ما يحدث للهلال في هذه الأيام من مستويات لا ترتقي للمأمول وما يطمح له كل
هلالي ليست بجديدة على الهلال كتاريخ ، فالتاريخ علمنا أن الهلال ليس بمنأى عن
إنخفاض المستوى وضعف النتائج حتى وإن كانت قليلة قياساً بمستوى الهلال العام
والمتمثل بإنجازات لم يسبق أن حققها نادي أخر ..
والسؤال الذي يجب أن يٌطرح في هذا الوقت بالتحديد ، هل هي النهاية ؟ بالتأكيد
الإجابة لا تخرج عن كلمة لا وألف لا ، فالهلال قادر على تجاوز مالا يمكن تجاوزه
والتجاوز يحتاج لشروط أراها من وجهة نظر شخصية لاتخرج عن :
1- المصارحة
يجب علينا كهلاليين أن نتصارح فيما بيننا أننا لم نٌقدم مهر المستوى الذي نبحث
عنه وما يحدث تراكمات للعمل الذي حاولنا قدر الإستطاعة أن نجعله أكثر إحترافية
ولكنه لم يصل لإحترافية تميز بها الهلال ككيان دون سواه .
فالموسم بدأه الهلال بإستعداد أقل مايقال عنه بإنه خاطيء ، وهنا لن أكون بارعاً
في التنظير بل سأضع الحلول وفق خبرتي المتواضعة ورؤيتي للهلال بعقلانية
بعيدة كل البعد عن العاطفة .
وهل يجب أن نكتفي بإننـا بدأنا الموسم خطأ ، بالطبع لن نكتفي بل يجب علينا أن
نبحث عن أواصر المشكلة ونسعى بكل قوة لتلافيها بعيداً عن الحلول المسكنة التي
لا تؤتي ثمارها على المدى الطويل .
2- تحديد الأهداف
فالهدف العام لنـا كهلاليين : بطولة دوري أبطال آسيا وهناك متسع من الوقت لتلافي
كل النقاط السلبية وجعلها في خانة الإيجابية .
بينما الهدف الخاص لنا كهلاليين : البطولات التي ينظمها الإتحاد السعودي ودوري
زين أحد أهم البطولات التي إن حققناها تُجيز لنا أن نشارك في هدفنا العام .
وللأمانة لهذه اللحظة نحن لم نخسر الكثير في أهدافنا الخاصة ، وقادرين على تحقيق
دوري زين شريطة زيادة الإنتاجية والتي تتمثل في جرعات لياقية عالية و جرعات
تكتيكية خاصة مقترنة .
3- الإرادة
علينا أن نتفق على مبدأ مهم " بدون إرادة قوية ..نتائجنا لن تكون قوية " فمهما
قدمنا من عمل إحترافي بدون الإرادة القوية لن يؤتي ثماره .
فيجب علينا أن نفعل هذا الشرط كلٌ وفق تخصصه ، فالإدارة يجب عليها أن تبحث
عن الإنتصار وفق تخصصها المتمثل في توفير البيئة الخصبة و تسخير كل إمكانياتها
للفريق الأول و عزل اللاعبين عن مايحدث في ساحة الإعلام التي دائماً ماتكون معول
هدم ، و الدعم اللوجستي لأفراد الفريق مادياً ومعنوياً ، والجلوس مع كل لاعب ترى
الأجهزة الفنية تقصير في أداءه العام ، فالإدارة بيدها الكثير و كلما تميزت إنعكس ذلك
على اللاعبين داخل المستطيل الأخضر .
والأجهزة الفنية يجب عليها أن تؤمن إن إرادتها القوية ليست رغبات وأماني بل عمل
فني يومي تبنيه في داخل كل لاعب ليقدم كل مايمكن تقديمه ، فالقراءة لقلوب اللاعبين
والقرب منهم نفسياً مهم للغاية ، فيجب أن تضع الأجهزة الفنية أن الأمور النفسية
هي جزء لايتجزأ من الأمور الفنية ، وأنها متى ماحضرت قدم اللاعب نفسه بصورة
مغايرة ، وعلى الأجهزة الفنية قراءة كل لقاء على حدة ومعرفة مستوى كل لاعب من
الممكن أن يٌفيد في مركز أو لقاء .
واللاعبين يجب عليهم أن يؤمنوا بإن هناك من ينتظر مستوى لائق يقدمونه وعندها
سيجد الإشادة ، فالهلالي وعلى مر التاريخ لايسيء للاعب الهلالي إطلاقاً إذا إجتهد
و سعى للإنتصار ، فنحن كهلاليين لا نطلب المستحيل بل فقط دائماً مانردد العبارة
قدموا مالديكم دون زيادة أو نقص ، إيماناً منا بإنكم تمتلكون مالا يملكه غيركم من
لاعبين ، فإستشعار المسؤولية هو مطلب كل هلالي .
والجمهور يجب عليه أن يكون الأكثر إرادة ، لإن حضوره بشكل قوي ينعكس على
رأس الهرم الذي بدوره يوزع الإنعكاس على بقية العناصر في الفريق ، فلا يُعقل
أن أجلس في منزلي وأنتقد بقوة ، بل يجب أن أحضر و أقوم بالدور المطلوب مني
ومن ثم يحق لي أن أتحدث لإنني حينها وببساطة : أرضيت ضميري !!
4- الإستقرار
يظل هو من أهم الشروط التي تساعد على النتائج المميزة إن لم يكن أهمها ، فكما
نعرف الإستقرار يُعطي تجانس وبدوره يعطي تركيز ، والتركيز يعني أن نسبة الخطأ
تقل دائماً ولكنها لا تنعدم ، فالخطأ دائماً ليس هناك من هو معصوم منه ، فالإستقرار
الإداري والفني والعناصري لن يحدث وهناك صخب ومناوشات إعلامية مع جهات مختلفة
وهنا قد يقول قائل : أوا نصمت عن حقوقنا ؟ كلا ولكن يُفترض أخذ الحقوق بخطابات
رسمية بعيدة عن ضجة إعلامية تُفقدنا التوازن وتأخذ مننا كهلاليين وقت كان يُفترض
أن نُسخره لخدمة الفريق .
5- التحدي
يظل التحدي من أحد أهم العوامل التي تساعد في الرغبة بالإنتصار ودائماً التحدي
يساعد في التركيز الإيجابي خوفاً من فقدانه ، فيجب علينا كهلاليين في هذه المرحلة
الحرجة أن نتحدى أنفسنا قبل الأخرين ، والتحدي يُساعد في تجاوز فترة الإعداد
الخاطيء و عدم التوفيق مع بعض العناصر الأجنبية ، فلنجعل عنوان المرحلة
القادم " نتحد ونتحدى " ، فليتحدى الرئيس ذاته والمدرب واللاعب والمشجع
ويسعى للظهور بالشكل الذي رسمه لذاته ، من أجل أن يُعطي الفريق نتائج
تُرضي كل متحدي .
6- الإيمان بالإمكانيات
يجب على كل هلالي أن لايقلل من إمكانياته ، فالهلاليين عُرف عنهم التميز اللامحدود
و التقليل من إمكانيات النادي الإدارية والفنية والعناصرية من شأنه أن يقلل من فرص
النجاح ، فحقيقة الهلال يمتلك إدارة على أعلى مستوى قادرة على تصحيح الأجهزة
الفنية و تعزيزها جنباً إلى جنب مع قدرات اللاعبين فاللاعبين في نادي الهلال يمتازون
بالمستوى المميز و إظهاره ليس بصعب متى ما إستشعر اللاعب الهلالي بإنه يستاهل
الفانيلة الزرقاء وأنه أهلٌ للثقة الممنوحة له .
7- الجماعية
من وجهة نظري الخاصة هذا الشرط من أهم الشروط التي يجب علينا أن نُفعلها
ومؤمن بإنها في نادي الهلال مرتفعة ولكن من باب التأكيد ليس أكثر إيماناً مني
بالعبارة الشهيرة " ربعٍ تعاونوا ماذلوا " ، فالعمل تكاملي ومتى ماعمل الجميع
بجماعية تحققت الأهداف ، فالرئيس مهما فعل لن ينجح إذا البقية لم
يساعدوه وقس على ذلك .
9- التحفيز
في كل أعمال الدنيا أنجح إدارة هي التي تحفز منسوبيها للأفضل ، ماذا لو حضر
أعضاء الشرف وفق خطة تضعها إدارة النادي ؟ كيف سيكون وضع اللاعب حينما
يسمع كلمة حلوة منهم ؟ كيف لو الإدارة وضعت مكأفاة خاصة لمن يبدع في لقاء ؟
فالتحفيز ليس بالضروري أن يكون معلناً سلفاً ، من الممكن أن نجعله مفأجاة لمن
يبدع بعد أي لقاء .. أثق أن الإدارة لا تُقصر بل أسعى لإن تجعل هذه النقطة تحت
أعينها دائماً .
10- الموضوعية
وهي من أهم النقاط التي يجب أن نضعها في أحكامنا على الفريق ، فقبل أن نتحدث
عن الهلال وقضاياه يجب أن نؤمن أن : الجميع يعمل ولسنا الوحيدين ! وأن نسبة
الإنتصار تساوي في كل لقاء ( الثلث ) متشاركة مع الخسارة والتعادل .!
فلا نقسوا على النادي ولا الإدارة ولا الأجهزة الفنية ولا اللاعبين بل يجب أن نقترب
إليهم بلطف ونشعرهم بإننا معهم في العسر قبل اليسر وتلك النقطة خاصة بالإعلام
والجماهير وحتى الإدارة والأجهزة الفنية.
فاللاعب حينما يخطيء لايريد أن نقول له : أخطأت لإنه يدرك ذلك و لم نعطه معلومة
جديدة ، بل يُريد أن نعطيه طريق الصواب لا أكثر وبلغة مهذبة .
رسائل
* فترة الإنتقالات الحالية للتصحيح ولكن نتائجها لن تكون سريعة لإن الإستقرار فُقد
فالمطلوب : عدم إستعجال النتائج !!
* إذا الهلال لم يروق لي لا يعني ذلك إعطائي إشارة خضراء للإساءة لكل من يعمل
في نادي الهلال !!
* الإدارة إجتهدت ولم توفق .. جلبت أفضل الأسماء ولم تُقصر ! أليس من واجبنا
إعطائهم فرصة للتصحيح !!
* التنظير لا يؤتي النجاح كمثال طالب أخفق وأقول له أخفقت ؟! هل أعطيته معلومة
جديدة ؟ كلا
* لست أشد حرصاً ممن يدفع الملايين على الهلال !! متى ماوضعنا العبارة نصب
أعيننا سنثق في عمل الإدارة وحبها للنجاح !!
* السعادة لا طعم لها إن لم نحزن .. والإنتصارات لاطعم لها إن لم نخسر !!
* الإرتباط مع الهلال يجب أن يكون روحي .. النتائج ليست مقياس المحبة !!
النهاية
منهجنـا نحن الهلاليين .. العشق في العسر قبل اللين !!
لذلك:
أيامنـا الحلوة : كثيرة
وأيامنـا المرة : قليلة
تقبلوا تحياتي وفائق إحترامي وتقديري
تركي العتيبي
