻪ ﻳﻄﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺫﺍﺗﻬﺎ ، ﺇﺫ ﻛﻴﻒ ﻧﻔﻬﻢ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻫﻮ ﻟﻐﺰ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺴﺘﻌﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻹ*ﺩﺭﺍﻙ ، ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ !! ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻨﻘﻞ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻷ*ﺳﺄﻝ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻹ*ﻧﺴﺎﻥ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ*ﻗﻞ ﻳﺘﺼﻮّﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ؟ ﻣﺎ ﺍﻷ*ﺻﺪﻕ ، ﻭﺍﻷ*ﻛﺜﺮ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻳﺎ ﺗُﺮﻯ ﺃﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﻮﺕ ؟ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ*ﻗﻞ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ؟ ﻫﻞ ﻫﻤﺎ ﻣﺘﻀﺎﺩﺍﻥ ﻭﻣﺘﻨﺎﻓﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻷ*ﺟﺪﺭ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻛﻞّ ؟ ﺃﻻ* ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ، ﻭﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ* ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻪ ﺑﻞ ﻭﺟﺰﺀ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺯﻣﻨﻴﺎً ﺇﻻ* ﻣﺎﺽٍ ﻣﺎﺕ ﻭﺗﻼ*ﺷﻰ ، ﻭﻟﺤﻈﺔ ﺁﻧﻴﺔ ﻣﺘﺤﺮّﻛﺔ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺎﺿﻮﻳﺔ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ* ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻨﻪ ﻟﺪﻯ ﺍﻹ*ﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ* ﻣﺎ ﺍﺣﺘﻮﺗﻪ ﺫﺍﻛﺮﺗﻪ ﻣﻨﻪ ؟ ﺛﻢ ﺃﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻮﺗﺎً ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻭﻫﻤﺎً ﻭﺳﺮﺍﺑﺎً ﺧﺎﺩﻋﺎً ﻻ* ﻧﻜﺘﺸﻔﻪ ﺇﻻ* ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤُﻄﻠﻘﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ؟! ﺛﻢ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻜﺬﻳﺒﻬﺎ ﺇﻻ* ﻫﻮ ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈﻥ ﺷﻌﻮﺭﻧﺎ ﺑﻞ ﻭﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻩ ﻏﻴﺮﻱ ﻋﺪﻣﺎً ﻣﺤﻀﺎً ﺧﻼ*ﻝ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻫﻮ ﺍﻷ*ﺻﺪﻕ !! .**


*ﺃﻟﻴﺲ ﺛﻤﺔ ﺗﺪﻟﻴﺴﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﺗﻤﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ، ﻭﺗﺰﻭﻳﺮﺍً ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻣﻮﺭﻭﺛﻨﺎ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺣﻴﻦ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ !! ، ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﻴﺎﻫﺎ ، ﻭﻧﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ* ﻣﻮﺗﺎً ﻭﻓﻨﺎﺀً ﻭﺳﺮﺍﺑﺎً ﻟﻜﻮﻧﻨﺎ ﻻ* ﻧﺪﺭﻙ ﺧﻼ*ﻟﻬﺎ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ، ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻓﻮﺑﻴﺎ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻹ*ﻧﺴﺎﻥ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺩﻭﻣﺎً ﻧﻔﺮّ ﻣﻨﻪ ، ﻭﻧﺘّﻘﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺴﺒﻞ ، ﻭﻧﻔﻜّﺮ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ* ﺣﻴﺎﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻧﻜﺘﺸﻒ ﻓﻴﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻭﺫﻭﺍﺗﻨﺎ .**


*ﺃﻛﺎﺩ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﺘﻴﻘﻨﺎً ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻜﺘﺸﻒ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺛﻤﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﺃﺟﺴﺎﺩﻧﺎ ﻟﻢ ﻧﺮﻫﺎ ﺇﻻ* ﻟﻤﺎﻣﺎً ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﻢ ﻧﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮﺓ !! ، ﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ، ﻫﻞ ﻧﻌﻲ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺃﻡ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﺇﻻ* ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﺗﺎﻓﻬﺔ ﻣُﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﺷﻜّﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﺍﻟﻌﺮﻑ ، ﻭﺍﻟﺴُﻠﻄﺔ ، ﻭﺍﻷ*ﺏ ﻭﺍﻷ*ﻡ !! . ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﻀﺔ ﻛﻨﺎ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻭﺗﺤﺘّﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ، ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺘّﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ !! ، ﻧﺤﻦ ﻭﻋﻴﻨﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﺠﺄﺓ ، ﻭﺟﺒﺮﺍً ﺳﻨﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﺣﺘﻤﺎً ﻭﻛُﺮﻫﺎً ﺳﻨﻐﺎﺩﺭﻫﺎ ، ﺃﻟﻴﺴﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ*ﺷﻴﺎﺀ ﺗُﺸﻌﺮ ﺍﻹ*ﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺚ ، ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ ، ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﻜّﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻷ*ﺳﺎﺱ ﻭﻣﺮﺩّ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻟﻢ ﻳﺪﺭﻙ ﻭﺟﻮﺩﻩ ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﺭﻛﺔ ﻟﻮﺟﻮﺩﻫﺎ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ – ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ – ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻲ ﺫﺍﺗﻪ ، ﺇﺫ ﻫﻮ ﻣُﺼﻤّﻢ ﻭﻣﺼﻨﻮﻉ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﻗﺪّﺭﻩ ﻣﺤﻴﻄﻪ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﺍﻟﻌُﺮﻑ ، ﻭﺍﻟﺴُﻠﻄﺔ ، ﻭﺍﻷ*ﺏ ﻭﺍﻷ*ﻡّ ، ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ !! .*