يوم ينطقها الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين






حين تصفو النفس و يعي العقل مالنا وما علينا في هذه الحياه
وحين يرفف القلب مشتاقا لساعة وتر في ظلام الليل الحالك
او تواقا لصدقة تطفيء ذنوب ومعاصي لانكل ولا نمل من ارتكابها
او رغبة في وضع اعيننافي كتاب الله لمد البصر بنور اعجازه ومعانيه
ومرة وقفت عند تلك الاية التي شغلت تفكيري وشلت عقلي
وجعلتني احاسب نفسي واراجع اخطأئي وعثراتي تجاه نفسي
وذنوب ومعاصيي تجاه ربي
قال تعالى:
( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
اية تحمل من الاعجاز والعظة والعبرة الشيء الكثير
نظرت الى يداي ورجلاي وتحسست لساني
بماذا تشهدون علي ياجوارحي امام ربي واما جميع البشر
في ذلك اليوم العصيب حين نقف بين يدي الله تعالى الواحد القهار
يوم العرض والحساب يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
سوف اعجز انا وغيري من الناس عن النطق وعن الحركة وعن الاجابة حين
يحاسبنا الله فتنطق جوارجنا بأمر الله ان انطق كل شيئ.
جاء في الحديث
: حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : أخبرنا عمرو , عن دراج
, عن أبي الهيثم , عن أبي سعيد , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :


" إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله , فجحد وخاصم , فيقال له :
هؤلاء جيرانك يشهدون عليك , فيقول : كذبوا ! فيقول : أهلك وعشيرتك ,
فيقول : كذبوا ! فيقول : أتحلفون ؟ فيحلفون , ثم يصمتهم الله , وتشهد ألسنتهم
, ثم يدخلهم النار " .
حين تشهد الالسنة يوم القيامة ماذا ستقول
هل ستشهد ان ذلك الشاب قد سب وشتم وقذف وجرح ذلك الرجل
هل ستشهد على المرأة التي اغتابت ونمت واساءت لجيرانها
ولقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار
وتنفق وتتصدق ، ولكنها تؤذى جيرانها بلسانها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم
\" لا خير فيها هي من أهل النار
ماذا ستقول الالسنة حين تشهد عى ذلك الرجل الذي حلف واقسم وعاهد
بغير الله تعالى
ورجل اخر يكذب ويفتري ويشهد الزور وينافق
معاصي وذنوب واثام وكبائر وصغائر سخر لسانه لارتكابها
هذا حين تشهد الالسنة فبماذا ستشهد اليدين
وماذا ستخبر عن بنو ادم من ذنوب ومعاصي
فكيف اذا شهدت على رجل جعل من يديه وسيلة مؤذية وسلاح فتاك فرجل قتل وقتل
واحد او اثنين او مجموعة من الناس
واخرسرق ونهب واختلس الاموال وزورها
واخرى سيدة شهدت عليها يديها حين امتدت على ممتلكات وحوائج
غيرها فأخذتها بعلمهم او بدون علمهم ولم تردها.
واخرى او اخر مد يديه بالضرب على طفل اوشيخ او على الاب او الام
او على مسكين ضعيف لايقدر على الدفاع عن نفسه.
او ماستشهد عليه الايدي مما راج وشاع مؤخرا بين الناس حين انتشرت
الاجهزة الالكترونية
من اطباق فضائية وانترنت واجهزة الهاتف النقال وكل ما في ذلك
فتلك اليد التي انتقلت بين قنوات الفجور الفضائية وتلك اليد التي فتحت قنوات
اليوتيوب الاباحية
وذلك السب والشتم والقذف والالفاظ البذئية التي يقضي فيها البعض ساعات
طويلة وهو يقلب اصابعة بين حروف جهاز الحاسوب او الهاتف ويجمع السيئات
وينشرها هناوهناك ناسيا بأن هذة اليد الصامتة سنطق حين يأمرها الله تعالى
فتكون شاهدا عليه يوم الحساب
والامر ينطبق على النساء فظهر ت انواع من الذنوب والسيئات في المنتديات و
الواتس اب والتويتر اما عن طريق التعارف المحرم بين الرجال والفتيات الذي يؤدي للضياع
او ما مايعرف بالغيبة والنميمة الالكترونية خاصة بين النساء
بتسخير اصابع اليد لها
فيا حسرة وياندما على من شهدت عليه يديه في ذلك الموقف الصعب بتلك
الذنوب الكبيرة والمعاصي الجمه
ويا حسرة على ارجل واقدام شهدت على صاحبها يوم العرض والحساب فكم
من اقداد وارجل ساقت صاحبها الى طريق الفواحش والضلال الى طريق المحرمات
والمعاصي
طائعا للشيطان ومغضبا لله تعالى
وكم من فتاة غافلت والديها فتسللت ليلا او نهارا فانطلقت الى المحرمات مع
من لايخاف الله
وكم من اقدام ركلت وداست واذت حين اراد صاحبها ان يقسو ويتجبر على الناس لكن
الجبار تعالى جعلها شاهدة عليه يوم العرض والحساب
وغير ذلك واكثر واعظم من معاصي وذنوب وخطايا لاتعد ولاتحصى اين سيكون المستقر
وما هو المصير جنة عرضه السموات والارض او نار جهنم وسعيرها اعاذانا الله واياكن منها
هذا هو السؤال الذي يجب على كل منا ان يسأله لنفسه وان يعد له العدة
وطوبى لمن جعل لسانه شاهدا له بالطاعة والذكر والاستغفار
جاء في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ - قالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
-: ((طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَاراً كَثِيراً)) ، وعن الزبير بن العوَّام رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها الاستغفار
وهنيا لمن مد يديه بالصدقات والطاعات ونشر الخير والدعوة الى الله في المنتديات والمواقع الاسلامية
وهنيا لاقدام سارت بصحابها الى طريق الخيرو الفلاح فسخرها بين حج وعمرة والسعي
بالاصلاح بين الناس والدعوة الى الله في كل مكان.




اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تُهون به علينا مصيبات الدنيا ، ومتّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث مِنّا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا