[ الركن الغائب في صـــــلاتنا..! ]
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ لله، والصَّلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
.
.
قال تعالى: [وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين]
لاحظوا كيف ربط الإنتفاع بالذكرى بالإيمان، فعلى قدر إيمان العبد يكون انتفاعه بالذكرى.*
فلو جلس أحدُنا يتأمل في صلاةِ المسلمين ..!! لوجد أنَّ كلَّهم يأتي بـمعظم الأركان المطلوبة في الصلاة؛
كـ/تكبيرةِ الإحرام والقيام والركوع والسجود،
ولكنْ في الوقتِ ذاته كثيرٌ من المصلين يُخِلُّ بهذا الركنٍ العظيم،
الذي لا تصح الصلاة إلا بالإتيان به،
بل وإن هذا الركنَ يصاحبُ معظمَ الأركان الأخرى؛
بمعنى أنه لا بد من الاطمئنان في القيام والركوع والسجود والجلوس.
ما المقصود بـ الإطمئنان؟
المراد مِنَ الاطمئنانِ في الصلاة:
السُّكون بقَدْرِ الذِّكرالواجب، فلايكون المصلي مطمئنًا إلا إذا اطمئنَّ في الرُّكوع بِقَدْرِ ما يقول: "سبحان ربِّي العظيم" مرَّة واحدة،
وفي الاعتدال منه بقَدْرِ ما يقول: "ربَّنا ولك الحمدُ"،
وفي السُّجود بقَدْرِ ما يقول: "سبحان رَبِّي الأعلى"،
وفي الجلوس بقَدْرِ ما يقول: "رَبِّ اغفِر لي"، وهكذا.
قال ابنُ حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج":
'وضابطُها أن تسكُنَ وتستقِرَّ أعضاؤُه'.
وقد جاء في "صحيحِ البخاري" من حديثِ أبي حميد الساعدي -رضي الله عنه-:
(فإذا رفع رأسَه استوى حتى يعودَ كلُّ فقارٍ مكانَه).
وفي "صحيح مسلم" من حديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-:
(فكان إذا رفع رأسَه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائمًا)
فهذه الأحاديث وما شابهها
تدل على أنَّ الاطمئنان هو [الاستقرار في مواضع الصلاة] ،
وعدم العجلة بالانتقالِ إلى الركن الذي يليه،
إلا بالبقاء قليلًا حتى يرجع كلُّ مفصلٍ وعظمٍ إلى مكانه.
هذا الحديثُ الشريف المعروف بحديث المُسيء صلاته،
نسبةً لهذا الرجلِ وهو خلاد بن رافع -رضي الله عنه- هو العمدة في بابِ الاطمئنان في الصلاة،
وقد تبيَّن أنَّ النبي http://forum.ma3ali.net/images/smilies/pbuh.png لما أمرَ هذا الرجلَ بإعادةِ صلاته بسبب إخلاله بالاطمئنان...
أنَّ الاطمئنانَ ركنٌ لا تصحُّ الصلاة إلا به.