أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة نظمتها هذه الأيام، وقد نشرتها من قبل في ملتقى أهل اللغة.
1 - أَرَبَّ بعَينيكَ هذا البُكاءُ ** وإِن دامَ أَضرعَ أَو أَسقَما
2 - فما قُلتُ قد رَقأَ الدمعُ إلا ** تَرَقْرَقَ في العَين حتى هَمَى
3 - وما زال دَأْبَكَ حتى خَشِيتُ ** لَعَمْري على مُقلَتَيكَ العَمَى
4 - فَما لي أَرَى رَجُلًا نَأْنَأً ** وقَد كانَ عَهدي به أَيهَما
5 - وما لي أَراه إِذا ما رُمِيْ ** بعَوراءَ لم يَعْدُ أَن هَينَما
6 - لقَد كُنتَ تَرمي إِذا ما رُمِيتَ ** فَما خَوفُكَ اليومَ ممَّن رَمَى
7 - وهَيهاتَ تَسلَمُ مِن بَغيِهِ ** إذا أَنتَ لم تَرْمِهِ كُلَّما
8 - فَما أَحْجَمَ المرءُ إلا تَيَقَّـنَ أَنَّ السَّلامَةَ أَنْ يُقْدِما
9 - ولا يـَمنَعَنَّكَ زُؤْدُ الجَنانِ ** إِذا أَزَمَ القِتْلُ أَنْ تَأْزِما
10 - وإِمَّا سَمِعْتَ صَريفَ نُيوبِ الــعَدُوِّ فَحَرِّقْ لهُ الأُرَّما
11 - ونازِلْ إِذا ما أَرادَ النِّزالَ ** وَدَمْدِمْ عَلَيهِ إِذا دَمْدَما
12 - وإِنْ حاوَلَ السَّلْمَ فَاجْنَحْ لها ** وكُنْ حَذِرًا منهُ أَنْ يَأَثَما
13 - فقَد يُطْفِئُ الحَربَ إِنْ هَرَّها ** فإِن أَنتَ أَطْفَأْتَها أَضْرَما
14 - إِذا كانَ قِرْنُكَ ذِئْبَ الغَضا ** فكُنْ ثَـمَّتَ الأَسَدَ الضيغَما
15 - وإِن كانَ حِقًّا فكُنْ بازِلًا ** أَبَى أَنْ يُـخَيَّسَ أَو يُـكْعَما
16 - ولا تَأْمَنِ الناسَ أَنْ يَأْكُلوكَ ** إِذا لم تَكُنْ مَقِرًا عَلْقَما
17 - وكُنْ جَـمْرَةً تَـجْتَويها الأَنامِـلُ أو شَوكَةً تَسْتَدِرُّ الدَّما
18 - وإِنْ لم تَسُدَّ السَّبيلَ إِلَيكَ ** فَصَيِّرْهُ مُستَغْلِقًا مُبْهَما
19 - فإِن أَنتَ أَفْلَتَّ مِن شَرِّهِمْ ** فَلا تَقْرَبَنَّهُمُ أَينَما
20 - وَلا تَسْأَلَنَّهُمُ ذَرَّةً ** إِذا كُنتَ تَكرَهُ أَنْ تُـحْرَما
21 - فَإِمَّا فَعَلْتَ فأَنتَ الـمُلِيمُ ** وهذا جَزاؤُكَ أَنْ تُذْأَما
22 - وقَد كُنتَ تَرجُو الغَنيمَةَ منهُ ** فَصارَ رَجاؤُكَ أَنْ تَسْلَما
23 - وأَصْدَرْتَ دَلْوَكَ لم تَبْتَلِلْ ** علَى أَنَّها وَرَدَتْ عَيلَما
24 - ومَنْ لم يَـجُدْ بِبِلالٍ لها ** فَكَيفَ تُرَجِّيهِ أَنْ يُفْعِما
25 - إِذا كان يُـمْسِكُ قِيراطَهُ ** فهَيهاتَ أَنْ يُرْسِلَ الدِّرْهَما
ـــــــــــــــــ
1 - أَرَبَّ بعينيك: أي لزمها ولم يفارقها.
4 - النَّأْنَأ: الضعيف الجبان، والأَيهَم: الشجاع.
5 - العوراء: الكلمة القبيحة، والهينمة: الصوت الخفي.
7 - إذا أنت لم ترمه كلما: أي كلما رماك.
وهذا يسميه أهل البلاغة الاكتفاء، وهو أن يكتفي الشاعر ببعض الكلام ويستغني به عن ذكر الباقي إذا كان معلوما. ومنه قول النمر بن تولب ررر:
فإنَّ المنية من يخشها ** فسوف تصادفُه أينما
أي: أينما ذهب أو أينما كان.
وقد تعمدت في قصيدتي مجاراة هذه القصيدة البديعة ومحاكاتها، وإنما هي محاكاة في الوزن والروي فقد، ولم أتكئ عليها في المعاني والصور البتة، فقصيدتي في واد وتلك في واد آخر، ولَبيتٌ من تلك خير من مائة قصيدة مثل قصيدتي.
9 - الزؤد: الذعر، والجَنان: القلب، وأَزَمَ: أي عضَّ، والقِتل: العدو.
10 - الأُرَّم: الأضراس، يقال: فلان يَحْرُق عليك الأرم إذا تغيظ فحك أضراسه بعضها ببعض.
13 - هَرَّها: أي كرهها.
15 - الحِقُّ من الإبل: الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة، وإنما سمي بذلك لاستحقاقه أن يُركب ويُحمل عليه، والبازل: الذي استكمل السنة الثامنة وطعن في التاسعة، سمي بذلك لأن نابه يَبزُل حينئذ.
ويُخَيَّس: أي يذلل، ويُكعم: يقال: كعَمَ البعيرَ إذا شد فمه في هياجه لئلا يَعَضّ.
16 - الـمَقِر: الـمُرّ.
17 - تَجتَويها: أي تكرهها.
21 - الـمُليم: الذي أتى ما يستحق أن يُلام عليه، وتُذأم: أي تُذَمُّ وتُعابُ وتُحقَر.
23 - العَيلَم: البئر الكثيرة الماء.
25 - القيراط: نصف الدانِق والدانِق سُدُس الدرهم.
