بشرى لكل مسلم..: في رياض التفسير لشيخ الإسلام الحاج إبراهيم انياس السنغالي الكولخي

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بشرى لكل مسلم..: في رياض التفسير لشيخ الإسلام الحاج إبراهيم إنياس


وهذه إطلالة على الكتاب كتبها د.الشيخ ولد الطلبة

يعتبر هذا التفسير ثروة علمية كبيرة وعملا جبارا يستحق الإشادة والتنويه والتقدير، ويتمثل هذا الجهد في جمع تفسير القرآن الكريم من مصادر حية تتمثل في أشرطة صوتية قارب عمرها نصف قرن من الزمن، وقد تطلب جمع مادة التفسير وتنقيحها ونقل مسموعها إلى مقروء جهدا جهيدا مضنيا وكان عملا مستحقا لما بذل فيه من وقت وما كلف من عناء، وقد تم اعتماد بعض التسجيلات بصوت الشيخ ابراهيم انياس كانت في أشرطة ظلت متداولة كما هي إلى أن تمت كتابة محتواها في قراطيس بدقة وعناية كبيرة، فجاء التفسير عبارة عن كتاب من ستة مجلدات، طُبع بتونس بمطابع مجمع اليمامة للطباعةوالنشر والتوزيع هذا العام، وقد برزت إلى النور طبعته الأولى هذه والتي لم تكن من الوفرة بحيث يتأتى عرضها في السوق بل تم توزيعها فقط على بعض الأكابر ووضعت على رفوف بعض المكتبات الإسلامية الكبيرة على أن تتوالى مستقبلا الطبعات الأخرى التي ستعرض في الأسواق ويستفيد منها الباحثون والمهتمون بمجال التفسير وغيره من المجالات الشرعية التي يتناولها الشيخ تفصيلا أو استطرادا في تفسيره الموسوعي هذا.
بدءا فإن هدفي من هذه العجالة هو وضع تصور ولو تقريبي في ذهن القارئ عن هذا التفسير؛ مركزا على الخطوات العملية التي سلكها المؤلف بغية إخراج الكتاب على نحو يليق به، وبما أن هذا التفسير لم يتوفر حتى الآن للدارسين والمهتمين ـ كماأسلفت ـ فقد ارتأيت أن أكتب نبذة يسيرة عنه علها تعطي رؤية تقريبية تجلي بعض جوانبه المشرقة باعتباره عملا جليلا وقيمة إضافية معتبرة ستزخر بها المكتبة الإسلامية، وكلي ثقة بأنه سيحدث صدى كبيرا في قابل الأيام، لكونه متميزا ورائدا على أكثر من صعيد.
وقد كتب التفسير وحققه وخرج أحاديثه فضيلة الشيخ: محمد بن الشيخ عبد الله بمؤازرة كل من الأستاذين: أحمد ولد الشيخ عبد الله والشيخ بن أحمد.
ـ منهجية العمل:
ذكر المحقق أن هذا العمل مر بثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى: تمثلت هذه المرحلة في اختيار نسخة صوتية من أصل جيد كان عند والد المحقق، ومن ثم تم الشروع في البحث عن تكملة للتسجيل لضمان تقصي المادة وإكمال ما قد يتخللها من نقص أثناء مبادلة الأشرطة، وتقررت الاستعانة بالنسخ الصوتية التالية:
ـ نسخة سيد أحمد ول الداه رحمه الله
ـ نسخة وجاهَ بن الرباني رحمه الله
ـ تسجيل شبه كامل للسيد محمد سعيد بن برهام
مع أشرطة متفرقة من جهات أخرى

المرحلة الثانية: كتابة التفسير من الأشرطة الصوتية تسويدا، وذكرالمحقق هنا أنه استعان إضافة إلى ما تقدم بأعداد من مجلة "آثار" التي كانت تصدرها جمعية أنصار الدين بقرية معطى مولانا حيث كانت تلك المجلة تنشر دروسا من التفسير تحت زاوية "في ظلال التفسير"
المرحلة الثالثة: نقل ما تم تسويده من التفسير إلى الآلة الالكترونية الكاتبة، وهذه هي مرحلة الطباعة الأولية، والتي لم تكن سوى خطوة مرحلية عقبها الكثير، ومما أكد عليه المحقق حرصه خلال هذه المراحل الثلاث على أن يباشر العمل بنفسه ولم يكله إلى سواه ليتحمل دون الآخرين المسؤولية عن ما قد يعتريه من نقص وإخلال إن كان.
وبعد مقاربة اكتمال هذه الخطوات التي تهدف إلى جمع مادة التفسير كما هي والتأكد من استقصائها دون مغادرة صغيرة ولا كبيرة من ألفاظ ومعاني التفسير دون إحصائها وتقييدها كما هي جاءت فكرة التخريج والتحقيق كما سماها المحقق:
فكرة التخريج والتحقيق: لم يشرع المحقق في بلورة واعتماد هذه الفكرة إلا بعد أن أشرفت العمليات السالفة على الكمال، فبدأ في تدوين وحصر النصوص التي استطردها الشيخ من أحاديث نبوية يستدل بها، وأبيات شعرية يستشهدبها، فضلا عن الوقائع التاريخية التي ذكرها استطرادا واستشهادا، والألفاظ اللغوية التي تحتاج إلى بيان، كما قام بجرد أسماء الأعلام للترجمة لهم، وقد زادت الأحاديث التي وردت في هذا التفسير على ستة آلاف حديث، تم تخريج ما ورد في الصحاح منها وما تفرق في التفاسير، وتعذر الوقوف على مصادر البعض الآخر مما يدل على سعة علم الشيخ وسعة اطلاعه وقد قرر المؤلف هذا المعنى متمثلا ببيت الشيخان بن الطلبه رحمه الله:
بما في الكتْب قد تأتي وتأتي == بما لم يأت قط به كتاب
ومن العبارات الرائعة والمنصفة ما قاله المحقق في حق الأستاذين اللذين ساعداه في هذا العمل إذ قال:
"فقد تفرغ هذان الأستاذان من مهامهما المهنية ليعيشا معي عالم البحث والتحقيق، ويتنفسا معي غبار السهر والسمر على موائد المخطوطات والمطبوعات، لا يتصيدان من الراحة إلا ما غاب عن قبضة الليل والنهار"
وبالنسبة للخيار التقسيمي المنهجي الذي اعتمده المحقق فيتمثل في تقسيم مادة التفسير إلى ستة وخمسين درسا، هي حلقات الدرس بعينها التي كان يلقيها الشيخ وفي هذا الخيار المنهجي نوع من الحفاظ على نمط الدرس كما كان، كما يجسد مبدأ الأمانة العلمية على المستوى المنهجي.
وقد استهل المحقق تقديمه للكتاب بترجمة للمفسر؛ مبرزا مظاهر اعتنائه بالقرآن الكريم عموما، والجانب التفسيري بصفة أخص، واستعرض بعض القصائد والأنظام التي نسجها الشيخ على حروف بعض الآيات القرآنية الكريمة، كالقصيدة التي صاغها على حروف "إنما ولييكم الله ورسوله" ومطلعها:
إني اتخذت رسول الله مستندي == حسا ومعنى وما أرجو سوى سندي
وكذلك نظمه على حروف الآية: "إنا كفيناك المستهزئين" ويقول في مستهله:
إني استجرت الدهر بالمهيمن == بذا الجوار حزت كل مأمن
وفيما يخص اهتمام الشيخ بالتفسير أشار المحقق إلى كثرة تفاسيره باللغةالفصحى وبالعامية المحلية، وكان جل هذه التفاسير فيما قبل العقد التاسع من القرن الرابع عشر الهجري ولم يكتب الله التوفيق لحفظها لعدم توفر وسائل التسجيل آنذاك، غير أن آخر هذه التفاسيركان سنة 1383هـ وقد تم تسجيله وهو أساس هذا العمل.

الصعوبات:

اختصر المحقق الصعوبات التي واجهته في ثلاث:
1ـ كثرة الشواغل: وذلك لكثرة الالتزامات والمهام التي تثقل كاهل المحقق
2ـ ضخامة المشروع وتعدد جوانبه من بحث وتسجيل وكتابة وتصحيح
3ـ ركوب أخطار لا مناص منها تقتضي التصرف في بعض ألفاظ الشيخ
وهذا التحدي الأخير هو ما جعل المحقق يتردد في مواصلة العمل إلى أن بعث إلى أبناء الشيخ يستشيرهم ويأخذ إذنهم، وقد رخص له أبناء المؤلف وخصوصا الخليفة الحاج عبد الله، والخليفة الحاج أحمدو عليهما رحمة الله، وقد أورد المحقق مخطوطي الإذن اللذين وصلاه بخط كل من الخليفتين، وأوردهما في مستهل الكتاب في الجزء الأول خلال التقديم
ـ نموذج من التفسير:
في مختتم تفسيره لسورة الناس يقول الشيخ مقارنا بين سورة الفلق وسورة الناس:
"سورتان؛ السورة الأولى ما ذكر فيها إلا اسم واحد من أسماء الله، واستُعيذ بذلك الاسم من شرور كثيرة (برب الفلق) الرب فقط، (من شر ما خلق ومن شر غاسق إذاوقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد) وهذه السورة ذكر فيها ثلاثةأسماء من أسماء الله تبارك وتعالى. (برب الناس ملك الناس إله الناس) واستعاذ من شر واحد هو شر الشيطان، أربعة شرور استعاذ منها باسم واحد، وشر واحد استعاذ منه بثلاثة أسماء؛ لأن الشرور التي في السورة المتقدمة شرور دنيوية، مضرتها في الدنيا فقط، والشر في هذه السورة شر ديني فلهذا صار الاهتمام به أولى من غيره، فاستجرتَ باسم الرب باسم الملك باسم الله تطلب السلامة من شر الشيطان فقط، وأيضا ذكر في هذه السورة رب الناس، ذكر الناس ثلاث مرات (رب الناس ملك الناس إله الناس) لأن الإنسان له أطوار؛ بنو آدم ثلاثة أقسام:
صغار يحتاجون للتربية، وشبان أقوياء يحتاجون لملك يسوسهم، وكبراء عباد رجعوا إلى الله يفتقرون إلى إله يعبدونه، فذكر في السورة أنه رب الناس؛ الصبي الصغير لا تخف عليه فإن له ربا يربيه، ملك الناس؛ الشباب القوي الطاغي لا يتجبر فإن له ملكا جبارا يسوسه وهو الله تبارك وتعالى، والإله ـ إله الناس ـ الشيخ الكبير الذي رجع إلى الله يعبده يعلم أن له إلها يستحق العبادة.
قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم ينام حتى يقرأهما مع سورة الإخلاص
ولعل ما يميز هذا التفسير عن سواه قوة الاستنباط التي لا يكاد المرء يمر بتفسير آية إلا وأحسها جلية، فضلا عن روعة الأسلوب وحسن الاستطراد وعمق النظر واستخلاص العبر، وبالرغم من أنه تفسير شفوي إلا أن صفة الإتقان والموسوعية تتجلى في كل عبارات المفسر رحمه الله مما يدل على أن هذا التفسير ليس مجرد تفسير لعالم من العلماء بل هو تفسير لعالم رباني ذي نزعة صوفية متميزة تنضح بالذوق المعرفي السامي الذي يجعل القارئ يغوص مع المفسر في بحر عميق من المعاني وقد لا يسع الناظر في هذاالتفسير والمتأمل له إلا أن يكون كالواقف على فم بئر ينظر في عمقه وليس له إلا أن يحجم ويقول: "هذا مكاني لا أتعداه"
أعتقد جازما أن هذا التفسير سيُقرأ مرارا، وسيبقى كل مرة في حاجة إلى أن يُقرأ ويُقرأ، وستأتي كل قراءة متأنية له بما هو جديد، وسيكون نواة للتجديد في مجال تفسير القرآن الكريم الذي هو جماع العلوم ومصدرها الأول والأخير
الجزء الأول

على الرابط

http://www.4shared.com/document/uK1szLri/________.html

الجزءالثاني

على الرابط

http://www.4shared.com/document/82LRiMhu/________.html

الجزءالثالث

على الرابط

http://www.4shared.com/document/0Em3evkd/_________.html

الجزء الرابع

على الرابط

http://www.4shared.com/document/cMATmKf1/_________.html

الجزء الخامس

على الرابط

http://www.4shared.com/document/g0dyP9Fm/_________.html

الجزء السادس

على الرابط

http://www.4shared.com/document/_CgGT6qD/_________.html

تم بحمد الله