الحكم الشرعي في سب المقدسات و الشهداء و الأعراض

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وبعد

إخواني اخواتي ,, الاحبة والاكارم

كثره في الآونة الأخيرة الحديث عن فئة من الجماهير تقوم
بسب المقدسات أو الشهداء أو الأعراض
مما دعا الكثير إلى السؤال
عن الحكم الشرعي لهذا الأمر
وعن أيهما اخطر سب المقدسات أو الشهداء أو الأعراض
إلى ذلك من المسبات التي نسمعها في ملاعبنا للأسف الشديد

أولا ,, سب المقدسات ..
قال تعالى
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى،
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير,, الإسراء
* يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ,,,المائدة
* وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ,, الأنبياء
المقصود بالأرض ألمقدسه والتي باركنا فيها ..
فلسطين وما حولها بلاد الشام
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد
: المسجد الحرام،
ومسجدي هذا المسجد الأقصى".
قال صلى الله عليه وسلم:
"لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين،
لعدوهم قاهرين،
لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء،
حتى يأتيهم أمر الله.
وهم كذلك"،
قالوا: يا رسول الله وأين هم؟
قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"

(( بيت المقدس ))
مدينه كرمها الله عزوجل بان أسرى إليها الرسول الكريم
وتم ذكرها في أكثر من موضوع
على أنها الأرض المقدسة المباركة
وهذه النصوص الشرعية ثابتة قطعيه في القران الكريم
وأحاديث الرسول عليه السلام
,, لا شك فيها ,,,
واجمع العلماء على أن إسراء الرسول إليها جاء تكريما لها ,,,
ففيها المسجد الأقصى
الذي بناه إبراهيم عليه السلام بعد بناء مكة في 40عام
وهي قبله المسلمين الأولى ,,
أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ,,
معراج النبي عليه السلام منها ,,
وهي ارض المحشر والمنشر,,,
وصلى فيها النبي عليه الصلاة في الانبياء اماما"
فالذي يسبها هو بالتالي يسب على أمر أمرنا الله عزوجل
أن نعظمه ونجله وهو بذلك يخالف نصوص شرعيه قرانيه
واضحة كباقي النصوص
والأحكام الشرعية الواردة في الكتاب والسنة
ولذلك الذي يسب المقدسات ,,
ينظر,, فان كان قاصدا" القدسية الشرعية فهو جاء
بأمر ,,, كفر والعياذ بالله ,,,
وان كان الذي يسب ولا يعرف قدسيتها
ومكانتها فقد ارتكب إثم عظيم
يتم الحديث معه
وبذلك تقام عليه الحجه فان فعلها مره أخرى
يأخذ الحكم الشرعي الأول

ثانيا ,,, سب الشهداء
قال تعالى ,,,
, وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ.
بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُون, البقرة
----
لا شك أن سب الأموات أمر عظيم فأنت تسب انسان مسلم
هو في دار الحق وأنت في دار الباطل
ويزيد من فداحة هذا الأمر إذا كان الشخص الذي يسب
هو ممن نحسبهم عند الله شهداء
وهو رمز من رموز المسلمين ورمز من رموز الجهاد
فالذي يقوم بهذا العمل يرتكب إثمان
الأول سب شهداء الله
والثاني هو تمجيد قاتله الكافر
وهو بذلك يرتكب إثم عظيم قد يصل إلى الكبائر ,,

ثالثا: ,,, سب الأعراض
لا يجوز للمسلم أن يسب شرف أو عرض أخيه
فهذا الأمر فيه إثم كبيره لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال
( لعن المؤمن كقتله) متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم
( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)
وقال صلى الله عليه وسلم
(لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة) رواه مسلم.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه
-----
مما ذكر لا شك أن ترتيب الأمور أعلاه جاء ليوضح الأكثر حرمه فواضح أن
سب المقدسات يصل إلى الكفر أن كان يعلم قدسيتها
وسب الشهداء أثم عظيم
وسب الأعراض فسوق
وحرمه الأول اكبر واشد من الثاني وحرمه الثاني اكبر واشد من الثالث
-----
فلا ادري كيف يجرؤ كائن من كان على التطاول
على المقدسات
أو الشهداء
أو أعراض المسلمين
إلا إذا
كان الشيطان مسيطر عليه
والعصبية والقبلية هي سيده
والجهل والتخلف عنوانه

للأسف اقولها لو تم التطاول على بعض الاحياء ممن لهم
الحكم والجاه والمنصب والرفعة في الحياة الدنيا
فان الدنيا تقوم ولا تقعد نصرة لهم
ولكن اذا تم التطاول على الله عزوجل
وأحبائه ومقدساته وشهدائه
فان البعض لا يحرك ساكنا
وهو بذلك مشارك
معهم في الاثم
وخاصة ان كان من اصحاب القرار
وما اكثر اصحاب القرار المشاركين

ولا حول ولا قوة الا بالله