حيناً .. أرتحل بكافة صوري وأشكالي الثلاثية الأبعاد .. لنقطة بعيدة جداً لا يصل إليها أي خط رسم هندسي
فأفاجأ .. بخطين متوازيين يحفاني من جانبيّ ..!
يحتوياني .. ويحسراني بينهما ..
أحاول الهرب .. فأركض بعيداً .. ألهث .. أتعب أريد أن أرى ما ورائهما ..
فلات ساعة مخرج !
أبقى .. جالساً حيث الدنيا كلها هما ذلكما الخطان ..
ألتفت للآول .. فأراه يبتسم ..!
أقبل عليه .. ولكني أتذكر أن هناك خطاً آخراً خلفي ..
أحاول أن لا أعطيه ظهري .. أستدير !
وأتذكر الأول !
تصيبني الحيرة .. وأقف مشدوها .. فأواصل المسير .. وعن يميني خط وعن يساري خط ..
أمشي طويلاً .. وعن اليمين وعن الشمال .. رنين !
الجبال .. والأزهار .. والتلال والأنهار ..
وكذا السهول والوديان والبحار والقفار ..
كلها .. ذلكما الخطان ..
قرأتهما .. وأبحرتُ في أعماقهما !!
قررتُ أخيراً .. أن أستلقي .. لأكون خطاً متقاطعاً معهما ..
فأكون الحبل الواصل .. ونقطة التقاطع ..
بالفعل .. بالكاد وأنا أتمدد .. وتمتد يداي إلى أقصى نقطة .. وأصابعهما تكاد التمزق من الشدة !
وأثني قدميّ .. وأحاول أن ألتمس الخط الآخر بأطرافهما ..
أخيراً ..
التمس الخطان .. وتناقلت المشاعر بينهما ..
فأحسستُ بالشعور يتصبب في عروقي .. وبالنبض يسري في دمي ..
امتدت على جثتي .. كل صنوف الحب وألوان العشق ..
بدت .. تسير قشعريرة الحياة في خلاياي ..
وبدأت أنفاسي تعلو وتهبط .. وأمارس زفير اليأس وشهيق الأمل ..
تفتحت عيناي .. لأرى أفنان الورد وأحلام الزهر ..
اتصل القلبان .. أعني الخطان ..
