مدينة " الليبراليين

اغنام - ابل - دواجن - طيور

المختصر/ في كل مره أكتب فيها عن إحدى التيارات الفكرية أُذكر أني لا أؤمن بالتصنيف ( ليبرالي – إسلامي – صحوي – علماني ) وغيرها إنما أذكر هذه التصنيفات لأنه يوجد من يطلق على نفسه هذا التصنيف ويؤمن بفكره بالتالي تناول فكره مع التصنيف .

أمنية :

بودي لو تُخصص مساحة بسيطة من مساحات بلادنا الشاسعة لتكون مدينة لـ " الليبراليين " لنرى بعد عشر سنوات أو عشرين سنة ماهي إنجازاتهم وهل لمشاريعهم النظرية أية قيمة بعد تطبيقها ؟ في مدينة " الليبراليين " ستحذف المناهج الدينية أولآ بدلآ من تنقيتها ومهاجمة تشددها وستقتصر الدراسة على المواد الأخرى بالإضافة إلى حصص لتعلم الموسيقى وحصص رياضية , ستُدرس المرأة الطلاب وسيُدرس الرجل الطالبات وسيكون الاختلاط في جميع مفاصل المدينة سواء في الحياة العامة أو الخاصة , لن يكون هناك نقاب أو حتى حجاب ستلبس المرأة ما تريد بنطال أو تنورة قصيرة أو حتى تمشي بقطعتين صغيرتين , ستُطلق المرأة الرجل كما يطلقها ويلغى التعدد ويلغى ولي الأمر كمصطلح وكتطبيق وستقود المرأة السيارة والطائرة بل وتقود المدينة نفسها حيث سترشح وفق معايير " الليبراليين " إحدى النساء لتكون ( أميرة المدينة ) , الهيئة أين هي الهيئة ؟ بدلآ من الهجوم على الهيئة والمطالبة بتقييد صلاحياتها أو تحويلها لشرطة آداب ستلغى الهيئة تمامآ وتلغى معها شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس لسبب الأخطاء البشرية المرتكبة عند التطبيق ؛ إنما إنطلاقآ من رفض الوصاية بكافة أشكالها وأنواعها ولأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتنافى مع الحرية , على المستوى الإعلامي لن يكون هناك صراعات مع التيارات إلا أن يتصارع التيار مع ذاته , السينما حاضرة في الأماكن العامة ومتاحة للجميع ذكورآ وإناثآ .. كبارآ وصغارآ .. وكذلك الحفلات الموسيقية , لا توجد أية قيود على النشر ولا حجب للقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية والمؤلفات مالم تمس الليبرالية ورموزها , أرفف المكتبات ستمتليء بالكتابات الأدبية ( الإباحية ) على المستوى العقدي الأديان كلها صحيحة لا يوجد أحد كافر للمسيحي واليهودي والبوذي أن يبني كنيسته ويمارس طقوسه الدينية لكن المسلم وصلاته في المسجد جماعة ليست واجبه وجمعيات التحفيظ مفرخة التشدد والإرهاب وبالتالي المساجد لا حاجة لوجودها ولأهمية التبادل المعرفي والخبرات عقد مؤتمرات كيف يذوب الإسلام وكيف يتأقلم معتنقوه مع عقائد ومذاهب الآخرين وكيف يتم تصحيحه وتحسين صورته , وليس على العقائد والمذاهب الأخرى أية التزامات بالتصحيح والمراجعة والذوبان !

كل إتفاقية قادمة من الغرب سيتم التوقيع عليها بكافة بنودها .

كابوس :

( لنفترض ) أو لنحلم أن " الليبراليين " تنبأوا لحدوث كارثة أو حرب على مدينتهم ؟ سيفر سكان المدينة إلى العواصم والدول الغربية ولن يبقى فرد واحد بالمدينة يدافع عنها لتصبح لقمة سائغة للأقوى , هذا كابوس مزعج وليس حلم , المدينة ليس عليها أية مخاطر وأي تنبوء بحدوث كارثة وصراع إنما هو من فكر المؤامرة الذي لا تتبناه المدينة .

بطاقات دعوة :

بودي بعد العشر أو العشرين سنة أن تُرسل بطاقات دعوة للغربيين من علماء وأساتذة وخبراء وباحثين ليقيسوا إنجازات الليبراليين في مدينتهم ويُقيموا تجربتهم بعمل دراسات وأبحاث ومن ثم نشرها !

مدينة " الليبراليين "! / ميساء العنزي