.: بستـــــــــــان الأمـــــــــــــل:.
السلام عليكم يا بنات
منا من فقد الأمل و منا من لا يزال متشبث به
اقرأوا قصتي فيها ابعاد معنوية وعاطفية يمكن تعطيكم شوية أمل تتقوون به على هموم الدنيا
اهــــــــــــــداء
الى جميع العضوات وخصوصاً التواقات نحو تذوق فن الكتابة
:eh_s(17)::eh_s(17)::eh_s(17)::eh_s(17)::eh_s(17): :eh_s(17)::eh_s(17): بستان الأمل :eh_s(17)::eh_s(17)::eh_s(17)::eh_s(17)::eh_s(17)::eh_s(17):
يقال أن من يدخلُ بستان الأمل لا يخرج منه بدون أمل، لذا قصدته ساعيةً وراء ما يسمى الأمل...
كان بستاناً خلاباً كأنه قطعةٌ من الجنة ،بدأت أسير في ربوعه بروية واتأمله بتفكر حتى لفتت نظري أجاصة صفراء في احدى الأشجار ولكنها كانت مخدوشة في أحد جوانبها ،
http://www.pearrecipes.co.uk/wp-cont.../pear_tree.jpg
لذا قلت في داخلي: أمم..مع انها اعجبتني لاداعي للعجلة فلربما وجدت فاكهة أفضل منها ..فمشيت بضع خطوات واستدرت للوراء فإذا بفتاة بيضاء سمينة تقطف الأجاصة نفسها بخفة ظلها..لم أندم على ترك الأجاصة فهناك أمل كبير في الحصول على احسن منها.
واصلت مسيري في البستان حتى وصلت شجرة التفاح فوقفت عندها لأقطف منها تفاحةً ، فمددت يدي الى تفاحة حمراء طازجة وادرتها لأقطفها فوجدت بها العديد من الخروق السوداء التي صنعتها الديدان ،
http://lib.colostate.edu/research/ag..._on_branch.jpg
فقلت: لا بأس سأضحي وآخذها ثم أقطعتع الجزء التالف منها وإذا بعجوزٍ هرمة تخاطبني: هلاتركتها لي أظنها سهلة الهضم لعجوز مثلي،تركت التفاحة للعجوز وقلت: إنها ليست رزقي ولكن لا يزال الأمل موجود في الحصول على الأفضل.
أكملت مسيري حتى صرت في وسط البستان، فاخترت الإتجاه نحو اليمين..
http://image.shutterstock.com/displa...s-55146160.jpg
لقد لفتت نظري شجرة بها موز أصفر فاقع لونه يسر الناظرين فقررت قطف موزة لي ولكن إمراءة أوقفتني قائلةً: هذا الموز ليس مجاني القطعة الواحدة بعشرة دراهم زرعتها لأعيل اسرتي وزوجي الفقير،
http://farm5.staticflickr.com/4033/4...3bacbcb5f8.jpg
فمددت يدي الى جيبي ولم أجد سوى عشرة دراهم ادخرتها لأسرتي المتواضعة فلم استطع التضحية بها ،ثم وقفت جانباً اتأمل الموزة قبل الذهاب وإذا بفتاة سمينة سمراء تشتري الموزة ذاته التي رغبت بها ، فقلت بداخلي: ما سر الفتيات السمينات يلاحقنني اين ما ذهبت؟ ، لقد ندمت قليلاً على ترك الموزة ولكني فضلت عدم التضحية بدراهمي وهناك طبعاً أمل في الحصول على فاكهة أخرى.
بعد فترة ...تعبت من السير في ذاك البستان الكبير فقررت الجلوس على أحد المقاعد واذا بفتاة جميلة في سلتها الكثير من التوت المحمر كحمرة الدم..
لقد أسر توتها قلبي فإبتسمت لها ابتسامة عريضة لتعطيني توتة من سلتها واكثرت الكلام معها لأكسبها ولكنها فجأة قامت بلا رجعة، فكرت في الأمر وقلت في داخلي: ياااالي من خرقاء ،لو لم اتملق واتصنع التعامل معها لعرضت علي من توتها دون أوحي لها بذلك.لقد ندمت ندماً شديداً على تسرعي و تخبطي ولكني قررت عدم اليأس فأنا في بستان الأمل.
انتهى الجانب الأيمن من البستان دون أن اعثرعلى الفاكهة التي تروقني وتتسلل الى قلبي فقررت الإتجاه نحو اليسار..حتى وصلت الى عجوز طاعنٍ في السن عرض عليّ ان اتذوق رطب من نخلته، لقد كان رطبه جيد ولكنه مليءبالغبار ، لم أكن أرغب في تذوقه ولكني لم اشأ كسر خاطر العجوزالبشوش فقررت أن اضحي واتذوقه واذا بإمراءة تقبل نحونا وتتعثر فسقط دلوها المليء بالحليب على سلة الرطب وافسده كله،فقلت في نفسي: الحمدلله ..عسى ان يكون في عدم تناولي هذا الرطب صلاحٌ لي ،لقد اعتذر لي العجوز بلطف وغادرته بتحية وبشاشة.
ثم تابعت السير وقد بدت على وجهي علامات التعب و تعرق جبيني وكان الحزن واضحاً في عيني وشعرت بألمٍ حادٍ في قلبي فلقد كانت رغبتي في الحصول على الفاكهة شديدةً جداً ولم أتخيل ان اخرج من البستان خاليةً منها.
كان الوقت يمضي مني بسرعة، رفعت رأسي فوجدت أمامي باب الخروج وكانت الشمس محمرة تقترب من الغروب...
فكرت قليلاً وقررت العودة داخل البستان و الإستمرار في البحث حتى ولو كان أملي في الحصول على الفاكهة المنشودة ضعيف خلال هذا الوقت الضيق..ثم رفعت يدي نحو السماء وقلت: الهـــــــــي..إن ما يخفف علي تعبي و حزني انه يحدث بعينك و لو لا وجودك لفقدت الأمل في الحياة بأسرها ..إلهــــــي بلغني أملي ومناي و لا تردني خائبة خاسرة.
