أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
*~*طوّر نفسك*~*
تجلس مع بعض الناس وعمره عشرون سنه ..فترى له أسلوباً ومنطقاً وفكراً معيناً.. ثم تجلس معه وعمره ثلاثون فإذا قدراته هي هيَ لم يتطور فيه شيء .. بينما مع آخرين فتجدهم يستفيدون من حياتهم تجده كل يوم متطورا عن اليوم الذي قبله
بل ماتمر ساعة إلا ارتفع بها ديناً أو دنيا ..إذا أردت أنواع الناس في ذلك..فتعال نتأمل في أحوالهم واهتماماتهم ..
القنوات الفضائية مثلا..
من الناس من يتابع ماينمي فكره المعرفي ويطور ذكائه ويستفيد من خبرات الآخرين من خلال متابعة الحوارات الهادفة ..يكتسب منها مهارات رائعة في النقاش .. واللغة .. والفهم ..وسرعة البديهة .. والقدرة على المناظرة ..وأساليب الإقناع ..
ومن الناس من لايكاد يفوته مسلسل يحكي قصة حب فاشلة .. أو مسرحيه عاطفيه.. أو فيلم خيالي مرعب.. أو أفلام لقصص افتراضيه تافهة ..لاحقيقه لها ..
وتعال بالله عليك وانظر إلى حال الأول وحال الثاني بعد خمس سنوات ..أو عشر..
أيهما سيكون أفضل في مهاراته في القدرة على الاستيعاب ؟ في سعة الثقافة في القدرة على الإقناع ؟ في أسلوب التعامل مع الأحداث ؟ لاشك انه الأول ..بل تجد اسلوب الأول مختلفاً ..فستشهاداته بنصوص شرعية او أرقام وحقائق .. أم الثاني فستشهاداته بأقوال الممثلين .. والمغنين.. حتى قال احدهم في معرض كلامه والله يقول اسع ياعبدي وأنا اسعى معاك !! ..فنبهناه إلى أن هذه ليست آيه فتغير وجهه وسكت ثم تأملت العبرات فإذا الذي ذكره هو مثل مصري انطبع في ذهنه من أحد المسلسلات!! نعم كل إناء بما فيه ينضح .. بل تعال إلى جانب أخر في قراءة الصحف والمجلات كم هم أولئك الذين يهتمون بقرأة الأخبار المفيدة والمعلومات النافعة التي تساعد على تطوير الذات وتنمية المهارات وزيادة المعارف بينما كم الذين لايكادون يلتفتون إلى غير الصفحات الرياضية والفنية !!حتى صارت الجرائد تتنافس في تكثير الصفحات الرياضية والفنية على حساب غيرها قل مثل ذلك في مجالسنا التي نجلسها وأوقاتنا التي نصرفها فأنت إذا أردت أن تكون رأسا لاذيلا احرص على تتبع المهارات أينما كانت درّب نفسك عليها كان عبد الله رجلاً متحمساً لكنه تنقصه بعض المهارات خرج يوماً من بيته إلى المسجد ليصلي الظهر ..يسوقه الحرص على الصلاة ويدفعه تعظيمه لدين ..كان يحث خطاه خوفا من أن تقام الصلاة قبل وصوله إلى المسجد مر أثناء الطريق بنخلة في أعلاها رجل باللباس مهنته يشتغل بإصلاح التمر عجب عبد الله من هذا الذي مااهتم بالصلاة وكأنه ماسمع أذاناً ولا ينتظر اقامه فصاح به غاضباً انزل للصلاه فقال الرجل بكل برود طيب :طيب :فقال عجل ..صل ياحمار !! فصرخ الرجل أنا حمار ثم انتزع عسيباً من النخلة ونزل ليفلق بها رأسه!! غطى عبد الله وجهه بطرف غترته لئلا يعرفه فانطلق يعود إلى المسجد نزل الرجل من النخلة غاضباً ومضى إلى بيته وصلى وارتاح قليلاً ثم خرج إلى نخلته ليكمل عمله دخل وقت العصر وخرج عبد الله إلى المسجد مرّ بنخله فإذا الرجل فوقها فغير أسلوب تعامله ..قال السلام عليكم.. كيف الحال قال الحمد لله بخير .. قال بشر كيف الثمر هذه السنة .. قال الحمد لله قال عبدا لله: الله يوفقك ..ويرزقك ..ويوسع عليك ..ولا يحرمك اجر عملك وكدك لأولادك.. ابتهج الرجل لهذا الدعاء ..فأمن على الدعاء وشكر ..
فقال عبد الله :
لكن يبدو أنك لشدة انشغالك لم تنتبه إلى آذان العصر قد أذن العصر .. والاقامه قريبه .. فلعلك تنزل لترتاح وتدرك الصلاة وبعد الصلاة أكمل عملك .. الله يحفظ عليك صحتك
فقال الرجل إن شاء الله .. إن شاء الله..
وبدأ ينزلق برفق ..
ثم اقبل على عبد الله وصافحه بحرارة
وقال:أشكرك على هذه الأخلاق الرائعه أما الذي مر بي الظهر فياليتني أراه لأعلمه من الحمار !!
مهارتك مع الآخرين..
على أساسه تتحدد طريقة تعامل الناس معك
المصدر:كتاب استمتع بحياتك ~ لدكتور/ محمد العريفي ~
