"مباريات وأولويات" .. مقال الكاتب سامي القرشي

مباريات وأولويات

الأهلي والشباب قصة زمان عنوانها الأفراح والأحزان، ومضمونها العبر لكل مؤتمن على تاريخ وخبر، بل هي علاقة أخوين يحترم بموجبها الصغير سناً والكبير قدرا آخر كبيرا سنا وقدرا وقانونا اجتماعيت لا يُقزم أو يعيب احدهما لحساب آخر بل يزيده رفعة وشرفا، وافق من وافق واختلف من اختلف.

مباراة اليوم هي الفرصة المواتية للحديث عن حال شقيقين (أكبر وأصغر) انصرف كل منهما عن الآخر في شؤون حياته الرياضية حتى جمعتهما الأقدار في ليلة تنافس ليست لثأر بل هي الفرصة السانحة للوقوف على حالهما داخل ملعب وخارج بعيدا عن كتمان حقائق وإن قُضيت به الحوائج.

(كلاكيت ثاني مرة) في مباراة قد تكون لدى القائمين على الناديين واجهزتهما الفنية والإدارية خارج الاهتمامات عقليا ولا تعدو كونها بروفة مشهد اخير في دوري زين ولكنها تظل لدى جماهير تحكمها العاطفة مباراة حسبة أخرى تقول تفوق يوم يجلب انتصار غد و(شتان بين يوم كأس وغد دوري).

عبارة مقوسة ختمت بها سطرا مضى كنت أمني النفس أن يقرأها الأمير فهد وكيال للوقوف على أهميتها ووضعها كورقة عمل داخل أرض ملعب وبأي طريقة كانت حتى وإن كان لديهما من المبررات ما يحول جزئيا دون تحقيقها كمعسكر أولمبي منتخب أوقع الضرر على الجميع دون بلح أو عنب.

لا يجب أن تُحمل المباراة أكبر من حجمها الطبيعي (الصغير) في طموحات جماهير أهلاوية أضحى سقفها فوق سحاب وإن كان المنافس شبابا فجولة الكأس يتبعها جولات دوري وان فُصلت العقوبات بين هذا وذاك إلا أن اللاعبين هم ذاتهم عندما يتعلق الأمر بإصابات وأولويات هي مخرج من كل مطبات.

داخل الملعب الشقيقان متشابهان متطابقان ويحققان ذات النتائج، وإن كان بينهما من اختلاف يفصل تلاصق سياميين فإنه اختلاف خارج ملعب تصب كل مؤشراته باتجاة قلعة ألفة وأحباب وأحزمة لاعبين ناسفة تهدد استقرار الشباب هي في الإعلام سر غير قابل لنشر فمن فاته خبر مساء يدركه قبيل فجر.

يسألني شبابي كيف أراه بعين ناقد مصابة بعمى الألوان فلا ترى إلا ابيض واسود..؟ فقلت له بلسان صادق أمين للشباب حظوة في قلوب كل المحبين ولأني ممن يحملون (فيروسا) شبابيا فالحق أراه في تباين بين ملعب وخلافات (أنداد) أول عنوانه التفوق وثان فيه من صنائع الدهر مأ أعجز الحداد.

فالأهلي والذي يعيش استقرار الملعب بنتائج رائعة هو ذاته والذي يعيش من النقاء الأسري أجمله وهنا يكمن الفرق عند الحديث عن شباب هو توأم للأهلي داخله ونقيضه خارجه عند استرجاع عبده قد رحل وأحمد غير مرتاح وشهيل قد زعل ومعاذ في مهب رياح وضياع سعران وأجانب يتوحدون المكان.