نمور الجبل

<div>· عشرة على عشرة.. قد أقولها.. بل قلتها فعلاً عقب خروجي من الامسية الثقافية التي جرت أمس الاول في مدينة الطيبات واحتفلنا فيها بالمولود الابداعي الجديد للدكتور عبدالله مناع ( جدة .. الانسان والمكان ).. وقد أقولها أيضا وبأثر رجعي لهذا " المناع " الذي أمتنع في الثمانينيات الهجرية عن الانسحاب من منصبه كسكرتير عام لنادي الاتحاد وظل صامداً في وجه التحديات التي كانت تعصف بالنادي آنذاك.
· هذه الروح الاتحادية الاصيلة عند المناع شدتني قبل غيرها لحضور حفل توقيع الكتاب الجديد.. ورغم أن مقدم الحفل الزميل عدنان صعيدي لم يتطرق لتلك المحطة الرياضية الهامة التي توقف فيها المناع في مشواره الطويل إلا أنه مر مرور الكرام على المحاضرة التي ألقاها أديبنا بعد ذلك في نادي الاتحاد تحت عنوان ( المستقبل ).
· أربعون عاماً تقريبا مضت على تلك المحاضرة لكنها لا تزال رقماً هاماً في رصيد المناع الأدبي.. ومع أني لا أعرف مضامينها ولا محاورها لكن عنوانها ( المستقبل ) دعاني لشيء من التأمل في إختياره لهذه المفردة الزمنية بكل ما فيها من استشراف وتطلع وطموح ليزج بها في النادي رقم واحد ويسكبها في أسماع الاتحاديين.
· واليوم.. وبعد هذه النكسة التي تعرض لها العميد وإنزلاقه المتواصل في درب الخسائر عادت كتيبة النمور من معسكرها الخارجي في جبل علي.. عادت بعد أن غسلت همومها بمياه الخليج وأزاحت عن صدرها صخرة الاحباط وفتحت صفحة جديدة من الأمل في ( المستقبل ).
· بالتأكيد ليس مستقبل الدكتور المناع الذي دارت حوله محاضرته القديمة والشهيرة لكنه مستقبل الاتحاد الذي يتطلع إليه عشاق هذا الكيان الكبير.. فهناك يقين تام لدى كل الاتحاديين بأن استفحال الفوضى واستحكام التخبط لا يعني إلقاء السلاح ورفع راية الاستسلام.. بل هم على موعد دائم ومستمر مع المستقبل لأن ( القادم أحلي ).
· صحيح أن مخرجات الأيام العشرة التي قضاها الفريق في معسكر دبي لم ترتق لمستوى التطلعات الفنية لأسباب عديدة عرّجنا عليها سابقاً إلا أن المكتسب الوحيد الذي عاد به النمور من ذلك الجبل يكمن – من وجهة نظري - في استحضارهم خطورة المرحلة التي وصل إليها الفريق واتفاقهم جميعاً بحضور الجهازين الفني والاداري على طي صفحة الخسائر التي دفعت بهم لذلك المركز المتأخر في سلم الترتيب وفتح صفحة جديدة من الأمل في إستعادة التوازن وصناعة مستقبل اتحادي أفضل.
· بعض الأزمات الخانقة والمحبطة تستدعي لحلها والخلاص منها القيام بصدمة قوية من طراز التغيير.. تغيير المكان.. تغيير السكان.. تغيير الجو حتى ولو كان مصحوباُ بعواصف ترابية كالتي مرت بجبل علي وألغت حصة التدريب الأخير لكتيبة النمور.
· وقبل لقاء القادسية محلياً وبختاكور آسيوياً.. لا نريد الافراط في التفاؤل بما هو قادم.. فالمسألة حتى الآن مجرد تحسن نوعي في معنويات الفريق ليس إلا.. وتبقى هنالك حاجة ملحة لاستكمال العلاج والقيام بعمل فني وإداري مكثف للدخول بالفريق نحو منعطف جديد يستعيد فيه التوازن ليتذوق طعم الفوز.