مقارنة بين علل الدارقطني وبيان الوهم والإيهام لابن القطان

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ظو وصلى الله على سيدنا محمد وىله وصحبه أجمعين

أما بعد

فقد عزمت على القراءة في كتاب بيان الوهم والإيهام لما سمعت عنه بكثرة من الثناء والمدح عليه من قبل أهل الشأن , والساعة أكلمت قراءة الدراسة المستفيضة التي قام بها الدكتور الحسين آيت سعيد , وأعجبت بها , وبالجهد المبذول في إخراج الكتاب .

وقبل ختم الدراسة بصفحة بل أقل من صفحة (صــ508) وجدت يقول :
"وإذا كان الحافظ الدارقطني من أوسع من تكلم على علل الأحاديث في علله , فإن كتاب ابن القطان أجل منها مادة ومنهجا .
فأما من حيث المادة , فعلل الدارقطني تبلغ أحاديث مادتها زهاء ألفي نص ونيف , وبيان الوهم والإيهام فيه زهاء ثلاثة آلاف نص .
وأما من حيث المنهج , فإن الدارقطني يجمل الكلام في الغالب على علل الأحاديث , ولا يفصل فبها تفصيلاً كاملاً , ولا ينسبها لمصادرها , وإنما يسردها مجملة , بينما ابن القطان يفصل , ويقارن , ويعلل , ولذا لا غرابة في افتخار ابن القطان بعمله هذا , وأنه يكاد يكون مما لم يسبق إليه , فهو افتخار في محله .
وبالمقارنة بينهما ينجلي الفرق لمن يرغب في المزيد , ممن لم يأسره التقليد "

لا أخفيكم هالني هذا الكلام لكثرة أيضاً ما قرأنا وسمعنا عن علل الدارقطني وأنه أعجوبة من أعاجيب الدهر , وأن على كتابه المعول في علم العلل , بل سألت مرة الشيخ صلاح الدين الإدلبي وكنت قد سمعت أنه ممن له في العلل عن بيان الوهم والإيهام فقال لي : الكتاب أعطي فوق حجمه , الشاهد : هل ما قاله المحقق عن تفضيل بيان الوهم على علل الدارقطني كلام صائب , أو على أقل تقدير هل يمكن مقارنة أحد الكتابين بالآخر , لاسيما وأن ماذكره المؤلف قد يقتنع به الطالب المبتدئ مثلي من حيث المنهج فابن القطان يبين لما علل الحديث بخلاف جبل الحفظ الدارقطني .