- 
	
	
	
		
عشرون عام ()
	
	
		http://center.jeddahbikers.com/uploa...3272401531.jpg
ودون سابق إنذار جاءتني في المحادثةِ تشتكي ، سألتها عمّا بها فانهارت ! 
وقالت :
أتسْألين عمّا جرا لي يا أخيّة ! 
أتريدينَ أنْ تعرفِي ما القضيّة ! 
حَياتِي يا هَديلُ ليستْ حياة ! 
لمْ أعشْ عُمري مثلَ أيِّ فتاة ! 
منذُ كانَ عُمري خمسُ سنين .. 
لمْ أنَمْ ليلي دونَ أنين ! 
كَبرْتُ ، و كَبُرت معي الهموم ..
سماءُ فرحي مُكبّلٌ بالغيوم .. 
يتيمةٌ أنا لكن بِ ( أب ) ! 
وحِيدةٌ أنا وحولي ( شَعْب ) ! 
أبي مريضٌ ولكنْ ليسَ أيّ مرض ! 
أمي مريضةٌ ولكن ليسَ أيّ مرض .. 
أبي ، يقول ! يسب ! يشتمْ ، لكن دون علمْ !! 
كلّ شيء ، أيّ شيء بهِ يُتمتمْ ! 
و لا يعترفْ : ( !
و أمّي ، أميّ بها أمرٌ جللْ .. 
تضْرِبني ، تُحرقني ، ولا أدري مالخللْ ! 
تخيلي !، 
تأمُرنِي بلمسِ النجاسةِ بيدِيْ ،
تُهددنِي بنارٍ بها تُحرقنِيْ ’ 
تضربنِي بِ ( ليّ ) الماء
حتى تظهرَ الكدماتْ !
رمتني عندَ جدّتي ورحلتْ 
لأستقبِلَ الصدماتْ !
عمّي ’ تحرش بي ..
يَرمُقنِي .. يُتابعني .. 
حتى جاءَ ذاك اليوم 
ومن مدرستي جاءَ ( ليأخُذني ) 
ذهبَ بي لغرفَتِهِ بحجّةِ أنْ يُرينيها “
وعلى سريرهِ الجميل أمَرَني أنْ أُجرِبُهُ ! 
خشيتُ على نفسي من أُمورٍ لا أُدانيهَا “
خشيتُ عليّ من فُحشٍ ، أو في حرامٍ يجُرُنِي مَعَهُ !
ثمّ عادتْ أمّي 
وازْددتُ همًّا فوقَ همّي ..
ذهبنا للبيتِ سويّا .. 
البيت الذي قالوا عنهُ مأوى الأُسرْ ! 
الذي قالوا عنهُ خيرُ مقرْ !
أيُّ مأوى تقصدونْ ! أيُّ مقرّ ! 
فعلمتُ حينها أنّه عن حُزني لا مفر ..
أتت لي أُمي بِأخوة .، 
تضربُهم بقسوة ! 
فتنهرُهم دونَ رحمة ..
أنامُ وأصحو على صراخ .. 
توبيخُ أمّي كما الانفجار !
تنادي وتصرخ عندَ سماعِ القرآن .. 
تخنقُٰ أخي ! حتى نغلقه .!
هديل !! 
أُريدُ أبًا ! أُريدُ أمّا !
لا أمّ تسمعني ! 
و لا أبٌّ يحتويني !
أعلمتِ الآنَ سرُّ هالات الحُزنِ التي تحيطُني ! 
سرّ ( الفهاوةِ ) التي ينعتونني بِها !
عشرونَ عامًا لم أَبُح لأحد ! 
عشرونَ عامًا صامتة !
أريدُ أبي و أمي أن يكونا طبيعيين ولو على حسابِ نفسي ..
لوكنتِ مكاني ماذا ستفعلين ! 
أخبريني !! 
هل ستضحكين أم تبكين !
هل ستفرحينَ أم تحزنين !
أجيبيني !!
* و لم تدري أنني من خلفِ الأزرار أبكي ، ليسَ حزنا عليها فهي أحسبُها والله حسيبها وأرجوا أنّها ممن أحبهم الله فابتلاهم ، 
بل أبكي على حالي !
ماذا فعلتُ في ال ( عشرين ) عاما التي مرّت من عمري وأنا في راحة ! في نعيم ! 
وفي غمرة الأفكارِ اهتز الهاتفُ بيدي معلنا عن رسالة منها تقول :
اذهبي واخلدي للنومِ فقد أزعجتك ، 
وأخذتُ من وقتكِ الكثير .. 
و أنا سألملم بقايا جسدي وأنام ..
زدتُكِ همّا أعتذرْ ، و لكن لا أريدُ على أمّي أنْ أنْ أنفجِر ..
فقلتُٰ سريعا قبل الخِتام ، لا تستسلمي ودائما رددي القرآن ، واجعليه يعمل في غرفتكِ باستمرار ، ولا تهملي الأذكار ..
قالت : بإذن الله ، هه لكن لا غرفة لدي : ) 
شكرا هديل و إلى اللقاء .
و أنهت الحديث فجأة كما ابتدأت به فجأة :) 
	 
 
- 
	
	
	
	
		سيبوهية.. 
أسلوب جميل جذاب.. 
رائع ما نثرته هنا.. 
أود أن أراكـ في أقسام أخرى
فأنتِ مبدعة.. 
^_^
دمتـِ بخير.. 
تحيتيـ
	 
 
- 
	
	
	
	
		يعطيك الف عافيه
دومتم برعاية الله