ماجد عبد الله صفقة البليون

ماجد عبد الله و صفقة البليون

عبد اللطيف الملحم


http://www.alyaum.com/News/thumbnail...=article_small
كانت المرة الوحيدة التي قابلت فيها السهم الملتهب ماجد عبد الله في الولايات المتحدة الأمريكية. و قد كان ذلك في العام 1994م أثناء استعداد منتخبنا لمباريات كأس العالم. و لقائي به عندما كنا جالسين في مدرج الملعب التابع لجامعة (رتغرز) بولاية نيوجرسي. و كان المنتخب السعودي يلعب مع نظيره الأمريكي. و قد توقفت المباراة بصورة مفاجئة لهبوب عاصفة رعدية. و الضيف الرسمي في المدرج كان صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان, سفير المملكة في واشنطن في ذلك الوقت. و إذا كانت ذاكرتي غير مشوشة فقد كانت حاكمة ولاية نيوجرسي السيدة (كريستين وايتمان) متواجدة بجانبنا لمتابعة المباراة.اللاعب ماجد عبد الله غني عن التعريف و لذلك لن أقدمه كلاعب. و ما جعلني أكتب عن ماجد عبد الله هو أنني قمت بعملية حسابية واضعا فيها معدل التضخم المالي و أسلوب الاحتراف السعودي و أسعار اللاعبين في الأندية السعودية. فقد قرأت مثلما قرأ الكل الصفحات الرياضية التي تحدثت عن صفقات لانتقال لاعبين في الأندية السعودية. و هذه الصفقات تقدر بالملايين. و الغريب أن كل الأندية تشتكي من مشاكل في ميزانياتها بعد نهاية كل موسم.
لنكن واقعيين في قضية صفقات انتقال اللاعب السعودي من فريق إلى آخر. فقد أثقلت كاهل الأندية و مع ذلك فإن الكثير من اللاعبين دفعت لهم مبالغ لا تساوي ما قدموه في المستطيل الأخضر.
و لكن الغريب في الأمر أنك لو قمت بعمل مقارنة بسيطة بين إنجاز هؤلاء اللاعبين الذين تم شراؤهم بالملايين و إنجازات ماجد عبد الله فسيخطر على بالك أسئلة كثيرة, و هي...ماذا لو كان ماجد عبد الله بمواهبه الكروية و تحقيقه البطولات المحلية و الدولية في وقت الاحتراف؟ فكم ستدفع الأندية لكي تحصل على ماجد عبد الله. و الخاطرة الاخرى هي كم سيتم دفع قيمة صفقة انتقاله من نادي النصر إلى أي ناد آخر في وقت يكون قد حقق فيه بطولة أو هدفا قاتلا أو هدفا أسطوريا كهدفه في مرمى الصين. كما ذكرت مسبقا فقد أجريت عملية حسابية حول قيمة الملايين عندما كان ماجد عبد الله قد جذب انتباه المدرب (بروشتش). فواضح بأن الملايين في تلك الفترة من الممكن أن تكون تعادل ملايين أكثر في وقتنا الحالي. و هل من الممكن أن تصل قيمة ماجد عبد الله في السعودية أكثر من صفقات (بيكهام) و (ميسي). فلو رأينا قيمة شراء (بيكهام) بواسطة الفريق الأمريكي بمدينة لوس أنجليس فهذا يعني بأن الفرق السعودية ممكن أن ترفع فاتورة انتقال ماجد عبد الله لتكون تحت مسمى (صفقة البليون).
لنكن واقعيين في قضية صفقات انتقال اللاعب السعودي من فريق إلى آخر. فقد أثقلت كاهل الأندية و مع ذلك فإن الكثير من اللاعبين دفعت لهم مبالغ لا تساوي ما قدموه في المستطيل الأخضر. و هذا الشيء أضر الاحتراف في الملاعب السعودية. و نحن لا نستبخل على اللاعب السعودي. فهذه طريقة كسب رزقه و لكن ليس بالأسلوب الذي نراه. و انتقلت العدوى للاعب الأجنبي. فإلى الآن لم نستطع جذب لاعب ذي شهرة عالمية. ففي الماضي رأينا اللاعب البرازيلي (ريفالينو). و نتذكر تسديداته الثابتة. و قد تعلم منه الكثير من اللاعبين في ذلك الوقت الجدية و الاحتراف. و كذلك استمتع الجمهور برؤيته في الملعب و جماهير الهلال ترى فيه الورقة الرابحة و مع ذلك استطاع اللاعب السعودي ممثلا في ماجد عبد الله بأن يجاري هذا اللاعب البرازيلي و التغلب عليه في كثير من الأحيان. و كان للمباريات طعم خاص. فقد التقت الخبرة البرازيلية و السهم الملتهب ليمتعا الجماهير بعنصر المفاجأة. لأن كل من (ريفالينو) و ماجد عبد الله لديهم القدرة على التسجيل في أوقات قاتلة و التسجيل في المرمى بدون سابق إنذار. فيا ترى كم كانت قيمة ماجد عبد الله بالملايين في ذلك الوقت؟