الحسد..و المجتمع و الآثــار!!
	
	
		الحسد..و المجتمع و الآثــار!!
إن  الحسد: هو تمني الحاسد  زوال النعمة  عن الغير , و إن لم يصر للحاسد مثلها , و هذا النوع من الحسد حرام , يقول الله تعالى : (  وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك  بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون ) 51 , القلم , و يقول جل جلاله : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب و الحكمة و آتيناهم ملكا عظيما |) 54 النساء ,  و قال صلى الله عليه وسلم :( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) رواه مسلم ,  و يسمى الحسد ( العين ) أي الإصابة بالعين , و يقال : عائنٌ   للحاسد ، وهو مِعيانٌ، وعَيون للمبالغة في العين , و يقال  :  مَعِينٌ، ومَعْيون للمصاب بالعين . و  إن الله تعالى أنعم على عباده  كثيرا من النعم التي لا تعد و لا تحصى في كافة ميادين الحياة , و لكن هناك تلك النفوس الرديئة  التي لا تحب الخير للمؤمنين , و يسوءها أن ترى نعم الله على عباده , فتحسدها على تلك النعم , فالحسد من أمراض القلوب التي تعالج بالرقية الشرعية السليمة , و للحسد أسباب عديدة , و آثار كثيرة  منها : ضعف الوازع الديني عند الحاسد ,  و نفي الإيمان الكامل عن الحاسد , و انتشار العداوة بين المسلمين , و رفع الخير من المجتمع ( لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا ) , أو لا يحتمل و لا يتحمل  الحاسد نعمة الله على  المحسود , فإن رآه ذا مال أو علم أو جاه أو سلطان , فهو لا يطيق ذلك , و يتمنى زوال النعمة  عن أخيه , و لا يرضى بمثلها حسدا من نفسه  , بل يطمع بالشيء الكثير , ويسعى جاهدا لاهثا  وراء الجاه و الرئاسة  و خلف حطام الدنيا و متاعها الزائل بسبب حسده ,  فيكره الناس الحاسد كرها شديدا و يمقتونه , أو ظهور فضل النعمة , أو الكبر بتلك النعمة  على الآخرين ,  و عدم التواضع مما يسبب انتشار الحسد , أو الخوف  من فوات المقاصد وذلك  إذا كثر زحام الناس على  مقصود واحد ، فإن كل واحد يحسد صاحبه في كل نعمة  ينفرد بها , و من أسباب الحسد :  خبث النفس  و لؤمها وشحها بالخير لعباد الله تعالى ، فإنك تجد بعض النفوس  إذا وصف له  حال بعض المؤمنين الطيبة ، فإنه  يشق ذلك عليه ، و لا يريد الخير للناس , و لو كانت النعم من الله الرزاق , فهو من شدة بخله  يريد أن يبخل بما عند الله على عباده المؤمنين . لذلك ينبغي على المسلم أن يتحصن من شياطين الجن و الإنس بالأدعية القرآنية و النبويــــة  .
                                                       
                                                               عبد العزيز السلامــة ـ أوثال