الإتحاد، كيان ووله و هيام !!
<div>http://www.alg4.com/up/bismillah/1.gif
لم أتجاوز سنتي الخامسة،
http://www.aleqt.com/a/620879_194703.jpg
لأجد إخوتي و من حولهم (الوالد) ملتفين حول جهاز التلفاز، يتابعون و بحماسة ذلك الفريق المقلم،
http://www.hayah.cc/forum/imgcache/49562.png
"هذا الإتي" يخبرني أحدهم، لتبدأ حكاية عشق و إلهام، عنوانها العميد.
أتابع الإتحاد، فأجده في ثمانينيات القرن الفائت، تائها متخبطا، فلا هو أزرق جبار، و لا نصر يقوده موسيقار.
أحببت نصر ماجد و الهريفي و محسين، و قلت لنفسي ببراءة طفل...لا ضير في تشجيع عميد، و حب فارس.
تمر الأيام، و كل يوم يحمل في طياته قصة أو عبرة أو حتى معلومة ممن يكبروني من إخوتي و معارفي، و قبلهم والدي العاشق القديم.
نادي أُسس على الكرامة و البساطة...التعاضد، الإلتفاف...العدل...المحبة الصداقة...كل ذلك...هو الإتحاد
في غرفة بسيطة، التف رجالات من عروس البحر، في ذلك العام الذي شهد ولادة هذا الكيان...رجال من شعب هذه الأرض، كيان يضم أعيان البلاد....و إليهم يحتضن بسطاء جدة....كل يدلي بدلوه و يهيم في عشق هذا الأصفر.
تعلمت من الإتحاد...ففي نادينا الكل سواسية، كيان لا يفرق بين ذي بشت، و بين العبد الفقير إلى الله.
هذا هو الإتحاد، باكورة هذه البلاد....نادي العزة.. الشموخ، و التواضع....نادي الرجولة...العطاء...القوة...ال� �صميم و الإباء،
شموخ منصور، و تواضع طلال، عطاء الداعم وإباء الطويل.
إنه نور و الجميل...و القرني و لقمان، و أبو غنم و فريد....إنه ذاك الصبان، ملعب يحتوي كل الإتحاديين في مودة و ألفة...الكل غارق في عشق نادي الوطن، في موقف يعجز العقل البسيط عن تفسيره...
إنه العميد يا إخوان؛
عميد سعيد غراب، و الراجخان...إتحاد الجميل و الخليوي....تضحية خريش، قوة نور...و سمو خميس....
أكثر من 80 عام على مولد نادينا، و بما أنه نادي وجد على مبادئ تنافي أهداف الكثير من عشاق الوحدانية و التفرد، كان حري بهؤلاء محاربة العميد...
فسجن رجالات النادي، و هدد لاعبوه....و لا يخفى على الكثير ما صار في ستينيات القرن الميلادي الفائت، فكيف لي لا أنتمي لهذا العظيم....لعمري أن أشرف المفاخر هي الإنتماء للنادي الثمانيني، نادي الوطن...نادي الشعب.
و برغم كل هذا، ظل عميدنا شامخا....ينتفض في سنون، و يفتر في أخرى...
في بداية عشقي الكروي وولهي بالعميد، أيام كتوري و فريج...و بدايات الجميل و بصاص...و رئاسة الأمير طلال....ترنح العميد ، كان الإتي يصارع من أجل المركز الخامس، أو الرابع على أفضل تقدير،
و في كل حال يظل جمهوره، من صغير و كبير...أمي و متعلم....الكل خلف الكيان....يشجع و يؤازر، و لا بأس بمناوشات إتاوية....فتارة كأس الملك، و مرة الدوري المشترك....
إلا أنه جمهور عاشق ولهان....همه في الأخير، هو الكيان...لا الأشخاص...همه الكيان...لا الأفراد أو المسميات أو الألقاب...إنه الكيان، المبادئ....و المفاهيم..
حتى إذا جاء عصر النمور، في سنة البشائر...1417...برئاسة طيب الذكر طلعت، و إشراف ديمتري فنيا...بعد تمهيد من جمجوم، و كامبوس في 1416، ليكتسح العميد الجميع...و يحرز ألقاب الموسم كافة...و منها إلى مجد تليد، و عصر جديد....فيأتي مسعود، و منصور و حسن و آل الشيخ، كل في حب العميد يهيم..و تستمر إنجازات الإتحاد لتتعدى المحلية...هذا و هو نادي الجميع...نادي الشعب و الوطن،
فلا عجب أن نرى رئيس مستبعد، رئيس مقال قسرا....فهذا العميد يا سادة....ليس مثل أشقائه، ممن أتوا بعده....في تلك المعسكرات، نجد ربان السفينة، يقود السفينة.....مالم يتنحى عن رغبة شخصية...
أما في إتحادنا، فالقائد الربان، إنسان غلبان....أذنب في الحياة و أصبح في الإتي ولهان..!!
أن يعاني الإتحاد في موسمنا هذا، و يخسر نقاطه...و يضيع الدوري و الكأس فهذا ليس أكبر همومي....إنه الكيان الذي يستحوذ على قلبي و تفكيري....نحن الشموخ، و نحن الكبرياء....إننا الإتحاد...إننا الوفاء و العزة....
كلنا منصور، و كلنا يوسف الطويل....كلنا حمزة فتيحي...كلنا إباء و عطاء....
فلو لم يبقى من الإتحاد إلا ظله....فسأظل أستظل بهذا الثمانيني،
سواءا كان إتحاد الدوري المشترك، محمد فريج....صلاح المولد....اللنجاوي.....ناظر..... ريحان... ..أحمد سالم....محمد السويد...الأفندي.
أو إتحاد اللامي و نور....البهجا و تشيكو...حمزة و اليامي...البلوي و عبدالمحسن،
بالنسبة لي....الجميع سواسية.....طالما هناك كيان اسمه الاتحاد....سأظل إتحاديا حتى الثمالة،....سأفتخر بهذا الكيان و هؤلاء الرجالة .....
و أتنفس عبق التاريخ و الأصالة،
و كما فعل والدي؛
سأظل أحكي قصة الإتحاد و غرفة اللاسلكي بجدة.....حتى آخر إطلالة.!.....
