آه يا مجدنا الضايع !! وين كنا و وين صرنا !!

فى عصور إزدهار الدولة الإسلامية ، فى الأندلس .. كان لا يوجد منزل بلا مكتبة ، حتى... قيل أن الأعمى كان عنده فى بيته مكتبة !!

أترون ، أترون مدى إحترام المسلمين القدامى للقراءة و الكتاب ؟

لقد كان الكتاب جزء لا يتجزأ من تقدمهم الحضارى فى شتى المجالات .. حقق الأندلس تقدماً رائعاً فى فترة قياسية

، معتمدين فى ذلك على العلم النافع و البحث المستمر عن العلم الحقيقى و معتمدين كجزء أساسى من تفوقهم على دينهم الإسلامى

و الدليل أننا وجدنا إبن فرناس و الزهراوى و الشريف الأدريسى و إبن رشد و إبن البيطار و غيرهم ..

كنا أسياد العالم ، أنا لا أريد أن أضيع وقتى فى البكاء على الأطلال و البكاء على النهار الذى أنقضى .

. أنا فقط أريد أن نتذكر هؤلاء و نعظمهم حق قدرهم لعل فى يوم من الأيام نصل إلى ما وصلوا إليه ..

ما جعلنى أكتب لكم اليوم هى رسالة قرأتها بُعثت من ملك إنجلترا جورج الثانى إلى خليفة المسلمين بالأندلس هشام الثالث :

نص الرسالة :

أرسل الملك جورج الثاني ملك إنجلترا ابنة أخيه الأميرة دوبانت ورئيس ديوانه على رأسب عثة

مكونة من ثماني عشرة فتاة من بنات الأمراء والإشراف إلى إشبيلية لما كان المسلمين يحكمون الاندلس

لدراسة نظام الدولة والحكم وآداب السلوك الاسلامي وكل مايؤدي إلى تهذيب المرأة. ولقد أرسل رسالة معها هذا نصها:



( من جورج الثاني ملك إنجلترا والغال* والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين

في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام, وبعد التعظيم والتوقير فقد سمعنا

عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة

فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا

التي يسودها الجهل من أربعة أركان, ولقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة

من بنات أشراف الإنجليز تتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف لتكون مع زميلاتها موضع عناية

عظمتكم، وحماية الحاشية الكريمة وحدب من اللواتي سيتوافرون على تعليمهن .

ولقد أرفقت مع الأميرة الصغيرة هدية متواضعة لمقامكم الجليل أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص .

من خادمكم المطيع جورج ملك إنجلترا )




جواب الخليفة الأندلسي هشام الثالث..


( بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين وبعد:


إلى ملك إنجلترا وايكوسيا واسكندنافيا الأجل...



أطلعت على التماسكم

فوافقت على طلبكم بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن، وعليه


نعلمكم أنه سوف ينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي.


أما هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل أبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية


وهي من صنع أبنائنا هدية لحضرتكم وفيها المغزى الكافي للتدليل على التفاتتنا ومحبتنا والسلام.



خليفة رسول الله في ديار الأندلس هشام الثالث.)



المصدر: كتاب الاستذكار لابن عبد البر- المجلد الأول
كتاب "العرب عنصر السيادة في القرون الوسطى" للمؤرخ الإنجليزي السير جون دوانبورت


أريتم كيف كنا .. لم يتعارض أبداً الدين الإسلامى يوماً مع العلم ، فهو الدين الذى يطالب به ..


﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾

إبحث دائماً عن العلم ، كن جائعاً له .. إشعر بشغف بالغ و حب عظيم عند بحثك عنه ..

إقرأ .. إقرأ كل شئ .. القراءة هى الوسيلة الأكيدة التى ستعيد أمجاد أمتنا ..