في حينا القديم ...،،،،...
في حينا كانت الحياة في الماضي لينة بسيطة , وكانت نفوس أهله كما هي الحياة من البساطة والصفاء في أسمى معانيها ، ديدنهم المودة والوفاء ، وحسن الجوار ، أرواحهم مجبولة على التعاون والمروءةوكذلك الإيثار ، وحب الخير للجميع .
فقد كان الجوار يتسم بقيم ومبادئ فكثيرا ماتجد كبار السن رجالا كانوا أم نساء عندما يتحدثون عن جيرانهم القدامى ، يذكرونهم ويقارنون ويتحسرون على فقدهم لتلك الجيرة الطيبة ، ويقارنون بمرارة جوار هذا الزمن مع البعض يرددون بألم وآهات ( راحت مع أهلها )
ربما يعود السبب إلى تغير في طبيعة البشر ، فقد كانوا قديما متكاتفين متعاونين في الأفراح والأتراح كثيري السؤال عن بعضهم البعض ، حريصين على معرفة أخبارهم والمشاركة في مناساباتهم .
صغيرهم يحترم كبيرهم ، وكبيرهم يعتبر بمقام الموجه لأبناء الحي ...
فكثيرا ماشاهدنا الجار يؤدب أبناء جاره إما توبيخا أوضربا . كبار السن في حينا يترحمون على تلك الجارة التي استعانت في غياب زوجها بأدب جم ليؤدب أبناءها عندما أخطؤوا في الشارع .
أما اليوم نكون في غاية السعادة عندما يبادلنا جارنا التحية مجرد السلام ، ناهيك عن تعاون في فرح أوترح .
مشـــــاهـــــــداتــــــ ـــــ :
ـ كبير السن الذي تعلم قيادة السيارة موديل 78 وعندما يريد قيادتها لا يعرف ارجاعها إلى الخلف فيقوم بالترجل منها والإستعانة بأحد الشقرديه المتفرجين ليوجه السيارة الإتجاه الذي يريده المسن ثم ينطلق بها إلى الأمام قائلا ( هالحين جنب عنها وخذ ولد ) وبعد ذلك الحي كله يعرف ان ابوفلان ساق السيارة من صوت المكينة ، وعجوزه من راح منها بالسيارة وهي تدعي الله( إنه يرجعه بالسلامه ).
ـ جمع أدوات الطبخ والقهوة والشاي وكذلك الفرش والبسط ، فعندما يزف لفلان تبدأ الحركة الدؤوبة ، هذا يأتي بصحنه وقدره ، وذاك يأتي بمعاميل القهوة والشاي ، وآخر أتى ببساط ديوانه وتكتب الأسماء على بعض الأدوات خشية الضياع
كثير ... وكثير ..... وذو شجون ..... الحديث عن تلك الحقبة من الزمن وذلك الحي الجميل
القريب من ذلك الجبل الشامخ الذي أصبح شاهدا على قديم الحي وحديثه
الله على بيت لنا خابره طين
...............................في حارتن مادنس الغدر ماها
الله على ذيك الغرف واللياوين
.......................... محلا برودتها ومحلا دفاها
الله على جيران ابوي القديمين
..........................هكا الوجيه اللي كثيرن حلاها
هذه الأبيات للشاعر الفذ / فرحان قيران / قرأتها منذ عشر سنوات تصف حال أهل ذلك الحي بشيبه وشبابه وقد أبدع المبدع في تصويره .
