المنتخب من شرح الشيخ صالح العصيمي على منظومة السعدي في القواعد الفقهية

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول ا لله و ءاله وصحبه أما بعد :
المنتخب من شرح منظومة القواعد الفقهية للشيخ صالح العصيمي :
العلم أفضل المنن .
المنن جمع منّة , وهي النّعمة الجليلة القدر .
من أعظم منافع العلم : إزالة الشّك والدّرن عن القلوب .
والشّك هو قلق النّفس واضطرابها .
والدّرن هو وسخ القلب وفساده .
والشّك يشار به إلى أمراض الشّبهات وينتج منها , والدّرن يشار به إلى أمراض الشّهوات وينتج منها .
وهذان النّوعان ترجع إليهما الأدواء التي تعتري القلب , وشفائهما بالعلم , لأنّ العلم يُثمر اليقين والصبر , واليقين يدفع الشّبهات , والصبر يدفع الشّهوات .
فمن ملئ قلبه بالعلم النّافع أورثه ذلك اندفاع العلل عنه فلا محلّ لشبهة ولا شهوة فيه .
ومن منفعة العلم أنّه يوضّحّ الحقّ للقلوب .
ومن منفعته أيضا أنّه يوصل العبد إلى مُراداته الممدوحة شرعا وعُرفا .
طريقة حُصول العلم في أبوابه كلّها هو معرفة قواعد العلوم التي تجمع كلّياتها وتقرّب مضمّناتها .
فائدة قواعد العلم عامّة : أنّها تقيّد الشّوارد وتجمع الموارد , وبمعرفتها يرتقي الطّالب في العلم خير مرتقى , ويقتفي سبل الموفّقين من أهل العلم .
القاعدة اصطلاحا : قضيّة كلّية تنطبق على جزئيات متفرّقة من أبواب متعدّدة .
القاعدة الفقهية اصطلاحا : قضيّة كلّية فقهية تنطبق على جزئيات متفرّقة من أبواب متعدّدة .
الفرق بين التعريفين :
الأوّل : تعريف للقاعدة باعتبار عمومها فيندرج في ذلك : القاعدة اللّغوية والأصولية والحديثية والنّحوية وغيرها .
والثّاني : تعريف لها بخصوص هذا المحلّ , وهو القاعدة الفقهية .
المتقدّمون يسمّون الحدّ الاصطلاحيّ بالحدّ الصناعيّ , لأنّ العلم صناعة , وهو أليق , وتنبيها إلى أنّ العلم صناعة عقلية نفسية .