جمهور الهلال على طريق الأندلس !!

.
.
.
.

أقولها متحسراً متأسفاً على أيام خلت كان فيها جمهور الهلال يملئ الملز " ظهراً " تحت
أشعة شمس حارقة ، ليرتوي من نبع الفنائل الزرقاء ، دونما امتعاض أو شكوى من رجل
أمن أو " صبّة حارقة " !

لله ذلك المشجع المخلص الوفي العاشق بفعله قبل قوله . يطوي الليالي والأيام بإنتظار هلال
يمحو بفنه كدر الحياة ومشاّقها ، ليعيش على وجبة الإمتاع يومه وغده مدافعاً عن هلاله
ومتهكماً على أنصار خصوم الهلال في الحارة والمدرسة والمكتب .

*****

أجيال من مشجعي الهلال عرفتهم من حولي وأستقيت منهم قصص الإخلاص والوفاء ، بعضهم
أحب الهلال منذ ولادته ، ودعمه في كل أطوار نموه ، حتى رآه متسيداً وزعيماً على
الكل ، ومع ذلك مازال يقف خلفه داعماً وفق استطاعته وقدرته الجسدية والروحية .

لم يكن الهلال بالنسبة لهم مجرد عارضٍ على مسرح الرياضة إما أن يمتعهم أو يتركوا القاعة ، بل
كان جزءً من ذاتهم ، ينتمون إليه ويفخرون كما يفخرون بأصولهم ومناطقهم وأمجاد أجدادهم .

كانوا يعرضون خدماتهم على النادي من دون مقابل ، بل وصل بهم العشق وصدق الإنتماء إلى بذل
المال ليتمكنوا من خدمة هلالهم ومن مواقع خلف الستار لايرجون منها ضوءً ولا شهرة . تلك أجيال
البدايات التي غمرت الكيان بجميلها دون منّة بل بوافر الإمتنان !

جاءت من بعدهم أجيال لاتقل عنهم ولاءً ومحبةً وصدق إنتماء ، وإلى وقت قريب كان جمهور الهلال
مضرب المثل في الدعم والمؤازرة والمحبة ، ولكن هيهات من يعيد لنا الزمن الجميل !

*****

اليوم السواد الأعظم من جمهور الهلال إتخذ منحى جديداً بعيداً كل البعد عن دوره المفترض في
دعم الفريق ، وراح يلبس جهلاً عبائة الناقد والتي قللت من قيمته كثيراً حتى تنازل عن مكانته
العليا ، فمن كان يلقب سابقاً باللاعب رقم واحد ، أصبح اليوم كالغراب الذي أراد من فرط جهله
مخالفة الطبيعه معترضاً على مشيته الفريدة ليقلد مشية الحمامة في غنجها ، فلا هو حقق مراده
ولا حافظ على مشيته !

*****

أظن أدوات التواصل الحديثة بدايةً من المنتديات الإلكترونية وانتهاءً بمواقع التواصل الإجتماعي
كانت هي مفترق الطريق بالنسبة للجماهير ، فبدل التوجه إلى الملعب أو النادي لبرهنة العشق
والولاء وصدق الإنتماء ، أصبح التوجه إلى الغرفة وأمام الشاشة ولوحة المفاتيح للأسف .

*****

المشجع ولد من رحم النادي ، وبذلك هو منتمي وليس تابع ، والإنتماء يوجب الدعم والمؤازرة
والتأييد . نحن أبناء الهلال الأب والوطن والمُثل والقيم ، والعيب كل العيب أن تخلو المدرجات
وتمتلئ المنتديات سواء بالمطبلين أو المحبطين المثبّطين ، فما لهذا تبنّانا الهلال ، وما بذاك
يتعملق الهلال ويتسيّد .

*****

في الهلال هلاليين يديرون الدفّة بالمال والجهد والفكر ، وفي الهلال أعضاء شرف عركتهم
الرياضة وسبروا أغوارها يقوّمون ما مال ويصلحون ما انكسر ، وفي الهلال رجال إعلام
يمهّدون الدروب ويكشفون العيوب ، ولن يصلح العقد إلا بنا نحن رجال المدرجات ، فنحن
بالنسبة لهم كالخيط الناظم ، ومن دوننا لن تقوم للهلال قائمة ، وبذلك نزّف الهلال على المقام
الحزين إلى مرقده الأخير ، في كتب التاريخ مزيناً بمداد الذهب ، كما زفّ
المسلمون الأندلس دون قصدهم ، فياليت قومي يعلمون !




كتبه لشبكة الزعيم الموقع الرسمي لنادي الهلال
أخوكم / أبو سواج
كونوا بخير ،،

.
.
.
.
.
.
.
.