"قد أفلح من زكاها"..إنها حلقات وحلقات..!!!
"قد أفلح من زكاها"..إنها حلقات وحلقات..!!!
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المصطفى [صلى الله عليه وسلم] وبعد:
قال الله تعالى فى محكم التنزيل:"والشمس وضحاها***والقمر إذا تلاها*** والنهار إذا جلاها***والليل إذا يغشاها***والسماء وما بناها***والأرض وما طحاها***ونفس وما سواها***فألهمها فجورها وتقواها***قد أفلح من زكاها***وقد خاب من دساها"
فأقسم الله فى هذه الصورة احدى عشر قسما ثم قال:"قد أفلح من زكاها***وقد خاب من دساها" وهذا إن دل فإنما يدل على أهمية تزكية النفس لأن فى ذلك فلاحها ..
فيا أخى عليك بتزكية نفسك ففى ذلك فلاح نفسك..
ومن أهم الأمور التى تزكو بها النفس توحيد الله عز وجل فتوحيد الله هو علم الأصول وهو الفقه الأكبر..
أخى فى الله:إن أمر التوحيد ليس أمراً ثانوياً حتى نؤجله أو نؤخره بل هو الأساس الذى يقوم عليه الدين كله ومفهوم التوحيد أو العقيدة ينتظم فى ستة أمور:
أولا-الإيمان بالله تعالى بربوبيته وألوهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العليا.
ثانيا-الإيمان بالملائكة.
ثالثا-الإيمان بالكتب المنزلة على رسله الكرام.
رابعا-الإيمان بالأنبياءوالرسل الذين اختارهم الله لهداية خلقه.
خامسا-الإيمان باليوم الآخر.
سادسا-الإيمان بالقدر خيره وشره.
وهذه الأمور الستة هى أركان الإيمان وهى الأصول التى بُعِثَ النبى [صلى الله عليه وسلم] من أجلها بل وكل رسول قبله فقد قال الله عز وجل:"شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه..".
- فالمعرفة بالله من شأنها أن تفجر المشاعر النبيلة وتوقظ حواس الخير وتربى ملكة المراقبة.
- والمعرفة بالملائكة تدعوإلى التشبه بهم والتعاون معهم على الحق والخير.
- والمعرفة بالكتب إنما هى عرفان بالمنهج الرشيد الذى رسمه الله للإنسان كى يصل بالسير عليه إلى كماله المادى والأدبى.
-والمعرفة بالرسل يُقصد بها التخلق بأخلاقهم والتأسى بهم.
-والمعرفة باليوم الآخر هى أقوى باعث على فعل الخير وترك الشر.
-والمعرفة بالقدر تزود المرء بقوى وطاقات تتعدى كل العقاب والصعاب.
وهكذا يبدو وبجلاء أن التوحيد يُقصد به تهذيب السلوك وتزكية النفوس وهى تعد من أعلى المعارف الإنسانية إن لم تكن أعلاها على الإطلاق.
فيا أخى:أقم التوحيد فى قلبك فإنك سوف تجنى ثمراته فى حياتك وعند موتك وسيقودك إلى جنات النعيم وإلى رضوان الله عزوجل.
وللحديث حلقات وحلقات لتكملة الأمور التى بها تزكو النفس إن شاء الله..
..والحمد لله رب العالمين.
تقبلوا تحياتي
