خواطر عالمية " كرة ذهبية و مأزق الفيفا "

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ ان بدات تركل المجنونة المستديرة في نهاية كل موسم و نهاية كل بطولة يبدا الجدل حول اللاعب الأفضل في العالم و من هو افضل من لمسها لموسم كامل و من هو من رجح كفة فريقه على المنافسين ..

مرورا ببوشكاش و دي ستيفانو .. التافيني و ريفيرا .. بوبي روبسون و تشارلتون .. جوزيبي مياتزا .. بيليه و سقراط و زيكو .. بكنباور و باولو روسي .. ليف ياشين و دينو زوف .. مارادونا و كلينزمان و مالديني .. جورج وياه و رونالدو .. زيدان و ريفالدو و فيجو .. كاكا و ميسي و رونالدو ..

اسماء مرت في سماء افضل لاعب في العالم و اثبتت انها تستحق ان تكون الافضل بعطاءات تاريخية و انجازات ذهبية سجلتهم نجوما لمعت في تاريخ الساحرة المستديرة .. اسماء لا خلاف على نجوميتها و على مواهبهم و على سحرهم ..

جائزة افضل لاعب في العالم دوما كانت محل نقاش و جدال و كانت جائزة الكرة الذهبية دوما تاتي لتعدل و تنصف لاعبا لم تختاره قوائم الفيفا لأسباب متعددة قد تكون اعلامية و قد تكون مالية و نادرا ما تكون فنية ..

مثلا لاعبون مثل زيدان و رونالدو الظاهرة و ميسي لا ننكر تالقهم و مواهبهم الخارقة و لكن اختيارهم في بعض السنوات للأفضلية قد يكون ظلما لنجوم صنعوا الفرق لفرقهم اكثر من هؤلاء النجوم ..

مثلا في موسم 2003 نجم تشيكي برز و ابدع و فعل كل شي و تالق و سجل و صنع و حمل فريقه على عاتقه محليا و اوروبيا .. في مباراة نص نهائي دوري ابطال اوروبا امام مدريد و زيدان تحديدا فعل كل ما يمكن فعله في كرة القدم و سجل هدفا من اروع الاهداف في مرمى احد افضل حراس العالم و لكن حظه كان قاتما فلم يشارك فريقه في نهائي البطولة ليخسروا امام ميلان .. لم يرشح لجائزة افضل لاعب في العالم و اخذها زيدان !! فأتت الكرة الذهبية لفرانس فوتبول انذاك لتنصف الاشقر التشيكي بالكرة الذهبية و الأفضلية العالمية

في موسم 2004 شيفشنكو و هنري فعلا كل شي في كرة القدم و احرزا بطولتي الكالتشيو و البريمر لفرقهما و هما هدافين للمسابقة و هنري احرز مع ارسنال اعجازا باحراز البطولة بدون اي هزيمة .. لياتي الفيفا ليهدي الجائزة لرونالدينيو الساحر لامور اعلامية و امور دارت في الخفاء .. و ايضا اتت الفرانس فوتبول و انصفت الكونكورد الاوكراني شيفا لتهديه الكرة الذهبية و ضاع تيري العجيب بين الرياح نظرا لتفوق الكالتشيو في تلك الفترة على البريمير و الليجا بسنين ضوئية ..

في موسم 2010 كانت الكارثة .. تم دمج جائزة الفرانس فوتبول مع الفيفا لتصبح جائزة واحدة و ليصبح الفيفا هو المتحكم الرئيسي بها ليفعل ما يشاء .. موسم قدم فيه الهولندي المبدع سنايدر كل فنون كرة القدم و لعب كل المباريات النهائية التي يمكن ان يلعبها لاعب كرة قدم و احرز دوري ابطال اوروبا و الكالتشيو و الكأس الايطالية و كأس العالم للأندية و السوبر الايطالي و لعب مباراة السوبر الاوربي و لعب نهائي كاس العالم و هوا هداف للبطولة فتاتي الطامة من الفيفا ان لا يرشح للجائزة بتاتا !!!!! و تعطى الجائزة للأعجوبة ميسي .. لا نختلف ان ميسي معجزة كروية و لكن الفيفا ظلم من كان يسنحقها باعطائها لميسي تلك السنة ..

سنة 2012 ميسي لم يحرز شيئا يذكر .. رونالدو بطلا لليجا فقط .. روبن و ريبيري سيلعبا نهائي دوري ابطال اوروبا و اخفقا محليا .. كاكا لا زال في الظل .. ابراهيموفيتش لم يحرز شيئا .. تشافي و اينيستا مثل ميسي .. اوزيل كما رونالدو في مدريد .. لامبارد و دروجبا في انتظار نهائي الابطال .. !!!!!

يافيفا مشجعي كرة القدم يطالبون هذا الموسم تحديدا بمعايير واضحة و حساب نقاط صريح لاعطاء الافضلية .. هل هي بالبطولات كما حدث لميسي 2009 ؟ ام بالاهداف و المجد الشخصي كما حدث لميسي 2010 ؟

هل تتغير المعايير و المقاييس لاعطاء الجائزة بالمواصفات و المعايير المطلوبة اعلاميا و ماليا من الفيفا ؟ ام تعطى الجائزة لمن لعب كرة قدم افضل ؟

لماذا لا يوضع في الحسبان العملاقان تشيك و نوير بعد تألقهما المذهل في اوروبا ؟ هل فان بيرسي سيكون له نصيب و هو متالق محليا ؟ هل لإبراهيموفيتش نصيب و هو يحرز اهدافا مجنونة ؟ هل لبيرلو نصيب و هي ينثر الابداع مع السيدة العجوز بدون ان يهزم ؟

اسئلة كثيرة و ورطة كبيرة وقع فيها الفيفا بسبب معاييره غير الواضحة ..

خاتمة : هل تكون بطولة اليورو 2012 هي حبل النجاة لعنق الفيفا ؟؟؟

:rose: