أين قال الإمام أحمد . . . ؟

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الواحد منا تمر به في كتب الفقهاء مجموعة أقوال للإمام المبجل أحمد بن حنبل -رحمه الله-، وفي كثير من الأحيان تكون أقوالاً مرسلة لا يذكر من رواها عنه من أصحابه، لاسيما وأن منها مالا يكون في مظنته من كتب الرواية، فأحببت أن أفتح هذا الموضوع للإفادة مساهمة في خدمة هذا المذهب الجليل.
وأول ما سأذكره إفادة أفادها بعض الإخوة الأشياخ الفضلاء في هذا الملتقى المبارك حول استفسار لي عن شيء من ذلك:
1- أين قال الإمام أحمد -رحمه الله- : ليس في نفسي من المسح شيء، فيه أربعون حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فأجاب الشيخ عبدالرحمن الفقيه:
جاء في (الإعلام بشرح سنته عليه السلام لمغلطاي (ص: 623)
حتى قال الإمام أحمد في روايةالميموني عنه: فيه سبعة وثلاثون حديثا، وفي رواية الحسن بن محمد عنه ليس في (قلبي)من المسح شيء فيه أربعون حديثا عن أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما رفعوا إلى النبي وما وقفوا، وقال ابن أبي حاتم: روي المسح على الخفين أحد وأربعون صحابيا. انتهى.
وعقب عليه الشيخ أبو صاعد المصري:
كلام الحافظ مغلطاي فيه : الحسن بن محمد ..
و كلام الشيخ عبد الرحمن الفقيه فيه : محمد بن الحسن ..
و الحسن بن محمد عن أحمد لا يخرج عن اثنين :
الحسن بن الصباح بن محمد أبو علي بن البزار
الحسن بن محمد بن الصباح ( الزعفراني ) صاحب الشافعي
و كلاهما من شيوخ البخاري و قد ذكرهما ابن أبي يعلى في الطبقات .
ويظهر أن صاحب النقل عن أحمد هو الزعفراني و الله أعلم .
قال ابن القيم :
وقال - يعني أحمد - في رواية مشهورة عنه نقلها الأصحاب عنه : ليس في قلبي من المسح على الخفين شيء ، فيه أربعون حديثاً عن النبي صلى الله عليه و سلم .
فهي في رواية محمد بن الحسن عن أحمد.
والذين ينقلون عن أحمد ممن اسمهم محمد بن الحسن راويان ،وهما محمد بن الحسن بن الحارث، ومحمد بن الحسن الأنماطي.، وهناك راو ثالث وهو ابن الزعفراني ، وكأنه ليس بالمشهور في النقل.(تراجع تراجمهم في طبقات الحنابلة).
ولعل الأقرب أن المذكور هنا هو محمد بن الحسن بن الحارث.
وللفائدة، فقد صنف الإمام أحمد رسالة في المسح على الخفين:
قال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم
وكذلك أنكر الإمامُ أحمد أنْ يكونَ فيه شيءٌ يصحُّ، وقد صنف كتاب " الأشربة " ولم يذكر فيه شيئاً من الرخصة، وصنَّف كتاباً في المسح على الخفين، وذكر فيه عن بعض السَّلف إنكاره، فقيل له: كيف لم تجعل في كتاب " الأشربة " الرخصة كما جعلت في المسح؟ فقال: ليس في الرخصة في المسكر حديثٌ صحيح .