منذ سنين خلت
قرر السندباد ان يغامر
ركب السفينة و رحل
و رحلوا هم معه
بعيدا لما وراء البحارنحو تلك البلدان الغريبه
حيث تنتظرهم جبال من ذهب
و انهار من نبيذ و عسل
ليشتروا البهار و البضائع
و يعيشوا الغرائب
مرت سنه
وعاد السندباد وحده
اراها في احلامي
سفينتهم وقد جرفتها المياه
و حبيبي هناك بعيدا تتلاطمه الامواج
و البحاره كلهم غرقى
ونعم
نعم
لقد استحوذ السندباد على سارية الخشب وحده
مالبث لدينا سنه ثم غادر
وعاد بعد سنين محملا بالجواهر و الكنوز و الذهب
و اعطى لكل امراة ملاح كيس دراهم
الا انا
طلبت ان اعطى سارية الخشب
اعلق بها ثياب بحاري و ماتبقى فيها من رائحة الملح و العرق
و ادعها تطفو فعسى ان تصل اليه
على جزيرة غير مأهوله
لاذ بها
فيكتسي بثيابه القديمه و يدفء جسده بنيران حطبها
و ربما تطفو بعيدا....بعيدا
فتجد روحه الغريقة هائمه في البحار العريضة
فتتعلق بساريتي روحه المتعبة
فيلقى قليلا من الخلاص بعدما ضل الطريق امدا طويلا
فيجدف بها هناك حيث التقاء الاشراق و الغروب
و تمازج الليل و النهار
هناك حيث تنتظره مغامرته و كنوزه المخبئه
على رمال ذهبيه يسجد لله شكرا
لقد وجد اليابسة
يراني امامه شابه كما كنت
اخر مرة راني
ووسيما كما اتذكره
ونعش معا
نحكي عن مغامرات السندباد ...نجمع الاصداف ...وتطير باحلامنا العنقاء
